بري: خلص الكلام وليقلّعوا شوكهم بأيديهم!

2018-12-17 | 03:51
بري: خلص الكلام وليقلّعوا شوكهم بأيديهم!

رأت صحيفة "الجمهورية" ان البلد يعيش روايةً سياسية منذ سبعة اشهر، لا يُفهَم مضمونُها، لم تثبت على سيناريو واحد، بل سيناريوهات متناقضة تتوالد كل يوم، وأما أبطالها فكل يوم يلبسون ثوباً، ويؤدون دوراً مناقضاً لسابق له أو لاحق له، أجادوا فقط التمثيل على الناس، وكانوا صادقين في التكاذب المتبادل، وفي قول الشيء وعكسه، وفي قطع التعهدات والالتزامات ونسفها وإبرام ما يناقضها، كانوا فقط مع شهواتهم وشغفهم للاستئثار والسطو على السلطة والتربّع على عرش القرار.
واضافت الصحيفة في مقال للكاتب نبيل هيثم  ان الناس، ضبطت هؤلاء بالجرم المشهود، جميعهم قادرون أن يتواضعوا ويتنازلوا ويعطوا ويفتحوا بابَ الحل، لكنّ كلّاً منهم يخبّئ المفتاح في "عبّه"، وشعارُه "بعيدة عن ظهري بسيطة"، او بالأحرى "بعيدة عن حصتي بسيطة"، ثم يأتي بعض أبطال هذه الرواية شاكياً: "لم يعد البلد يتحمّل ترفَ إهدار الوقت"، ثم يأتي بعض آخر بسؤال ساذج: لماذا يتعطل تأليفُ الحكومة"، ويكرّ مع سؤاله هذا سبحةً من الاتّهامات لكل الآخرينّ، يغسل معها يدَه من شراكته الكاملة في جرم تعطيل الحكومة، ويهرب الى الأمام بتلاوة أنشودة "العمل على إطلاق الدولة القوية والحرص على البلد واستقراره ووحدته الوطنية"؛ أنشودةٌ صارت ثقيلةً جداً على آذان الناس.
تسلسلُ تلك الوقائع والأحداث، أوصل الى الآفاق المسدودة، وتفاقم الأمر، بفكرة إحالة ملف الحكومة الى مجلس النواب، وفاقمتها أكثر "زلّة لسان" عن بديل للرئيس المكلف سعد الحريري، فكرةٌ استثارت الرئيس المكلف واستنفرت الواقعَ السنّي للدفاع عن "الصلاحيات المقدّسة" والتلويح بتخوين النواب السنّة إن شاركوا في المَسّ بها. وما زال الاستنفارُ مستمرّاً.
الى ذلك فقد لخص هذا الانسدادُ رئيس المجلس النيابي نبيه بري بجملة قصيرة "عدنا الى أبجد، وما علينا سوى انتظار الفرج". ولكن فجأة، تتكوّن في الأجواء "غيمةُ تفاؤل"؛ رئيسُ الجمهورية يطلق جولة مشاورات بأفكار وطروحات، بُثَّت معها أجواءُ أوحت وكأنّ الحكومة توشك تنهض من بين الركام السياسي وستكون عيدية الميلاد؟ 
بري عوّل على تلك الغيمة فعبّر عن تفاؤلٍ حذِر "اللقمة وصلت الى الفم"، ولم يبقَ سوى "نظرة، فابتسامة، فلقاء" بين الرئيس المكلف ونواب اللقاء التشاوري، تؤدي الى تطبيع العلاقات في ما بينهم، وبالتالي الى رفع "الفيتو" الذي يعلنه الحريري أمام إشراكهم في حكومته، لا بواحد من بينهم ولا عبر شخصية تمثّلهم.
الرئيس المكلف، المتأثر عميقاً بزلّة اللسان، أعاد صياغة موقفه وتصلّب اكثر، مدعوماً بمواقف من المستويات السنّية السياسية والدينية التي رفعت جدار الصلاحيات عالياً، وبهذه الروحية التقى رئيس الجمهورية، وناقش الأفكار المطروحة، وسافر الى لندن على وعد "للبحث صلة بعد العودة"، فيما أوساطُه تعمّدت التأكيد على "الفيتو" واللاءات التي يرتكز عليها. والاتصال الهاتفي بينه وبين بري قبل السفر لم يكن مشجّعاً، بل على العكس، أذاب كل عناصر التفاؤل بإمكان إسقاط "الفيتو"، ودفع الى القول: "يقولون إنهم يريدون حكومة، ومع ذلك لا يقبلون بأن يتمثل نوابُ اللقاء التشاوري، لا من كيسهم ولا من كيس غيرهم، عدم تمثيلهم من كيسهم أمرٌ يمكن أن نتفهّمَه، ولكنّ عدمَ القبول بتمثيلهم من كيس غيرهم فهذا أمر غيرُ مفهوم لا نستطيع أن نستسيغَه، فماذا يريدون؟ لا نعرف"...
وسط هذا الجوّ الملبّد بالإرباك، ثمّة سؤال طرح على رئيس المجلس النيابي هل ما زلنا في أبجد، فأجاب: "طبعاً، وربما ما قبل أبجد.. وما استطيع أن اقوله اليوم هو "خلص الكلام"، لم نترك شيئاً إلّا وقلنا، ولا دعوة الى التنبّه والحذر ممّا نحن فيه من مخاطر إلّا وأطلقناها، بحيث لم يعد هناك شيء لنقوله، فليقلّعوا شوكهم بأيديهم".

 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق