هكذا تصرّف حزب الله مع حادثة قبرشمون...

2019-07-03 | 04:13
هكذا تصرّف حزب الله مع حادثة قبرشمون...
تعامل "حزب الله" مع واقعة قبرشمون، على طريقته المحسوبة في قياس الأحداث والخيارات، ولاسيما أنّ الأمر يتعلق بالجبل، حيث تتقاطع الامتدادات الدرزية والمسيحية والسنّية والشيعية في عدد من بلداته وقراه، ما يضفي حساسية مفرطة على تركيبته التي تبدو مهيأة للتأثر التلقائي بأي حدث نافر، من النوع الذي دهم منطقة الشحار في عاليه أخيراً، وفق ما اشارت الكاتب في صحيفة "الجمهورية" عماد مرمل.
واضاف الكاتب ان الحزب لم يتردّد في الوقوف الى جانب رئيس "الحزب الديموقراطي" النائب طلال ارسلان وإبداء التعاطف الكامل معه، في مواجهة حادثة قبرشمون وتداعياتها المأساوية، اولًا لأنّ ارسلان حليف استراتيجي وتاريخي في البيئة الدرزية، وثانياً لأنّه ولي الدم المسفوك والمعتدى عليه، كما يتبيّن من هوية الضحيتين.
و"الحزب"، الذي صار مع مرور الوقت والتجارب خبيراً في تعقيدات الواقع اللبناني وتوازناته، بحسب الكاتب،  يفترض أنّ مفاعيل حادثة قبرشمون ستُعالج عاجلاً أم آجلاً، على قاعدة أنّ ضرب السلم الأهلي ممنوع مهما بالغ البعض في اللعب على حافة الهاوية، وهو على اقتناع بأنّ كل المواجهات والخلافات ستبقى، على رغم من حدّتها، منتظمة تحت سقف التسوية الكبرى التي لا يزال يحميها رعاتها الاساسيون، "وكما جرى في احتواء الأزمة التي نتجت من صدام الجاهلية الفائق الخطورة، سيتم كذلك تطويق آثار موقعة قبرشمون وسيعود الجميع الى ضبط سلوكهم على توقيت ساعة التسوية التي لا تزال عقاربها تدور الى الامام وليس الى الوراء".
الى ذلك يسخر المحيطون بدائرة القرار في "الحزب"، وفق ما اشار الكاتب، من اتهامه بأنّه يسعى، بالتنسيق مع النظام السوري، الى محاصرة جنبلاط، وبأنّ ما جرى في الجبل أخيراً يحمل بصماته في سياق السعي الى استهداف رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، لافتين الى أنّ اولويات "الحزب" واهتماماته الاستراتيجية تتوزع في اتجاهات أخرى، تمتد من جبهة الصراع مع اسرائيل وصولاً الى تطورات المواجهة مع واشنطن والتوتر الاميركي- الايراني المتصاعد في الخليج، وبالتالي من السخافة الظن بأنّ معمل ترابة في عين دارة أو التنافس على نفوذ مناطقي يمكن أن يُشغل "الحزب" او يحرفه عن بوصلته الأصلية.
ويعتبر هؤلاء، أنّ الكلام على سعي "الحزب" الى تطويق جنبلاط هو جزء من عوارض "وسواس" سياسي يصيب البعض، ولا علاقة له بالحقيقة، مشيرين الى أنّ مشكلة جنبلاط الحقيقية نابعة من شعوره بأنه تعرّض الى الاقصاء المتعمد عن التسوية ومكاسبها، وبالتالي فانّه يرسل إشارات احتجاجية متلاحقة كلما سنحت له الفرصة، علماً أنّ أزمته الحقيقية في هذا المجال هي ليست مع "الحزب"، بل مع الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، لاعتقاده أنهما يسعيان الى احتكار التسوية، من دون مراعاة موقعه ومصالحه.
كما يشير القريبون من "الحزب"، الى أنّ تأكيد قماطي أنّ حرية التعبير مكفولة في الدستور ومن غير المقبول إغلاق أي منطقة أمام أي مواطن لبناني، إنما يسري ايضاً على الضاحية الجنوبية التي ليست "غيتو" مقفلاً، وهي تتسع لأصحاب الرأي الآخر، شرط ان يأتي هذا الأمر في سياق الظرف الموضوعي لا المُفتعل، لافتين الى أنّه سبق لـ"القوات اللبنانية" أن نظّمت نشاطات في المنطقة عشية الانتخابات النيابية عام 2005، وكذلك "التيار الحر" الذي لم يكن آنذاك قد أصبح حليفاً لـ"الحزب."
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق