مَن سيطرق أبواب دمشق بعد البشير.. السيسي أم العاهِل الأُردنيّ أم أمير الكويت؟

2018-12-18 | 04:44
views
مشاهدات عالية
مَن سيطرق أبواب دمشق بعد البشير.. السيسي أم العاهِل الأُردنيّ أم أمير الكويت؟

رأى الكاتب في صحيفة "رأي اليوم" عبد الباري عطوان ان الزِّيارة الخاطِفَة والمُفاجِئة التي قامَ بِها الرئيس السودانيّ عمر البشير إلى دِمشق اول من امس والاستِقبال "الحارّ جدًّا" الذي حَظِي بِه من قِبَل الرئيس السوري بشار الأسد على أرضِ المَطار، يُشَكِّل نِهايَة مرحلة وبِدايَة أُخرَى في العمل العربيّ المُشتَرك، عُنوانها الرئيسيّ التَّسليم والاعتِراف بانتِصار سوريا، وفشل المُؤامرة التي كانَت تقودها أميركا وحُلفاؤها لتَفتيت وِحدَتيها الترابيّة والديمغرافيّة، وتَغْيير النِّظام فيها.
واضاف الكاتب : "الرئيس البشير، اتّفقنا معه أو اختلفنا، سيَدخُل التَّاريخ كأوّل زعيم يكْسِر الحِصار العربيّ، ويتَّخِذ هَذهِ الخُطوة الجَريئة، ولكنّه قطْعًا لن يكون الزَّعيم العَربيّ الأخير الذي سيَطرُق البَوّابة الدِّمشقيّة، فالطَّابور طَويلٌ، والسِّفارات المُغلَقة يُعاد ترميمها، والرسائل السريّة لم تتَوقَّف".
ولم يستبعد الكاتب أن "يكون التَّالي أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، والثّالث هو الرئيس المِصريّ عبد الفتاح السيسي الذي كانَ يَقِف خلف الضَّغط الأخير لاستعادَة سوريا لمِقعَدها في جامعة الدول العربيّة ومكانها في قلب العَمل العربيّ المُشتَرك الذي دخَل حالةً مِن الغَيبوبة مُنذ خُروجها، أو بالأحرى إخراجِها منه، في إطار المُؤامرة الأميركيّة الإسرائيليّة في شهر تشرين الثاني عام 2011، وتَمَثَّل هذا الضَّغط بالطَّلَب مِن البَرلمان العربيّ إصدار بيان يتَضَمَّن هَذهِ الدَّعوة."
وفي هذا السياق اشار الكاتب في مقاله الى ان الرئيس البشير لم يَكُن يُمَثِّل السودان فقط في هَذهِ الزِّيارة، وإنّما يُمثِّل مِحوَرًا عَربيًّا تَقودُه المملكة العربيّة السعوديّة ودُوَل خليجيّة أُخرَى، أبرزها قطر ودولة الإمارات العربيّة المتحدة إلى جانِب مِصر، "أدركت جميعها فداحَة خطيئتها الكُبرَى في الانْخِراط في المُؤامَرة ضِد سوريا، تحت عَناوين مُضلِّلَة وزائِفة، بقِيادَة الوِلايات المتحدة، ونَعترِف هُنا بأنّ الأُمور نِسبيّة."
الى ذلك فان اللِّقاء المُغلَق الذي عَقدَه الرئيس البشير مع مُضيفِه الرئيس الأسد في قَصر الشعب الجمهوريّ يَشِي، بحسب ما اشار الكاتب، "بالكَثير عَن الأسباب الحقيقيّة لهَذهِ الزِّيارة والرَّسائِل التي حملها الضيف السودانيّ من حُلفائِه العَرب، ورُبّما العاهِل السعوديّ على وَجه الخُصوص، الذي أوقف دَعمَه كُلِّيًّا للمُعارضة السوريّة، وحَلّ الهيئة العُليا للمُفاوضات التي كانت الرياض مَقَرًّا لها، وأكّد في آخِر بيان صدر عن اجتِماع المجلس الوِزاريّ الأخير يوم الاثنين الماضِي على حتميّة الحَل السياسيّ للأزمةِ السوريّة."
كما لم يَستبعِد الكاتب "أن يكون مِن ضمن الرسائل التي حمَلها الرئيس البشير واحِدة مِن الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان الذي بَدأ يُعيد حِساباته الإقليميّة، ويُمَهِّد لإعادَة العِلاقات مع سورية الأسد، وظَهر ذلِك جَليًّا في الكَلِمة التي ألقاها السيد مولود جاويش أوغلو وزير خارجيّته في مُنتدى الدَّوحة يوم أمس ورحَّب فيها بالتَّعاون مع الرئيس السوريّ في حالِ إعادَة انتخابِه رَئيسًا في المُستَقبل مِن قِبَل شعبه في انتخاباتٍ حُرَّةٍ ونَزيهَةٍ."
ورأى ان حالة الصَّدمة المَصحوبَة بالغَضَب، التي سادَت بعض الأوساط العَربيّة بسبب زيارة الرئيس البشير هَذهِ، وخاصَّةً أوساط المُعارضة السوريّة وأنصارها، بشَقّيها العَلمانيّ والإسلاميّ كانَت مُتوقَّعة، وغير مُستَغربَة، لأنّه أي الرئيس البشير، كانَ يَقِف في خَندَقِها طِوال السَّنوات السَّابِقة، وينْتَمِي إلى جبهة الإنقاذ السودانيّة المُصَنَّفة في خانَة حركة "الإخوان المسلمين"، وأرسل قُوّات للمُشاركة في حرب اليمن تحت علم التَّحالُف الذي يُقاتِل حركة "أنصار الله" الحوثيّة التي تتلقَّى الدَّعم مِن إيران، حَليفَة سوريا  الرئيسيّة التي لَعِبَت دَورًا مِحوريًّا في انْتِصارها، وإفشال مُخَطَّطات تَغيير النِّظام فيها.
واذ لفت الكاتب الى ان الرئيس البشير تَعرَّض لانتقاداتٍ عَديدةٍ، أبرزها الانْضِمام للتَّحالُف السعوديّ في حًرب اليمن سَعيًا للحُصول على المُساعَدات السعوديّة، وسَرَّبت القِيادة الإسرائيليّة العَديد مِن الأنباء التي تقول بأنّ المَحطّة الثَّانية لبنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ستَكون الخرطوم، لأنّه، أيّ الرئيس البشير، أدرَك أنّ التَّطبيع مَع دولة الاحتِلال الإسرائيليّ هو أقصَر الطُّرُق لرَفعِ اسمه وبلاده مِن قائمة الإرهاب الأمريكيّة، ومِن لائِحَة المَطلوبين للمَحكمة الجِنائيّة الدوليّة، ولعَلَّ زيارته الخاطِفة لدِمشق النَّفِي العَمليّ لمُعظَم هَذهِ الانتِقادات، إن لم يَكُن كُلّها....
وفي سياق متصل رأى الكاتب في مقاله ان الزُّعَماء العرب يَطْرُقون أبواب قَصر الشعب السوريّ في قَلب دِمشق، لكَسرِ عُزلَتهم وغُربَتِهم وليسَ لكَسرِ عُزْلَة سوريا وغُربَتها، بعد سَبع سَنوات عِجاف مِن التِّيه لم يَحصِدوا خِلالها غير الابتِزاز الأميركيّ ونَهبِ أموالِهم، وحَرفِهِم عَن قِيَم عُروبتهم وإسلامهم الصَّحيح، واضاف الكاتب: "سوريا لم تتَغيَّر بَل هُم الذين تَغيَّروا وضَلُّوا عَن الطَّريق."

Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق