منسوب التفاؤل بقرب تأليف الحكومة ارتفع في الساعات القليلة الماضية بعد توافق أعضاء اللقاء التشاوري على تبنّي ترشيح جواد عدرا لتمثيل النواب السنة المعارضين في الحكومة.
وذكرت معلومات "الجديد" أنّ الاتفاق تمّ خلال زيارة قام بها أعضاء اللقاء لحزب الله ليلاً، حيث التقوا المعاون السياسي للحزب الحاج حسين خليل.
وأشارت المعلومات إلى أنّ أعضاء اللقاء أبدوا تفهماً للمرحلة التي تقتضي تسهيل الحل رغم امتعاضهم الشديد من "خدعة" تعرّضوا لها عبر النائب قاسم هاشم، بعد طرحه اسم جواد عدرا.
من جهته، رأى النائب قاسم هاشم في اتصال مع "الجديد" ضمن برنامج "الحدث" أنّ "التباينات والاختلافات بين أعضاء اللقاء أمر مشروع وليس من الضرورة أن نكون على رأي واحد"، وقال إنّ "ما حصل اليوم في موضوع تأليف الحكومة هو تسوية"، موضحاً أنّ هناك "مبادرة قائمة على بنود عدة وأحد الشروط أن لا يكون هناك اسم واحد مطروح من اللقاء التشاوري".
ملف تأليف الحكومة حضر أيضاً في لقاء في بيت الوسط بين الرئيس المكلّف سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل، الذي أكد أنّ الحكومة باتت أقرب من لمح البصر، وأشار إلى أنّ البيان الوزاري سيُبنى على قواعد بيان الحكومة السابقة. وقال إنّ هناك تفاهماً في شأنه والجديد فيه سيكون إصلاحات مؤتمر سيدر.
الحريري استقبل أيضاً رئيس حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان الذي قال بعد اللقاء إنّ الرئيس المكلّف "طمأننا إلى أنه سيتم تمثيل الأرمن تمثيلاً صحيحاً أي سيكون لنا وزيران في الحكومة بينهما وزارة مع حقيبة". وقال "نتمنى بعد تشكيل الحكومة العمل بسرعة قصوى للتعويض عن الاشهر التي مرت من اجل شعبنا ومستقبله ونعمل بأياد متشابكة"، مضيفاً "إننا في آخر لحظات ولادة الحكومة ولم يبق أيّ تفصيل يؤخر ولادتها في اليومين المقبلين ونشكر الحريري على الجهود التي قام بها من اجل تشكيل الحكومة"، لافتاً إلى أنّ "البيان الوزاري شبه جاهز وعند أول السنة ستتم جلسة المناقشة وسنعطي الثقة للحكومة وثقة للشعب أن الحكومة تريد مصلحته".
التطوّرات الحكومية بحثها أيضاً الحريري مع النائب وائل أبو فاعور، الذي قال للإعلاميين إنّ هناك "منتجة" لبعض الوزارات، لا سيّما الثقافة والإعلام.
رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي التقى اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والنائب غطاس خوري، تابع الاتصالات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة في ضوء التطورات الاخيرة التي سجلت خلال الايام الماضية والتي اسفرت عن اقتراب موعد ولادتها، وقال أمام وفد اتحاد بلديات كسروان إنّ "العمل الانمائي سيشهد بعد تشكيل الحكومة خطوات تنفيذية تشمل كل لبنان".
موضوع تأليف الحكومة تناوله وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمر صحافي بعد ترؤسه اجتماع مجلس الأمن المركزي معتبراً أنّ "كلّ الجهات قدّمت تنازلات، لكن تشكيل الحكومة أهمّ من كلّ التنازلات والنتيجة هي الأهمّ". وقال إنّ "بعض التنازلات كانت ناعمة وبعضها الآخر كان قاسيًا. المهم أنّنا تجاوزنا القطوع، على أمل أن يكون الاستقرار الحكومي، بعد 48 ساعة، عنوان البلد"، وقال "الحمد لله قطوع ومرق".
وعن عدم توزيره في الحكومة الجديدة، قال المشنوق "لا أعتقد أنّ المسألة تتعلّق بمواقفي ويحقّ لرئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الفصل بين النيابة والوزارة. كما أنّ اعتراضي كان على الشكل لا على القرار".
وفي المواقف الدولية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة له باللغة العربية على حسابه في "تويتر" أنّ فرنسا تعمل على ضمان استقرار لبنان واستقلاله. وقال: "أجريت محادثات مع رئيس الجمهورية السيد ميشال عون ورئيس الوزراء السيد سعد الحريري، ونأمل تشكيل حكومة لبنانية في أقرب وقت من أجل تعزيز التعاون بين البلدين".