لا يُخفي رئيس حكومة تصريف الاعمار سعد الحريري رغبته الخروج من رئاسة الحكومة الى رحاب المجلس النيابي، أمام غالبية مَن يلتقيهم هذه الايام، وفق ما اشارت صحيفة "الجمهورية".
وتابعت الصحيفة ان الحريري كان صريحاً في التعبير عن هذه الرغبة بقوة أمام الوزير علي حسن خليل الذي نقلها سريعاً الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان له على الأثر إتصال بالحريري وَصفه قطب سياسي كبير بأنه "حار جداً"، حيث فاتَحَه خلاله برغبته عدم تولّي رئاسة الحكومة الجديدة.
لكنّ بري أكد للحريري أنّ عليه البقاء مع الجميع في تحمّل المسؤولية لمعالجة الأزمة التي تعيشها البلاد سياسياً واقتصادياً ومالياً، وقال له ما معناه: "ماذا أنت فاعل؟ إنّ الهروب من تحمّل المسؤولية في هذه المرحلة ممنوع".
معنى كلام بري هذا، بحسب الصحيفة، هو أنه يؤيّد بقوة تكليف الحريري تأليف الحكومة الجديدة، على رغم استيائه الشديد من استقالته الاخيرة التي لم يكن يؤيدها. ويدرك "حزب الله" موقف بري المؤيّد بقاء الحريري في رئاسة الحكومة ويتفهّم أسبابه ودوافعه، لكنه، أي الحزب، لن يسمّيه في استشارات التكليف النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية قريباً، وذلك التزاماً لموقفه التقليدي، إذ انه لم يُسمّ يوماً الحريري الأب لرئاسة الحكومة، وهو لن يسمّي الحريري الإبن الآن، علماً أنّ أمينه العام السيد حسن نصرالله لم يكن يؤيّد استقالته، بل انه عبّر عن دعمه لبقائه عندما أكّد قبَيل انطلاق الحراك الشعبي وخلاله انّ الحكومة لن تستقيل، وستعمل على تنفيذ بنود الورقة الاصلاحية التي أقرّتها، والتي تتجاوب فيها مع كثير من مطالب الثائرين ضدها في الشارع.