دفع رئيسُ الحكومة نجيب ميقاتي "عُربوناً" للحلِّ الحكوميّ بإعلانِه انعقادَ مجلسِ الوزراء قريباً..ولاقاه رئيسُ الجمهورية بدفعِ القِسطِ المترتّبِ عليه لكنَّ رئيسَي الجمهورية والحكومة سيسافرُ كلٌّ في اتجاهٍ الاسبوعَ المقبل لتُرحّلَ الجلسةُ إلى مطلِعِ الشهرِ المقبل في حالِ الدعوة ِاليها والرئيسان المجرّبانِ حُكمَ اللونِ الواحد .. يراهنانِ على أسبوعَي تأمّلٍ بحيثُ تجري الدعوةُ إلى جلسةِ مجلسِ الوزراء لوضعِ الثنائيِّ الشيعيّ والمردة أمامَ الامرِ الواقع فإما أن يلتحقَ وزراءُ أمل وحزبِ الله وفرنجية بالجلسة وإما تُعقَدُ بمَن حضر وعندئذٍ يَشعرُ رئيسُ الحكومةِ بالتحرّرِ مِن صِبغةِ حزبِ الله تنفيذاً لوعدٍ كان قد قطعَه لدى توليهِ المسؤوليةَ عندما قال " الي بيعطل الله معو . قد يستندُ ميقاتي الى هذا التعهّد لكنّه في المقابل سيُقدّمُ الحلَّ قُربانًا إلى السُّعوديةِ ومعه " حبة مسك " يمثّلُها وزيرُ الإعلام جورج قرداحي حتّى ولو اضْطُرَّ رئيسُ الحكومةِ إلى تلاوةِ المقرّراتِ الرسميةِ بنفسِه فهل يَسلُكُ ميقاتي هذا المسارَ أم يَتراجعُ الثنائيُّ عن تشبّثِه بقبعِ البيطار شرطاً للعودةِ الى الحكومة ؟ في التصريحاتِ الواردة فإنَّ حلًا يُعملُ عليه كشفَ عنه النائبُ في تكتّلِ لبنانَ القويّ فريد البستاني للجديد وتحدّث عن توافقٍ لحلِّ عُقدةِ القاضي بيطار وأنّ الحكومةَ ستُدعى إلى الاجتماعِ الأسبوعَ المقبل ولفت أنّ القياديَّ في حزبِ الله الشيخ نبيل قاووق أعلنَ دعمَ كلِّ الجهودِ المبذولةِ لمعالجةِ الأزمةِ الحكومية وثمَّنَ جهودَ ميقاتي في هذا الإطار وقال: نعم في الأُفُقِ فرصةٌ حقيقية لحلِّ مشكلةِ التعطيلِ على قاعدةِ معالجةِ أسبابِه .. وعلى الجميعِ ألا يُضيّعوا هذه الفرصة لكنّ ضياعَ الفرص اذا وقع سيتسبّبُ به الثنائيُّ الذي ربَطَ انعقادَ جلَساتِ مجلسِ الوزراء بتطييرِ قاضٍ .. ويبدو من خلالِ المواقفِ أنه لا يزالُ عندَ رأيِه ..فإما أن يدخُلَ الحكومةَ غدًا متنازلاً عن شرطٍ مكانُه قصرُ العدل لا طاولةٌ وزارية وإما أن يُسيّرُ مجلسُ الوزراءِ دورياتِه الرسميةَ خالياً من الثنائيِّ والمردة .. وهذا التوجّهُ غيرُ مستغربٍ على حكوماتٍ وعهودٍ تجودُ بالموجودِ الوزاري.. فرئيسُ الجُمهورية سبقَ وحَكمَ البلدَ بوزيرَينِ مسيحيّينِ على زمنِ حكومتِه العسكريةِ عامَ ثمانيةٍ وثمانين ..والرئيس ميقاتي اختَبر لوعةَ وَسْمِه بحكوماتِ "حِزبِ الله "
هو إذن " حلٌّ بالإكراه " يحتكمُ إلى عصا وجزَرة .
ولمّا كانَ " الحُكمُ في آخرِ الجلسة " وبعدَ أسبوعينِ مِن الان فإنّ حكماً نِقابيًا سوف يصدرُ غداً بمِطرقةِ نِقابةِ المحامين التي تخوضُ معركةً على القوسِ التغييريةِ في مواجهةِ أقواسِ قُزَحِ الأحزاب .. المتداخلةِ والمتسلّلةِ والمموّهةِ بشخصياتٍ تقولُ إنها مستقلة .
فبعد اكتساحاتٍ نِقابيةٍ في انتخاباتِ الجامعةِ الاميركية والاميركيةِ اللبنانيةِ واليسوعية التي فازت فيها قُوى التغيير .. تدخُلُ هذه القُوى الى مَحفِلِ نِقابةِ المحامينَ لتثبيتِ بقائِها حرّة ..وإعادةِ التصفيقِ الساطعِ كما اللحظة التي فاز بها النقيبُ الحالي ملحم خلف تردادًا لثورةِ السابعَ عشَرَ مِن تِشرين ومشروعُ النِقابةِ يتّخذُ اسم " نِقابتُنا " لمستقبلٍ يَحمي هذهِ النِقابةَ بشِقِّه المِهْنيِّ لحمايةِ صندوقِهم وعملِهم وحرياتِهم وتشكيلهِم جداراً يَحمي القضاءَ ويحرّرُه من تَبعيةِ السلطة.
ويستمرُّ مشروع "نقابتُنا" في الانتخاباتِ النِقابيةِ الاخرى ..حيث المعاركُ لاحقاً في نِقابتي الصيادلةِ وأطباءِ الاسنان . وقد اختارت قوى التغيير ستةَ اسماءٍ للعضوية
وسوف ترضخُ لديمقراطيةِ الهيئةِ العامة في اختيار اسمِ النقيبِ والمعركةِ بينَ اسمي : رمزي هيكل وموسى خوري .
وتتحالفُ قُوى السلطةِ في هذه المعركة بكلِّ طرُقِ الالتواء .. من فوقِ الطاولةِ ومن تحتِها .
وغداً .. تصفيقٌ آخر .. احتفاءً بتوجيهِ صفعةٍ جديدة " لصقًا" على بابِ احزابِ السلطة ومِن دونِ أن تتمكّنَ مِن تعيينِ محامٍ أو اللجوءِ الى " كفِّ يد " النقيب .