يبدو أن الرصاصات الـ3 التي تلقاها جسد الشاب الفلسطيني صابر مراد البالغ من العمر 33 عاماً كانت بمثابة "طوق النجاة" لأهالي مدينة طرابلس شمال لبنان من تمادي الداعشي الارهابي عبد الرحمن مبسوط بإجرامه بعدما حوّل ليل عيد الفطر مسرحاً للدماء، وفق ما اشار موقع قناة "العربية".
فعشية عيد الفطر التي أرادها "الذئب المنفرد" كما وصفته الأجهزة الأمنية في لبنان تحويلها إلى مأساة وطنية، قرر الشاب الفلسطيني من أم لبنانية أن يفدي أبناء بلده بدمائه عندما صودف مروره في محيط الإرهابي مبسوط.
وما إن رآه يتوجه عبر درّاجة نارية إلى منطقة دار التوليد في مدينة طرابلس، حتى عرقله بسيارته، فاصطدم بدراجته محاولاً "تأخير" تقدّمه وإفساح المجال للمدنيين للهروب وإعطاء الوقت للقوى الأمنية للتمركز، فما كان من الإرهابي عبد الرحمن إلا أن صوّب سلاحه نحو سيارته وأمطرها بالرصاص، خصوصاً بعدما رأى شعار الجيش اللبناني على زجاجها الأمامي، فأصيب بـ 3 رصاصات، الأولى في الرأس من الخلف والثانية والثالثة في الظهر، بحسب ما أكد والده ناصر مراد لموقع قناة "العربية" لافتاً إلى "أن وضعه مستقرّ ويتحسّن".
وقد امضى مراد يومين في العناية المركزة في المستشفى الإسلامي الخاص في مدينة طرابلس وقد نقل بعد ذلك الى غرفة داخل المستشفى حيث تزدحم غرفته بالمحبّين من الأهل والأقارب وفاعليات سياسية ودينية وأمنية للاطمئنان عليه بعدما انتشر خبر "بطولته" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو نائم معظم الوقت نتيجة المسكّنات.
وفي السياق قال والده ناصر مراد إلى "أن الأطباء طمأنوه إلى أن وضعه يتحسّن، إلا أن الرصاصة التي استقرّت في رأسه قد تُسبب له ضعفاً في النظر"، شاكراً الله "لأن الرصاصتين في ظهره لم تُصيبا عموده الفقري".
وقد قرر مراد الشاب الفلسطيني العودة منذ أيام من أستراليا والاستقرار نهائياً في لبنان. وهو أب لطفلين من أم إسبانية.
في المقابل تفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مع ما حصل لصابر مراد، مطالبين بمنحه الجنسية اللبنانية لأن والدته لبنانية، وذلك تقديراً لعمله البطولي الذي جنّب مدينة طرابلس شلال دماء.
وفي هذا الاطار أوضح والده "أن أحد العمداء في قوى الأمن الداخلي تواصل معي طالباً معلومات شخصية عن ابني لوضع اسم صابر على ملحق قانون الجنسية"، وشكر المسؤولين في الدولة اللبنانية الذين اتّصلوا به للاطمئنان على صحة ابنه"، مؤكداً "أنه لم يشعر يوماً هو وابنه صابر أنهما يعيشان بعيداً عن فلسطين، فنحن بين أهلنا وما يضرّهم يُصيبنا وما يُفرحهم يُفرحنا".