روت صحيفة "الجمهورية" تفاصيل ما جرى خلال جلسة محاكمة الموقوف احمد الاسير وجماعته في مل فاحداث عبرا، وقالت الكاتبة ناتالي اقليموس في هذا السياق ان المتهمين مع الأسير التزموا الصمت في قفص الاتهام، فيما هو بقي يتأملهم على بُعد أمتار منهم، إذ أُجلس في المقعد الثالث من المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة.
وقد نادى رئيس هيئة المحكمة العسكرية القاضي طاني لطوف لطوف على الأسير باسمه الثلاثي، فاقترب إمام مسجد بلال بن رباح، مرتدياً عباءة بنية وقلنوسة بيضاء، وحذاء رياضياً أسود. من خلف نظّاراته الطبية "عضم أسود"، غزلت عيون الأسير تمشط حنايا القاعة وتتأمل وجوه أفراد المحكمة بينما كان يقف أمام قوس المحكمة. وقد تقدّم وكلاء الدفاع عنه، وهما المحاميان محمد صبلوح وعبد البديع عاكوم. ثمّ انتقل لطوف إلى تعداد المتهمين، وهم: عبد الباسط محمد بركات، خالد عدنان عامر، حسين محمد فؤاد ياسين، محمد ابراهيم صلاح... ربيع محمد الناقوزي الذي تبيّن انّ وكيله لم يحضر، بلمح البرق إسوَدّ وجه لطوف وعقد حاجبيه مستفسراً عن السبب، فرد صبلوح: "أبلغني المحامي أحمد سعد صباحاً أنه خضع لعملية جراحية"، فقاطعه لطوف: "أين المعذرة الطبية؟ أين التقرير الطبي؟ ألم يوكّل من ينوب عنه؟".
وتابعت الكاتبة، ان سلسلة أسئلة طرحها لطوف كان جوابها واحد: "لا"، فسرعان ما اشتعل غضباً، فيما قررت النيابة العامة إعتبار المحامي سعد "متمنعاً عن الحضور قسراً". أكثر من مرة حاول لطوف إفهام المتهمين ووكلاء الدفاع عنهم انّ لمصلحتهم السير في المحاكمة، فقال: "أحاول بكل ما في وسعي "انو تقَلّع الجلسة"، سبق ان انعقدت 3 مرات من دون أن نتمكن من المباشرة بالاستجواب، هل هذا يُعقل؟". وتوجّه إلى مجموعة المحامين الحاضرين وسألهم إذا كان احد منهم يتولى الدفاع عن المتهم الناقوزي: "حدا بيبقبَل؟". فردت المحامية زينة المصري "حضرة الرئيس القرار إلك بس ما منحمل مسؤولية". فضَم زملاؤها أصواتهم إلى رفضها تولّي الدفاع عن غير موكلها.
وتابعت الكاتبة ان موقف المحامين "زاد الطين بلّة" فانفجر لطوف: "3 جلسات وأنا عم إمهلكن، 3 جلسات وبعد ما بلّشنا استجواب، بتتعرقل الجلسة، ما تجبروني آخد قرار".
وأضاف بنبرة حاسمة: "الذي يغيب عليه ان يرسل معذرة طبية خطية، "هيدي محكمة مش دكانة"! من دون جدوى حاول المحامون تهدئة الأجواء والتعبير عن احترامهم وتقديرهم للمحكمة، إلا انّ لطوف بقي عاقد الحاجبين، وقال: "لا أحرم أحداً من حقه في الدفاع ونعمل بكل طاقتنا لتأمين المناخات الملائمة، "شو المطلوب"؟ وأكّد: "الدفاع حق مقدس في المحكمة ولا بد ان نبدأ من مكان ما في الاستجواب... إلّا إذا إنتو ما بدكن تتحاكَمو!".
في المحصّلة، قررت المحكمة توجيه كتاب إلى نقابة المحامين لتوكيل محامي دفاع عن الناقوزي، مع احتفاظها بحقها في توكيل محام عسكري في الجلسة المقبلة عن أي متهم يمتنع وكيله عن الحضور، ثم أرجأت الجلسة إلى 12 حزيران 2019.