"الشرق الأوسط": باريس تتمسك بمبادرتها وتلوّح بتدابير لوقف التعطيل

2021-02-26 | 07:25
"الشرق الأوسط": باريس تتمسك بمبادرتها وتلوّح بتدابير لوقف التعطيل
كشف مصدر لبناني واسع الاطلاع لـ "الشرق الأوسط" أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يسحب مبادرته لإنقاذ لبنان من التداول بخلاف ما يروج له الفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

 وقال المصدر أن المبادرة الفرنسية ما زالت قائمة وأن تمسك الرئيس سعد الحريري بها ودفاعه عنها يعود إلى ما توافر لديه من معطيات تدعم وجهة نظره، وهذا ما استخلصه من اجتماعه الأخير بماكرون الذي كان وراء اقتناعه بمعاودة التواصل بعون ليس لتمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر بعدم مقاطعته فحسب، وإنما لاستكشاف موقفه لجهة مدى استعداده للتعاون لتذليل العقبات التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة.

ولفت المصدر إلى أن باريس فوجئت بتصلب عون وتمسكه بشروطه رغم أن الفريق الفرنسي المعاون لماكرون في ملف الأزمة اللبنانية كان مهّد للقاء الأخير بالحريري باتصاله بعون شخصياً وبباسيل الذي لا يزال يوصد الأبواب في وجه المبادرة، وأكد أن باريس متمسكة بتشكيل حكومة مهمة من 18 وزيراً من أصحاب الاختصاص ومستقلين ومن غير المنتمين للأحزاب وأن تكون برئاسة الحريري لتعذر وجود البديل عنه.
ورأى المصدر نفسه بأنه قد يكون لدى باريس ملاحظات على أداء الحكومات التي ترأسها الحريري سابقاً، لكنها لا تعتبرها عائقاً أمام مجيئه على رأس حكومة لا يعطى فيها الثلث الضامن لأي فريق لقطع الطريق على إمكانية تعطيل العمل الحكومي وتفعيله من خلال وجود فريق عمل متجانس ومنسجم يعمل على تطبيق الإصلاحات الضرورية كشرط لحصول لبنان على مساعدات من المجتمع الدولي تتيح له الانتقال من مرحلة التأزم الاقتصادي والمالي إلى مرحلة التعافي لانتشاله من قعر الانهيار. وتوقع بأن تمارس باريس أشد الضغوط على باسيل الذي تنظر إليه على أنه العائق الوحيد الذي يعطل تشكيل الحكومة المدعومة بخريطة الطريق الفرنسية التي توصل إليها ماكرون في اجتماعه في زيارته الثانية لبيروت مع المكونات السياسية الرئيسة المعنية بعملية تأليفها من دون أن يكشف عن التدابير التي ستلجأ إليها لأنها تقوم بدراستها حالياً على خلفية توجيه إنذار أخير قبل أن تضع تدابيرها الرادعة على نار حامية، فيما استبعد في المقابل مجيء أي موفد فرنسي إلى بيروت، فيما يستعد ماكرون للقيام بزيارة للمملكة العربية السعودية لما تتمتع به من وزن سياسي في المنطقة يعول الرئيس الفرنسي على دورها الإيجابي والفاعل لتعزيز الاستقرار.

وأكد المصدر أن فرنسا لم توقف تشغيل محركاتها السياسية في كل الاتجاهات لتوفير الدعم لمبادرتها لإنقاذ لبنان من خلال فتح حوار إقليمي - دولي لإخراجه من دائرة التأزم السياسي الذي يتخبط فيه، وقال إنها مرتاحة للموقف الأميركي الداعم لها مع وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض. 
وأشار المصدر إلى أن السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو تواكب عن كثب إصرار بلادها على تعطيل الألغام التي تؤخر تشكيل الحكومة وهي تحض جميع الأطراف على التجاوب معها وتحملهم مسؤولية الالتفاف عليها لأن لا خيار آخر للبنانيين سواها.
 
"الشرق الأوسط": باريس تتمسك بمبادرتها وتلوّح بتدابير لوقف التعطيل
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق