مقدمة النشرة المسائية 24-11-2019
أحدٌ آخر ينضمُّ الى الثورة فيُوزِّعُ حراكَه بين بحرٍ وبر.. ثورةٌ صَعَدت مراكبُها إلى موجِ طرابلس..واستعادتِ الأملاكَ البحرية في الناعمة ليومٍ واحد.. ولَعِبت "يويو" من عين المريسة إلى بقيةِ المُدن.. وكان متظاهروها كاللونِ الأخضر على مرج بسري.. وتشاركوا الخبزَ والمِلح في العديد من المناطق تحلّى المواطنون برِفعةِ التنظيم ومسوؤليةِ التظاهر.. في وقتٍ كانتِ السلطةُ تتحلّى بالتأنّي الهدّام.. ولا تُسجِّلُ أيَ خُطوةٍ سياسية على صعيدِ التكليفِ والتأليف كلُ أركانِ العالم السياسية أصبحت عاملةً على خُطوطِ المِلاحةِ الحكومية في لبنان.. إلا لبنان نفسُه المَعنيُّ بأزمةٍ صَنَعها سياسيوه فرنسا تدخّلت.. أميركا اشترطت.. الاتحادُ الأوروبي أحاطَ بالأزمة.. روسيا تململت وشكّكت.. فيما من المرتَقب أـنْ يَصِلَ إلى بيروت في الساعاتِ المقبلة موفدٌ دبلوماسيٌ بريطانيٌ بارز لاستكمال المساعي الأوروبية الأميركية نِصفُ دولِ العالم أصبحت في لبنان أو على خطوطِه من بعيد فيما مسؤولوه يَحظَون بنعمةِ التجاهل والانفصام عن الواقع.. لا يلتقون على مصلحةِ وطنٍ محاصر, وحتى عندما جَمَعهم الاستقلال فقد كان كلُ رئيسٍ منهم مستقلاً عن الآخر. وهذا التخلي استحقَّ اليوم إنزالَ الحُرمِ الكَنَسي على القادة من رأسِ الهرم إلى أخمصِ مسؤول وفي رسالةٍ مباشرة قال البطريرك الراعي إن أصحابَ القرارِ السياسي عندنا في لبنان غيرُ قادرين على اتخاذِ القرار الشجاع لصالحِ الوطن وشعبِه لأنّهم مازالوا أسرى مصالحِهم ومواقفِهم المتحجّرة وارتباطاتِهم الخارجية وحساباتِهم لكنّنا نَجِدُ هذه الشجاعة عند شعبِنا في انتفاضتِهم السِلمية والحضارية من كلِ الطوائف والمذاهب والأحزاب من دون أن يَعرِفوا بعضَهم بعضاً وهؤلاء، والكلام للراعي، التقوا وأَخذوا قرارَهم الشجاع والحرّ فطالبوا بإجراءِ الاستشارات النيابية وَفقاً للدستور وتأليفِ حكومةٍ في أسرع ما يمكن توحي بالثقة وتُباشرُ بالإصلاح ومكافحةِ الفساد وإدانةِ الفاسدين واستعادةِ الاموال المنهوبة والسيندوس السياسي للبطريرك الراعي يُصيبُ من دونِ تسمية.. وواضحةٌ مَن هي المواقفُ المتجحرة.. ومَن يُحجِمُ عن إجراءِ الاستشارات النيابية.. ولماذا تَقصّدَ الراعي تضمينَ عبارة "وَفقاً للدستور" بعدما طال زمنُ التأني في التكليف نحوَ شهرٍ من الاستقالة والموقفُ الكنسي المرفوع على الليتورجيا الإلهية، التَمسَ فيها سيدُ الصرح هَزَّ ضمائرَ رئاسية.. فإذا كان الرئيس ميشال عون يُشكِّكُ في صوت الناس في الشارع.. فليُصغِ إلى أصواتٍ قادمة من بيوتِ الله.