" تُجّار الهيكل "

2020-09-17 | 16:02
" تُجّار الهيكل "

المقدمة
 سار الرئيسُ المكلّفُ بين الساعةِ وعقاربِها السياسية مدّد لنفسِه وقتاً لا يملِكُ ترَفَه دخلَ بوابةَ بعبدا لا راضياً ولا مَرضيّا وخرجَ منها متريثاً على أملِ تشكيلِ حكومةٍ تتمتّعُ بقوةِ ماكرون ولا أهلاً بالخميس.. الحافلِ مرةً جديدةً بالأَسرار والمُحتفظةِ مجالسُه بالأمانات فتولّت المصادرُ مُهمةَ التسريبات وبين القيل والقال كلُّ طرفٍ رَفع سقفَه ليتحصّنَ بمكتسباتِه وما ثَبَتَ على مَدى تأليفِ الحكوماتِ بمختلِفِ عناوينِها وظروفِها أنّ مَن يديرُ البلد مجموعةُ مقاولينَ وتجارِ جُملة وإن ساوموا بالمفرّق على المقاعدِ والحقائب وفي النهاية لا أحدَ منهم يملِكُ حقَّ النقضِ في عرقلةِ المبادرةِ الفرنسية ولا جُرأةَ الخروجِ مِن بيتِ الطاعةِ السياسيّ كلُّ طرفٍ مربوطٌ بحبلِ خلاصٍ خارجيّ ومتى اتّفق الكبارُ فما على الأدواتِ الصغيرةِ إلا تأديةُ فروضِ الطاعة. في مسارِ المشاوراتِ بساعاتِها الأخيرة عُقد اللقاءُ المنتظرُ بينَ الرئيسِ المكلّفِ مصطفى أديب ورئيسِ الجُمهورية ميشال عون نِصفُ الساعةِ انتهى إلى إعلانِ التريّث لم يضغطْ رئيسُ الجُمهورية وتَرك للرئيسِ المكلّفِ حريةَ التشاورِ على مُهلةٍ فرنسيةٍ جرى تمديدُها لم يعتذِرْ أديب ولم يطلُبِ التنحيَ وهذا يعكِسُ عدمَ نَفادِ صبرِه وفِقدانِه الأمل كما يشاعُ لا بل يعوّلُ على خيوطٍ فرنسيةٍ شَبَكت تنسيقًا متينًا مِن قصرِ الصنوبر إلى الاليزية لكنّ أديب وإنْ أسرَّ لعون بصعوباتٍ تواجهُه فهو يمتلكُ صوتَ ماكرون التفضيليَّ الذي طالب ساسةَ لبنانَ باحترامِ تعهّداتِهم وأجرى سلسلةَ اتصالاتٍ معَ أولياءِ الأمرِ الخارجيِّ في الرياضِ وطِهرانَ والكرملين أما أولياءُ الداخل فتولاهم الرئيسُ المكلّفُ بلقاءِ الخليلَين وأبلغَهما أنْ لا حكومةَ مِن دونِهما والبلاغ هذا مشروطٌ بعدمِ الرضوخِ لشروطِهما متسلّحاً بالفيتو الفرنسي وقال أديب إنّ حكومةَ المُهمة لا تصرفُ في الحساباتِ السياسية ولا هي تستهدفُ أيَّ مكوّنٍ مِنَ المكوِّنات ولا تهدِفُ إلى التفرّدِ بالرأي وهي حكومةُ اختصاصٍ لا اقتصاص وإنَّ أيَّ طرحٍ آخرَ سيفترضُ مقاربةً أخرى للحكومة وهو ما لا يتوافقُ والمُهمةَ التي كُلّفتُ إياها. صوب أديب البوصلةَ وفي هامشِ التمديد المتاح له يشتري المعرقلون الوقتَ ويدخلونَ في صراعٍ من أجلِ البقاءِ على سُدةِ مكتسباتِهم في وِزاراتٍ قبضوا خُلوَّها يومَ كان التنازلُ عنها على قاعدةْ خذ وأَعطِ إلى أن صارت تلك المؤسساتُ الرسميةُ مواقعَ ملحقةً بالإرثِ العائليِّ والسياسي وهو ما صار الغربُ خبيراً بدهاليزِه ومن أنفاقِ تلك المؤسسات خرجت الأصواتُ مطالبةً بالإصلاحاتِ شرطاً للمساعدات ومن أبوابِ الفساد شَرَّعت المنظومةُ الحاكمةُ الأبواب أمام العقوباتِ ليذهبَ الصالحُ بعزا الطالح وفيما حكومة اديب في سباق مع الزمن والمهل الفرنسية ضربت اميركا من جديد بسيف العقوبات وأفرغت وزارة خزانتها حزمة جديدة من اللوائح التي طالت هذه المرة شركتين لبنانيتين وأشارت الخزانة الى أنّ حزبَ الله يستغلُّ ارتش ومعمار لإخفاءِ تحويلاتِ الأموالِ إلى حساباتِه الخاصةِ وربطَتِ هذهِ العقوباتِ بتلك التي سبقتها فاعتَبرت أنّ الحزب عمِل معَ الوزيرِ السابق يوسف فينيانوس لضمانِ فوزِ الشرِكتينِ بعروضٍ للحصولِ على عقودٍ حكوميةٍ بقيمةِ ملايينِ الدولارات وقد أَرسلت الشرِكتانِ بعضَ الأرباحِ مِن هذهِ العقودِ إلى المجلسِ التنفيذيِّ للحزب.

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق