عيّاش تأميناً لعيش المحكمة!

2019-09-16 | 15:55
عيّاش تأميناً لعيش المحكمة!
يومٌ آخرُ لم تبارحْ فيه قضيةُ العملاءِ أرضَ المعركة ومعَ التزامِ النأيِ بالنفسِ على أرفعِ المستويات فإنّ الإعلامَ يأخذُ دورَ المحقّقِ العدليّ فيكشِفُ عن الوقائعِ المخفيةِ فيما يتولّى الأسرى المحرّرون رفعَ الشكوى والإخباراتِ في دولةٍ كان منَ المفترضِ ألا تشكّكَ في أقوالِ أسراها وأن تُصدّقَهم مِن دونِ تقديمِ طلبِ الدليل لأنّ إثباتاتِهم منهم وفيهم ولا تزالُ آثارُها على أجسادِهم وبموجِبِه فإنّ السلطةَ كان عليها أن تحدّدَ الوجهةَ ولا تدفعَ المحرَّرين َالى قاضي التحقيق لأنّ مِلفاتِ العملاءِ هي واجبُ المحكمةِ العسكريةِ على ما تؤكّدُ المناضلةُ سهى بشارة لكنّ الأمرَ متروكٌ على غارِبِه أسرى محرّرونَ يلجأنَ الى القضاء والإعلامُ وَحدَه يتولّى الحفرَ في آبارِ الماضي فيكتشفُ مسؤولياتٍ على أجهزةٍ وأدوارًا لمسوؤلينَ وقضاء وينقّبُ كذلك عن أسرى مخفِيّين أحدُهم عُلّق على عَمودِ كهرَباءَ في باحةِ معتقلِ الخيام ولم تَظهَرْ جثتُه فيما بعد وليست الجثةُ وحدَها مخفيّة بل معها أصواتُ مسؤولينَ معنيينَ في الدولةِ الذي ارتأَوا أن يتحوَّلوا الى جثَثٍ هامدةٍ لا علاقةَ لها بما يحدُثُ إلا متى تعلّقَ الأمرُ بسُمعةِ أحدِهم أو بنشرِ صورةٍ تاريخيةٍ إلى جانبِ العميل فاخوري والدولةُ النائمةُ أخذت علماً بضرورةِ التحرّكِ اليومَ لكنْ تنقيبًا عن المُتّهمِ مِن قبلِ المحكمةِ الدَّوليةِ سليم عياش الذي أُنيطَت به اليومَ ثلاثةُ اتهاماتٍ دُفعةً واحدةً فهو بموجِبِ القرارِ الاتهاميّ تآمرَ على ارتكابِ جرائمِ قتلٍ مُتعمَّدةٍ عن سابقِ إصرار بحقِّ غازي أبو كروم، جورج حاوي، وخالد مورا ومحاولةِ القتلِ العَمْد عن سابقِ إصرار بحقِّ إلياس المر ومَروان حمادة وسبعةَ عشَرَ شخصًا آخرين وبذلك تكونُ المحكمةُ الدَّوليةُ قد هيّأتْ لسليم عياش ثلاثَ تُهَمٍ على سبيلِ الاحتياطِ إذا ما سَقَطت نظريةُ اتهامِه في القضيةِ الأمّ وهي اغتيالُ الرئيس رفيق الحريري وفَشِلَ الادعاءُ في ثباتِ أدلتِه لاسيما أنّ هيئةَ الدفاع كانت قد بَيّنت بالأوراقِ الثبوتيةِ الصادرةِ منَ السُّعوديةِ أنّ عياش كان يؤدّي فريضةَ الحجّ في أثناءِ مراحلِ الإعدادِ لعمليةِ الاغتيال. وإلى جانبِ ضعفِ الادعاء واستنادِه حصرًا إلى دليلِ الاتصالاتِ الذي ثَبَتَت عمليةُ اختراقِه فإنّ المحكمةَ الدّوليةَ بقرارِها الاتهاميِّ اليومَ تكونُ قد أمنّت مواردَ رزقٍ للأيامِ والأشهرِ المقبلة وهو قرارُ لزومِ البقاءِ على قيدِ المحاكمةِ حتى لا تُتَّهَمَ بأنها محكمةٌ عاطِلةٌ مِن العمل وعليه فإنّ حُكمَ عياش هو مِن ضروراتِ "العيش" لقضاةِ لاهاي المرفّهين حتى لو أنَّ الرّجلَ مِن موسِم "حجِّه" كان يخطّطُ لاغتيالِ الحريري وقبلَه كَمَنَ لمَروان حمادة ثُم لاحقَ الياس المر وفي طريقِه خطّط لرصدِ "أبو أنيس" وضماناً للمدخولِ واستمراريةِ عملِ المحكمةِ الدَّوليةِ فقد تُجهِّزَ له مَضبَطةُ لاهاي اتهاماتٍ بتفجيرِ آرامكو ما دامتِ الاتهاماتُ الاميركيةُ في هذا الاطارِ ليسَت أكثرَ خِبْرةً ورَبطاً بالحدث فإنّ دُخانَ آرامكو غطّى العالم أشلَّ الأسهمَ والحركةَ النِّفطيةَ وعَطّلَ الاكتتاب وأغلقَ خطَّ أنابيبَ لنقلِ النِّفطِ الخامِّ إلى البحرين. ووسَطَ استمرارِ الاتهامِ الاميركيِّ لإيرانَ بالمسؤوليةِ عن هذا الاعتداء كان الحوثيونَ يعاودونَ تبنّيَ العملية وهم كَشفوا أنها نُفّذت بطائراتٍ مسيّرةٍ تعملُ بمحركاتٍ عاديةٍ ونفّاثة مهدّدينَ باليدِ الطولى التي تستطيعُ الوصولَ إلى أيِّ مكانٍ تريدُ ما لم تتوقّفِ الحربُ على اليمن" وشرطُ توقّف الحرب هو وحدَه ما سيعيدُ إلى الخليج توازنَه فالحلُّ السلميُّ فقط قادرٌ على ضبط ِالايقاع ومعه تسقُطُ كلُّ مساعي الممراتِ الآمنةِ بينَ المَضايق وتُعفي أميركا نفسَها من المؤتمراتِ الهادفةِ الى وضعِ شرطةٍ على المياه ويوفّرُ أهلُ الخليج مدخّراتِهم واموالَهم ليصرِفوها على شعوبِهم.
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق