رأت صحيفة "الاخبار" ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بدا في 25 آب الفائت، في احتفال مؤسسة العرفان في السمقانية، أنه يفتح باب التفاوض على مطلب قديم يحضر فجأة ثم يختفي، هو إنشاء مجلس الشيوخ.
واضافت الصحيفة في مقال للكاتب نقولا ناصيف انه "في هذا الاحتفال، بعدما أكد أنه تعرض مراراً لحصار سياسي من دون أن ينكسر، نافياً مسؤوليته عن عرقلة تأليف الحكومة، دعا إلى المحافظة على اتفاق الطائف "نطبقه ونطوره من خلال إنشاء مجلس الشيوخ بعد انتخاب مجلس نيابي لاطائفي".
وقد تلقف بعض الأفرقاء النافذين الفكرة على أن الزعيم الدرزي ـــــ الذي لا يزال يمسك بزمام قرار الطائفة فيما لا يعدو خلفه نجله رئيس الكتلة النيابية فحسب ـــــ يقدّم بنفسه حلاً لعقدته: مقايضة المقعد الدرزي الثالث من دون ذهابه حتماً إلى النائب طلال أرسلان ـــــ بضمانات بالتوجه للفور إلى إنشاء مجلس للشيوخ رسا في مداولات الطائف الاتفاق على أن يرأسه درزي.
الى ذلك اضافت الصحيفة انه في السنوات الثلاث المنصرمة، إبان الشغور الرئاسي، طرح الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري أكثر من مرة فكرة لاستحداث مجلس للشيوخ. ذهب رئيس البرلمان إلى أبعد من ذلك في الكلام عن الصلاحيات المحتملة له في الدستور وبإزاء السلطات الدستورية الأخرى الموازية، وفَصَلَ بينه وبين انتظار تأليف مجلس نيابي وطني لا طائفي، آخذاً في الاعتبار استحالة الوصول إليه في المعمعة المذهبية التي تضرب البلاد. ثم انكفأ لاحقاً الحديث عن مجلس الشيوخ وانطفأ تماماً.
ورأى الكاتب ان توقيت إثارة جنبلاط هذا المطلب المخضرم منذ إقرار تسوية الطائف، أعاد إلى صدارة الحدث ما تحتاج إليه طائفته في معادلة التوازن السياسي داخل الحكم. لم يكن في وسعه الحؤول دون وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، ووجد نفسه جزءاً لا يتجزأ من معادلة السلطة في السنتين الأوليين من العهد...