رئيس بوليفيا يعلن استقالته بعد اسابيع من احتجاجات عمت البلاد

2019-11-11 | 04:22
رئيس بوليفيا يعلن استقالته بعد اسابيع من احتجاجات عمت البلاد

اعلن الرئيس البوليفي إيفو موراليس امس استقالته من منصبه، بعد موجة احتجاجات شديدة على إعادة انتخابه مستمرّة منذ ثلاثة أسابيع.
وقال موراليس البالغ من العمر ستين عاماً عبر التلفزيون "أستقيل من منصبي كرئيس".
بدوره، اعتبر نائب الرئيس ألفارو غارسيا لينيرا الذي استقال أيضًا من منصبه أنّ "الانقلاب وقع".
أمّا المعارض كارلوس ميسا الذي خسر الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة السابقة، فعلّق على استقالة الرئيس بالقول "لقد أعطينا درساً للعالم. غدًا ستكون بوليفيا بلدًا جديدًا".
وغصّت ساحة موريللو في لاباز، المقابلة للقصر الرئاسي، بمئات البوليفيين الذين أتوا للاحتفال باستقالة موراليس.
وعلى بُعد خطواتٍ قليلة، في إحدى زوايا ساحة موريللو، بحسب ما اشارت وكالة الصحافة الفرنسية، كانت وحدة من الشرطة أعلنت تمرّدها ضدّ الرئيس تحتفل بجانب المتظاهرين إثر إعلانه الاستقالة.
ويحكم موراليس بوليفيا منذ العام 2006، وكان الجيش والشرطة طالباه في وقتٍ سابق بالتنحّي.
وطالب قائد الجيش البوليفي الجنرال وليامز كاليمان الأحد موراليس بالاستقالة "من أجل صالح بوليفيا".
وقال قائد الجيش للصحافيّين "بعد تحليل الوضع الداخلي المتوتّر، نطلب من الرئيس التخلّي عن ولايته الرئاسيّة بهدف إتاحة الحفاظ على السلام والاستقرار، من أجل صالح بوليفيا".
وكان العديد من قادة المعارضة البوليفيّة دعوا أيضًا موراليس امس إلى الاستقالة، رغم إعلانه أنّه سيُجري انتخابات جديدة لم يُحدِّد لها موعدًا.
وقال ميسا في تصريحات سابقة "نرى أنّ على الرئيس موراليس اتّخاذ هذا القرار. إذا كان يتمتّع بحدّ أدنى من الوطنيّة عليه الانسحاب".
وأضاف أنّ رئيس الدولة "ليس في وضع" يؤهّله إجراء انتخابات جديدة أو الترشّح مجدّداً.
بدوره، اعتبر المعارض الأبرز لويس فرناندو كاماشو أنّ "موراليس انتهك النظام الدستوري وعليه أن يستقيل"، داعياً إلى تشكيل "لجنة حكوميّة انتقاليّة" تُكَلّف "الدعوة إلى انتخابات جديدة خلال مهلة أقصاها ستّون يومًا".
وأتت هذه المواقف بعدما أعلن موراليس في وقتٍ سابق أنّه سيُجري انتخابات جديدة في ضوء التوتّر الشديد الذي يسود البلاد. وهو كان رفض هذا الخيار في ما مضى.
وقبل وقت من إعلان استقالته، كان موراليس قال في مداخلة متلفزة سابقة "قرّرتُ اختيار أعضاء جدد للمحكمة الانتخابيّة العليا"، معلناً أنّه سيدعو "إلى انتخابات جديدة تُتيح لشعب بوليفيا انتخاب سلطات جديدة ديموقراطيّاً".
وأضاف الرئيس "بعدما اتّخذتُ هذا القرار، أدعو إلى خفض التوتّر. على الجميع أن يُعيدوا السّلام إلى بوليفيا". لكنّ موراليس لم يُحدّد موعد هذه الانتخابات أو يوضح ما إذا كان سيترشّح لها.
وقبيل ذلك، طلبت منظّمة الدول الأميركيّة إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسيّة التي جرت في 20 تشرين الأوّل/أكتوبر، في ضوء التجاوزات التي شابتها، داعيةً إلى إجراء انتخابات جديدة يتمّ توفير الضمانات لحسن إتمامها "وبينها في الدرجة الأولى تشكيل هيئة انتخابيّة جديدة"، في إشارة الى المحكمة الانتخابية العليا.
وأدّت انتخابات تشرين الأوّل الى إعادة انتخاب موراليس لولاية رابعة حتّى 2025، رغم أنّ البوليفيين رفضوا هذا الخيار في استفتاء جرى في شباط 2016.
وسبق أن طالبت لجان المجتمع المدني بعدم ترشّح موراليس، ولا ميسا، لانتخابات جديدة.
وتصاعد التوتّر في الأيّام الأخيرة مع تسجيل حركات تمرّد في صفوف الشرطة واحتلال متظاهرين مقارّ وسائل إعلام رسميّة.
وكان موراليس وجّه السبت دعوة الى الحوار، لكنّ المعارضة رفضتها، فيما أعربت كوبا عن دعمها له "في مواجهة المغامرة الانقلابيّة للإمبرياليّة". وبعد استقالة موراليس، ندّدت كوبا الأحد "بشدّة" بـ"الانقلاب في بوليفيا".
وأدان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو "بشكل قاطع" الأحد "الانقلاب" في بوليفيا، بعد استقالة موراليس.
من جهته وصف الرئيس الأرجنتيني المنتخب ألبرتو فرنانديز امس الوضع الذي أدى إلى استقالة موراليس بانه "انقلاب". وكتب على تويتر أن انهيار العمل المؤسساتي "في بوليفيا غير مقبول" مضيفا أنه "يجب أن يختار الشعب البوليفي في أقرب وقت ممكن، عبر انتخابات حرّة، حكومته المقبلة".
كما عرضت المكسيك تقديم اللجوء لموراليس بعد استقالته من منصبه. وكتب وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرار على تويتر إنّ "المكسيك، وفقًا لتقليد (منح) اللجوء وعدم التدخّل، قد استقبلت 20 شخصيّةً من السُلطتين التنفيذية والتشريعية في بوليفيا، في مقرّ الإقامة الرسمي (المكسيكي) في لاباز، وإذا ما قرّر (الرئيس البوليفي أيضاً) ذلك، فسنعرض كذلك اللجوء على إيفو موراليس".
وفي وقتٍ لاحق، هنّأ الرئيس المكسيكي اندريس مانويل لوبيز اوبرادور رئيس بوليفيا بقراره الاستقالة، من أجل تهدئة الوضع في بوليفيا.
من جهتها دعت الحكومة الكولومبية إلى "عقد اجتماع عاجل" للمجلس الدائم لمنظمة الدول الأميركية بعد استقالة الرئيس البوليفي. وصرحت وزارة الخارجية الكولومبية في بيان أن كولومبيا تريد خلال هذا الاجتماع "البحث عن حلول للوضع المؤسساتي المعقد" في بوليفيا.
كما دعا البابا فرنسيس البوليفيّين إلى أن ينتظروا "بهدوء" العمليّة "القائمة" لإعادة إجراء الانتخابات.
وسط هذه المواقف قال فلاديمير يوري كالديرون القائد في الشرطة البوليفية امس  إنه تم اعتقال رئيسة المحكمة الانتخابية البوليفية بأمر من مكتب المدعي العام الذي يحقق في مخالفات ارتكبت في الانتخابات.
وأسفرت موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أسابيع عن ثلاثة قتلى ومئتي جريح.
كما احتلّ متظاهرون مناهضون لموراليس السّبت في لاباز مقرّي وسيلتَي إعلام رسميّتين وأجبروا موظّفيهما على المغادرة.
وسرعان ما ندّد موراليس بذلك عبر تويتر، قائلاً "يقولون إنّهم يدافعون عن الديموقراطيّة، لكنّ سلوكهم ديكتاتوري".
وكانت تمردت يوم الجمعة الماضي ثلاث وحدات من الشرطة في مدينة كوشابامبا (وسط) ثمّ في مدينتي سوكري (جنوب) وسانتا كروز.
واتّسع التمرّد ليل الجمعة السبت نحو مناطق أخرى، بحسب الإعلام المحلّي.
وعلّق موراليس مساء الجمعة أنّ "ديموقراطيّتنا في خطر بسبب الانقلاب الذي تقوم به مجموعات عنيفة على النظام الدستوري".
من جهته، استبعد وزير الدفاع خافيير زافاليتا في وقت سابق أيّ تدخّل عسكري ضدّ المتمرّدين.

رئيس بوليفيا يعلن استقالته بعد اسابيع من احتجاجات عمت البلاد
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق