ذكرت صحيفة "الاخبار" ان الشرخ بين الرئيس ميشال عون والرئيس المُكلّف سعد الحريري كبر بحيث لم يعد من المُمكن الانتهاء من ملفّ تأليف الحكومة بسهولة.
واضافت الصحيفة ان تبعات هذا "الترف" من الخلاف السياسي بين "الحليفين" السابقين قاسية، كونها تحصل في ظلّ أخطر أزمة اجتماعية واقتصادية ومالية ونقدية يمرّ بها لبنان في تاريخه.
على الرغم من ذلك، تابعت "الاخبار" بدأت تنتشر في الساعات الماضية معلومات عن "حلحلةٍ" ما من جانب الحريري، وتحديداً في ما يتعلّق بعدد الوزراء في الحكومة. يُقال إنّ رئيس الحكومة المُكلّف يقبل بزيادة العدد عن 18 وزيراً. حتى إنّ معلومات "الأخبار" تُشير إلى أنّ الحريري بحث الموضوع في الاجتماع الذي عُقد خلال الساعات الماضية بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حيث قال الحريري إنه لم يعد متمسكاً بـ"حكومة من 18 وزيراً"، مع إصراره على رفض حصول أي فريق على الثلث المُعطّل.
ولكن يبدو بحسب الصحيفة، أنّ الحريري "يلعب على أكثر من حبل". فكلامه أمام مرجعيات سياسية محلية ودولية، ينقضه بنفسه أمام مسؤولين سياسيين آخرين. فحتى مساء أمس، كان الحريري لا يزال يُصعّد من مواقفه أمام زوّاره، مُشدّداً على تمسّكه بحكومة من 18 وزيراً، وبرفضه الثلث المُعطّل أو الاستجابة لأيّ من مطالب فريق رئاسة الجمهورية، ومن بينها تسمية وزير الداخلية. وقال الحريري إنّ "أقصى" ما يستطيع "تقديمه" هو التفاوض مع الرئيس ميشال عون حول اسم المُرشح إلى تولّي حقيبة الداخلية. يقود ذلك إلى المزيد من التعقيدات في تأليف الحكومة، وتعميق حالة اللاثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المُكلّف، وخاصة أنّ الأخير سَمِع من سفيرَتي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا أنّ عون يعتقد بغياب أي فرصة للتوافق مع الحريري، والاتفاق معه على تأليف الحكومة، وبأنّ الحلّ يكمن في تسمية رئيس حكومة جديد.