الحريري: لا أفهم إلى أين يأخذنا دياب بهذه الدبلوماسية وما يحصل في البلد ليس مؤامرة

2020-07-29 | 16:14
الحريري: لا أفهم إلى أين يأخذنا دياب بهذه الدبلوماسية وما يحصل في البلد ليس مؤامرة
 
أبدى الرئيس سعد الحريري في دردشة مع الصحافيين أسفه لتصريحات رئيس الحكومة حسان دياب حول زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى بيروت، متسائلا: إلى أين يأخذنا بهذه الدبلوماسية تجاه أصدقائنا التاريخيين الذين وقفوا معنا في كل الأزمات التي مرت على لبنان؟
وعما حصل في الجنوب، تساءل الرئيس الحريري: ما الذي حصل في الجنوب وهل هذا هو الوقت المناسب لكل ذلك في ظل توجهنا للتجديد لقوات اليونيفيل؟، ودعا إلى التهدئة لأن هناك من يلعب باستقرار ويريد أن يفتعل مشكلا.
ولفت الحريري إلى أن ما يحصل اليوم هو انهيار اقتصادي في البلد وليس مؤامرة كما يدعي البعض، والمطلوب حل هذه الأزمة قبل كل شيء ليتمكن المواطن من المواجهة والمقاومة.
وأكد الحريري أنه يؤيد مشروع سد بسري لأنه يؤمن المياه للعاصمة بيروت وضواحيها، وهو مشروع مدروس بكل تفاصيله من قبل البنك الدولي.
وقد رد الحريري على سؤال حول تغريدات الرئيس دياب قائلا: "أنا لا أفهم إلى أين نتجه بهذا الأسلوب من الدبلوماسية المتبعة هذه الأيام، بوجه أصدقائنا التاريخيين الذين وقفوا معنا في كل مرحلة مرت على لبنان. إذا كان رئيس الحكومة أو أي مسؤول آخر يصرح بهذا الأسلوب عن دولة نعتبرها في لبنان الأم الحنون، وكانت تسعى دائما إلى مساعدة لبنان، فإنه من المؤسف للغاية أن نسمع هكذا كلام من هكذا حكومة.
وعن سبب عدم زيارة وزير الخارجية الفرنسي لبيت الوسط، قال: "هو أتى برسالة واضحة ومحددة، ساعدوا أنفسكم لكي نساعدكم، فتبين لهذه الحكومة أن وزير الخارجية الفرنسي أتى فارغا وغير مطلع على الملف اللبناني. أعتقد أن المشكلة الأساسية هي أنهم في الحكومة لا يعرفون حقيقة الملف اللبناني".
وفي رده على سؤال "انهم في الحكومة قالوا له أنه قاموا بإصلاحات كتعيين مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان وتدقيق جنائي على مصرف لبنان؟"، قال الحريري: "هذا صحيح، بدليل انقطاع الكهرباء الحاصل في لبنان وخاصة في بيروت، وهو أمر غير مسموح على الإطلاق، ولا سيما في العاصمة. فإن لم تكن العاصمة بخير، أي منطقة ستكون بخير إذا؟ في أي دولة في العالم، أول عمل تقوم به الدول هو الاهتمام بالعاصمة، أما عندنا، فأول ما يقومون به هو أن يخربوا العاصمة. كفى العمل بهذه الطريقة."
وعن رايع بالحل قال الحريري : "الحل هو أن يعملوا. كفى القول أن هناك من يؤخرهم. لديهم أكثرية في مجلس النواب ولديهم مجلس الوزراء، فما الذي أنجزوه؟ هل قاموا بإصلاح واحد؟ قاموا بتدقيق جنائي على مصرف لبنان، أهنئهم، لكنهم لم يجروا تدقيقا جنائيا على الدولة وعلى وزارة الطاقة وغيرها. عليهم إجراء تدقيق جنائي على كل الدولة وكل الوزارات. من يريد أن يحارب الفساد عليه أن يقوم بذلك." سئل: هل ترى أن ما حصل في الجنوب قبل أيام هو تمهيد لحرب ما؟"
واضاف :" ما الذي حصل في الجنوب؟ هل فهم أحد؟ هل هذا هو الوقت المناسب لكل ذلك في ظل توجهنا للتجديد لقوات اليونيفيل؟". 
وعندما سئل "لكن ليس حزب الله من قام بكل ذلك؟"، اجاب: "من إذا قام بذلك؟ لا بد من التهدئة، هناك من يلعب باستقرار البلد، وبالإضافة إلى الانهيار، هناك من يريد أن يفتعل مشكلا. اولا نحن أمام تحد بالتمديد لليونيفيل أو تقليص موازنتها، فتأتي هذه الحادثة ولا أحد يعرف ملابساتها. فهل صحيح أننا صدقنا هذه الكذبة؟ مخابرات الجيش واليونيفيل وغيرهما في تلك المنطقة ولم نعرف ما الذي حصل حتى الآن؟ مصيبة إن كنا بالفعل لم نعرف ما الذي حصل. ماذا كانت ردة فعل الحكومة بلحظتها؟ ما الذي دفعنا ككتلة مستقبل أن نصدر البيان؟ لقد كان غيابا تاما من قبل الحكومة. ليأتي من يقول لنا ما الذي حصل؟". 
وسئل: بغض النظر عما حصل، فإن حزب الله سبق أن أعلن صراحة أنه سيرد من لبنان على أي عمل تقوم به إسرائيل بحقه وإن كان في سوريا؟، أجاب الحريري: "هذا ما قلناه بالأمس في الكتلة. المشكلة الأساسية في البلد أن الدولة لا خبر لديها إن كنا سنذهب إلى حرب أم لا، والدولة دورها ينحصر في الدفاع عن ردود الأفعال. كلا. ما هي الأولوية اليوم للمواطن اللبناني؟ أليست الكهرباء والمياه والمأكل والمال والمصارف وغيرها؟ فهل نفتح مشكلة في ظل كل ذلك؟ هل تنقصنا مشاكل مع أي طرف؟ كل ما نقوله لهم: ترووا، هناك انهيار اقتصادي، علينا أن نركز على سبل حله، أما كل أمر آخر فلا أهمية له، لأنه دون حل هذه الأزمة الاقتصادية لا يمكن للمواطن أن يواجه ويقاوم. علينا أن نطلب من الناس أن تبقى بالبلد لكي ينهض هذا البلد، فكيف أن كان البلد يعاني من العجز؟ هل نأخذه إلى مكان آخر؟"
وفي رده على سؤال "أين لبنان من الحياد الذي تحدث عنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟"، قال الحريري: لقد تحدثت من بكركي، وأنا أرى أنه في ظل كل ما يحصل، لا وجود للنأي بالنفس، كل ما يقال كلام، ولكن أين طبق النأي بالنفس فعليا؟
سئل: لكن إسرائيل هي من اعتدت؟
اجاب الحريري: لأسلم جدلا، هل يجب أن نخرج ونقول بأننا سنرد على إسرائيل عاجلا أم آجلا؟ هل ينقص لبنان مزيدا من التحدي؟ يخرج رئيس الحكومة ليواجه فرنسا؟ هل إلى هنا وصلت العبقرية اللبنانية؟ هل هذا هو تاريخنا؟
وفي رده على سؤال ان لمس في مقابلة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل رسائل باتجاه سعد الحريري بما معناه: لا تضع علي شروطا للعودة؟ وما رأيك بكلامه بألا علاقة له بالحكومة وأنه لا يشكل أكثرية فيها؟ وما تعليقك على كلامه بأنه لا يريد أن يصبح وزيرا لكن لا يريد أن يضع أحد شروطا عليه؟/ قال الحريري: "وأنا لا أريد أن أكون رئيس حكومة ولا أريد لأحد أن يفرض شروطا علي. لا أريد أن يأتي أحدهم ليقول لي أنه يريد منصب نائب رئيس الحكومة أو هذه الحقيبة أو تلك. الحقيقة أني لم أشاهد المقابلة، لكن من 
وتابع: "في موضوع قضية اغتيال رفيق الحريري دائما هناك عقلانية، ولكن دائما هناك عدالة لا بد من أن تتحقق مهما كانت الكلفة.
واضاف: "إذا نظرنا إلى السنوات الثلاث الماضية، كل شخص يريد أن يجد لنفسه مكانا في السياسة، لم يصل إلى هذا المكان إلا بالمزايدة على سعد الحريري بدم رفيق الحريري. كل شخص استخدم هذا الأسلوب لكي يصل إلى ما يريده، وصور نفسه على أنه كان حبيب قلب رفيق الحريري وصديقه. رفيق الحريري قضية وطنية، وهو لم يقتل لأنه من آل الحريري، بل لأنه يحمل مشروع استقرار وازدهار وإنماء للبلد. هذا هو المشروع الذي أرادوا قتله. ومنذ لحطة الاغتيال ونحن ندفع هذا الثمن. إن كان هناك من لم يفهم حتى الآن لماذا قتل رفيق الحريري فلديه مشكلة بالتفكير. لذلك، فإني أتوقع هذه المزايدات من أقرب الناس، ولكن في نهاية المطاف، المواطن اللبناني يعرف من هو سعد الحريري ومن هم الآخرون، وهناك صندوق اقتراع والانتخابات آتية، وعندها يقرر المواطن اللبناني من يريد، وأنا مع الديمقراطية حتى العظم. أما هذه المزايدات فقد كانت قائمة منذ استشهاد رفيق الحريري، إن كان بمحاولة جر البلد نحو الانتقام وغيره. أما نحن، وكذلك الشعب اللبناني، فطالبنا منذ اللحظة الأولى بالحقيقة والعدالة، ولم نتحدث يوما بالانتقام. اللبنانيون عقلاء ويريدون العدالة، والعدالة آتية.
وعن موقفه من قضية سد بسري؟ قال الحريري: "أنا مع هذا السد، فمن أين سنأتي بالمياه للعاصمة بيروت وضواحيها؟"، واضاف: " البنك الدولي هو من قام بالدراسات البيئية وغيرها وهو من وافق على القرض، حتى أنه القرض الوحيد الذي يوافق فيه على الاستملاك لاستكمال هذا المشروع لأنه حيوي لأهل بيروت وضواحيها. إن كنا سنتحدث عن التنفيذ فهذا أمر آخر. أما إن كان هذا السد ضروري لأهل بيروت وضواحيها وكل هذه المنطقة؟ فنعم نحن بحاجة إلى المياه. هذا السد ضروري لأهل بيروت وضواحيها والمنطقة المجاورة فالناس بحاجة الى المياه."
ورداً على سرال "ما لفتك بالأمس في كلام رئيس الحكومة حسان دياب خلال اجتماعي المجلس الأعلى للدفاع ومجلس الوزراء لناحية سؤاله اين الأجهزة الأمنية والقضاء والدولة؟"، قال الحريري: "نسي ان يطرح سؤالا أساسيا: اين هو رئيس الحكومة؟".

ورداً على سؤال "هل صحيح ما تم تداوله عن تخفيض قيمة الأموال التي خصصها مؤتمر سيدر للبنان؟"، قال الحريري: "وزير الخارجية الفرنسي قال سنساعدكم إذا اجريتم إصلاحات وإذا لم تفعلوا فلن نساعكم. هناك موضوع أساسي يجب ان يفهمه الموجودون في الحكم اليوم أيا كانوا، ان ما حصل في لبنان ليس مؤامرة بل انهيار اقتصادي. واذا كانوا سيتعاطون مع هذا الانهيار على انه مؤامرة "فالعوض بسلامتكم". هذا اسمه انهيار اقتصادي وقد حاولنا تجنبه منذ عام 2000، من خلال مؤتمرات باريس-1 وباريس-2 وباريس-3 وسيدر. كل هذه المؤتمرات عقدت لتجنيب البلد هذا الانهيار، واذا قاموا بالإصلاحات يعالجون الانهيار وكل المشاكل الموجودة، وان لا يتعاطوا معها على خلفية وجود مؤامرة على حزب الله او التيار الوطني الحر الذي يعتبر ان هناك مؤامرة ضده اكبر من المؤامرة على الحزب. لا يمكن معالجة الانهيار الاقتصادي بعقلية المؤامرة."
واضاف :"عندما ذهبنا الى سيدر الم يكن هناك حزب الله؟ ولكننا على الرغم من ذلك لم ننجز الإصلاحات. علينا الكفّ عن تسييس الأمور وتعقيدها من خلال ربطها بالانتخابات الأميركية والإيرانية وغيرها، فنحن بلد صغير. نحن لبنانيون وباستطاعتنا القيام بالإصلاحات من دون الاميركيين ولا الإيرانيين ولا السعوديين ولا أي بلد اخر. اللبنانيون تعبوا وعلينا الكفّ عن التحجج لعدم القيام بالإصلاحات. ماذا ننتظر؟"
وفي موضوغ ملف الكهرباء والمازوت  وان كانت الأزمات مفتعلة وتديرها "كارتيلات" معينة؟، قال الحريري:" لا يوجد، لا "كارتيلات" ولا غيرها، هناك سوء إدارة وعليهم أن يخرجوا من هذا القطاع وقد أثبتوا فشلهم فيه."
ورداً على سؤال كيف يرى أن هناك خمسة أسعار للدولار في السوق؟، قال الحريري:"انا أريد أن أسأل: هل لبنان أول دولة تنهار اقتصاديا في العالم؟ هل الحلول غير معروفة؟ هناك حل رقم 1 أو 2 أو 3 أو غيره، إنها مسألة تفاوض، أما نحن، فأوليات التفاوض غير موجودة."
ورداً على سؤال "ما رأيك بكلام كتلة الوفاء للمقاومة بشأن سد بسري بأن هناك حصارا لبيئة المقاومة؟"، قال الحريري:"ما علاقة المقاومة؟ هل الضاحية باتت للمقاومة أو بيروت لتيار المستقبل؟ هذه هي الشعارات التي تدمرنا: هذه المياه لفلان، كلا ليست لأحد بل لكل اللبنانيين، لأن من يعيشون في الضاحية أو بيروت ليسوا مقاومة ولا تيار مستقبل ولا تيار وطني حر ولا حزب تقدمي اشتراكي، هؤلاء مواطنون لبنانيون يريدون مياها، فكفى تسييسا للأمور. أنا أريد للمواطن اللبناني البيروتي أن يشرب ويعيش كغيره."
 
الحريري: لا أفهم إلى أين يأخذنا دياب بهذه الدبلوماسية وما يحصل في البلد ليس مؤامرة
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق