نمور التاميل فرع لبنان

2019-04-21 | 16:01
نمور التاميل فرع لبنان

مقدمة النشرة المسائية 21-04-2019
حَلّتِ القيامةُ على سيرلانكا بثوبٍ دَموي، فدَخل الإرهابُ كنائسَها وصَلَواتِ مسيحييها في عيد الفِصح، قبلَ أنْ يُتابِعَ طريقَه الأكثرَ عنفاً نحوَ تفجيراتٍ طالتِ الفنادقَ الفاخرة وجاءت حصيلةُ يومِ العيدِ الأسود لتُناهِزَ مِئتي قتيل وأكثرَ من أربعِمئةٍ وخمسينَ جريحاً. الخلفياتُ تكادُ تكون ضيئلةً عنِ الجهة المنفذة، والتي اكتفتِ السلطاتُ بوصفِها إرهابية فيما تقولُ جماعاتٌ مسيحية إنّها تعرّضت لترهيبٍ متزايدٍ من بعض الرهبانِ البوذيين المتطرفين في السنوات الأخيرة وقد وَقعت قبلَ عامٍ واحد اشتباكاتٌ بين الأغلبيةِ البوذية السنهالية والأقليةِ المسلمة، واتَهمت بعضُ الجماعاتِ البوذية المسلمينَ بإرغامِ الناس على اعتناقِ الإسلام ولاحقاً بَرَزَ تصريحٌ لوزيرِ خارجية أميركا مايك بومبيو يُعلنُ فيه مقتلَ العديدِ من الرعايا الأميركيين في اعتداءاتِ سيريلانكا.. هذه الجمهوريةِ الخارجة قبلَ عَشَرةِ أعوامٍ من أسوأِ الحروبِ الأهلية، ومن حِقبة اغتيالاتٍ سياسية بدأت قبلَ نِصفِ قرن باغتيالِ الرئيس باندرانيكا على يدِ راهبٍ بوذي في كولومبو ومن بعدِها توالتِ العملياتُ الانتحارية والاغتيالات التي اجتاحتِ البلاد من شرقِها إلى غربِها، وساهم فيها انتحاريو نمور التاميل الذين كانوا يَسعَون للانفصال وواجَهَ بعضُ المسيحيين عَداءً من الغالبيةِ البوذية التي تُشكِّلُ سبعينَ في المئة من السكان، وذلكَ لدعمِهم تحقيقاتٍ خارجية بشأن الجرائم التي يُتَهمُ الجيشُ السريلانكي بارتكابِها في حقِ نمور التاميل خلالَ حربٍ أَوقعت أكثرَ من مئةِ ألفِ قتيل. وفي لبنان فإنّ "نمور التاميل" لم يَبلُغُوا مرحلةَ الانفصال السياسي.. لكنَ أجراسَ الكنائس قَرعت من بكركي في نداءِ الرئيس ميشال عون والذي رَصَدَ بيتُ الوسط إشاراتِه دونَ غيرِه من المقارّ ففي أحدِ القيامة قرّر عون إطلاقَ رسائلِه نحوَ العاجزين عن إقرارِ الموازنة وحلِ الأزمة وقال رئيسُ الجمهورية إنّ لبنان يَمُرُّ بأزمةٍ تَجري معالجتُها، وعلى الجميع العملُ ليلاً نهاراً للانتهاء منها في أسرعِ وقتٍ ممكن، لأنّ الوضعَ لا يَسمحُ بالتمادي في الوقت، داعياً مَن ليس لديه الخِبرةُ لإنهائِها بسرعة "ليتفضّل إلى بعبدا ونحنُ نقومُ بإنهائِها له" وفيما كان يستعدُ الحريري للردِ من الخارج، يبدو أن نُصحاً قد أُسدِيَ إليه بعدمِ تصعيدِ الموقف مع بعبدا وبقاءِ النقاشِ ضِمْنَ إطارِه المؤسساتي والاجتماعات التي يَعتزِمُ المسؤولون عقدَها في بحرِ الأسبوع الطالع، معَ التأكيد على "لقاء الخميس" المالي ولا يبدو أنّ الأمورَ متجهةٌ إلى "عِصيانٍ سياسي"، فالقضايا الأوسعُ جدلاً يتشمُّ حلُها من هنا إلى المحيطِ العربي والخليجي وأبرزُ ما شَهِدته الأيامُ الماضية إقليمياً استضافته العراق.. إذ احتضنت بغداد أضدادَ السياسة، واجتَمعَ العربيُّ معَ الفارسي تحتَ مؤتمرِ برلمانات دولِ الجوار العراقي وبمشاركةِ ستِ دول، وبدعوةٍ من رئيسِ مجلسِ النواب العراقي محمد الحلبوسي، كانت تُركيا والسُعودية والكويت والأردن وسوريا تلتقي جنباً إلى جنب مع ممثل ٍعن رئيسِ مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني واكد المجتمعون ان الانتصار الذي حققه العراق على تنظيم داعش بات يمثل أرضيةً مشتركةً لكلِّ شعوب المنطقة؛ لبدء صفحة جديدة من التعاون والبناء وصولا إلى بناء تفاهمات مشتركة. 

 
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق