لا حرب ولا من يحاربون

2019-05-19 | 16:05
views
مشاهدات عالية
لا حرب ولا من يحاربون
معَ تحريكِ الأسطولِ الأميركيّ الخامس في مياهِ الخليج واستنفارِ القِممِ الخليجية الإسلامية والعربية للانعقادِ في مكّة.. يبحثُ لبنان في "عضوية" بشارة الأسمر بكُلِ أبعادِها ومعانيها لكنْ لا الأسطولُ الأميركيّ سيَضرِبُ طَلْقةً واحدة ولا القِممُ الثلاث ستَحشِدُ لحرب ولا "الشب الأسمر" سيَظلُّ عُنوانَ معركة وكلُ مَطلبِ السلطة اليوم هو سحبُ الاتحادِ العماليّ العام إلى مِلكيتِها بكاملِ اتحاداتِه وهو ما سيكونُ مَحلَّ تدافُعٍ سياسيٍ وحزبي إلى كورنيش النهر وغداً الذي كان اليومَ الموعود لبَدءِ إضراباتٍ في الإداراتِ العامة صارَ إثنين من رمادٍ نِقابي. وأُولى "قيامة" بشارة الأسمر جاءت لخيرِ السلطة.. حيث افتَتح وزيرُ الخارجية جبران باسيل معركةَ التمثيل من بكركي معلناً "والكلام إلك يا جارة" أننا لن نعترفَ بهذا الموقع بالشكل الذي هو فيه إلى حينِ تصحيحِ الوضعِ القائم.. ونحنُ من جهتِنا وبما نمثّل نُقاطعُ هذا الموقع حتى يقومَ أصحابُه بالمراجعة اللازمة في حُسنِ التمثيل وبالدورِ الاقتصادي والوطني والعمالي الذي يقومونَ به وعلى أعقابِ التصريح سدّد وزيرُ الاقتصاد منصور بطيش ما عليه من متوجبات فأعلن أنّ الوِزارة سَتَفسَخُ عقدَ العمل مع بشارة الأسمر في أهراءاتِ بيروت لكنَ الفاتورةَ الرئيسية هي في عين التينة التي قالت أوساطُها إنها لن توافقَ على اقتسامِ الاتحاد بحُجّةِ التمثيل. والاتحادُ عربياً استَدعى استنفارَ العضوية إلى قممٍ ثلاث خليجيةٍ وعربيةٍ وإسلامية في مكّة المكرمة آخِرَ أيار الجاري، لمواكبةِ تطوراتِ الخليج بعد قصفِ السُفن واستهدافِ مِضخّاتِ النِفط لكنَ وزيرَ الدولة للشؤونِ الخارجية السُعودية عادل الجبير تلا البيانَ الختامي لهذه القِمم قبلَ انعقادِها وأَعلن أن المملكة لا تريدُ حرباً في المِنطقة ولا تسعى إليها، وستفعلُ ما في وِسعِها لمنع قيامِها، وفي حالِ اختيارِ الطرفِ الآخر الحرب فإنّها ستَرُدُّ بكُلِ قوةٍ وحزم وستُدافعُ عن نفسِها ومصالحِها، وتتمنّى أنْ يَتِمَّ التحلي بالحكمة والابتعادُ عنِ التهوّر والتصرفاتِ الخرقاء وتجنيبُ المِنطقة المخاطر وهذا "كلام العارفين" بخطورةِ شَنِّ الحرب وتَبعاتِها لاسيما أنّ أميركا نفسَها لم تَعُدْ تتوقّعُها... لا بل تتجنّبُها.. وقد جَلسَ رئيسُها دونالد ترامب منذ أسبوعٍ إلى اليوم ممسكاً بهاتفِه منتظراً مكالمةً لم تأتِ من إيران وعليه فلا حرب ولا مَن يحاربون.. والقِممُ هي لأخذِ العِلمِ والتحوُّط.. معَ "كزدورة بحرية" للأسطولِ الأميركيّ الخامس لُزومَ الاستعراض. والقممُ الطارئة خليجياً وعربياً تشكّلُ بمكوناتِها ذاتَ الدولِ المشاركة.. فالعربُ هم الخليج، والخليج هو العرب.. ولم يُعرف سببُ التمايز والاستدعاءِ المستعجل وعدمِ دمج القمّتين في واحدة.. إلا إذا كان الأمرُ يتعلقُ أيضاً بالاستعراضِ السياسي لكن بما أنّ الحدثَ يَحمِلُ صفةَ المعجّل والطارئ ومعَ توافرِ فرصةِ جمعِ القادة والزعماء العرب في مكّة المكرمة فإن جدولَ الأعمال يَستدعي التوسعة وعدمَ حصرِه في حربٍ لن تَحصُل فلماذا لا يناقِشُ العربُ العدوانَ الحاصلَ فعلاً والذي يتكرّرُ في غزة وكلِ فِلسطين.. لماذا يتجنّبون نقاشَ ضَياعِ الجولان وإهدائِها من أميركا إلى إسرائيل، وقبلَها تقديمِ القدس عاصمةً للمحتل فعدوُّكم أيُها العرب جاهزٌ وحاضر، ويُناصِبُ لكم العَداءَ مع كلِ طلعة شمس على أرض.. وهو يستخدم سماءَ العرب لشنِّ عدوانٍ متكرر على سوريا ويستبيحُ سيادةَ لبنان ولاا يزال يحتلُّ مزارعَ شبعا وكفرشوبا والغجر وبما انها جلسة طارئة وفي مكة عاصمة الحق والبلاد التي شهدت على ولادة خاتم الانبياء فهل يضيع حق وراؤه مطالب ؟   حقكم اليوم ان تفاوضوا على ارض مسلوبة وعلى نفط وغاز ما يزال كنزا في عمق مياه لبنانية وفلسطينية لا ان يفاوض ديفيد ساترفيلد عنكم  فاقتضى تصويب جدول الاعمال .. إذ ان الحرب هنا .. والعدو هو اسرائيل .. ولن تأخذ ايران دوره لا اليوم ولا غدا.
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق