رأى وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق في حديث إلى موقع "المدن" أنّ "عامل المبادرة والفعل والخيال والإجتهاد يدخل في اللعب السياسي، كاستقطاب خصم أو منافس، وضم طامح أو باحث عن دور".
وبحسب "المدن"، فإنّ "هذه المقاربة قد تكون هي الأنجع في التعاطي مع شخصيات سنّية تبحث عن دور سياسي لها، آتية من خارج المنظومة الحريرية، تمتلك أو لا تمتلك المشروعية، لكنها غالباً ما تأتي من الباب الخطأ، تماماً وفق التوصيف الذي أطلقه المشنوق أمام باب دار الفتوى، في تقييمه لمطالب النواب السنة المستقلّين عن تيار المستقبل. يقسّمهم المشنوق إلى ثلاثة أزواج. زوج ملتزم بكتل وغير قادر على التفرد بقرار أو رأي، وزوج مستقل، فيما الزوج الثالث لا ينتمي إلى كتلة، بل إلى صالون سياسي، هو كتلة تيار المردة، يمكن الخروج منها في أي لحظة أو ظرف. ولأن هؤلاء قد طرقوا الباب الخطأ، كان يجب التصرّف معهم على هذا الأساس. الخطوة في إصلاح ما يجري، لا تتلاءم مع استمرار التصويب عليهم، بل الذهاب إلى الإعتراف بحيثيتهم، لكن مقابل خروجهم من الصالون السياسي الذي ينتمون إليه، ومن ثمّ يتم استقبالهم والبحث معهم، ليبقى قرار توزيرهم من عدمه ملك الرئيس المكلف وحده".
ومع ذلك، فإن الحريري - وفق رؤية المشنوق - لن يتنازل، بالنظر إلى ارتفاع التحدي، وتطرف الشروط والمبالغة في المطالب. رغم ذلك، تبقى المهمة: لا بد من إيجاد حلّ للمشكلة، وتشكيل حكومة، وفق تسوية تحفظ حق الجميع. أما ما بعد التشكيل فسيكون هناك عمل آخر ومقاربة مختلفة. لا بد من العودة إلى التوازن في موازين القوى على الساحة الداخلية، بعد اختلال الميزان وفقدان العضد: "البلد يحتاج إلى صناعة رأي عام. والساحة الداخلية لا سيما السنية منها، تحتاج إلى أفق جديد أصبح محتوماً، بعد كل ما جرى، أفق يرتكز على الحريرية السياسية، ولا يخرج عنها أو عليها، لكنه لا يلتزم يومياتها".