مجدٌ من إثنينِ الرمادِ لبيروت.. وسعدِها/ فشوارعُها المزهُوَّةُ بمناصري المستقبل احتَفتْ بالعائدِ من تعليقِ العملِ السياسيّ، لكنّها لم تأخذْ منهُ وعداً بالإقامةِ الدائمة تحت "السما الزرقا"/ وسعد الحريري بأيامِه المعدودةِ في بيروت سيَلتمسُ هلالَ الحشودِ يومَ الاربعاء لكنه لن يدركَ العيد َ السياسي.. وسيكونُ شاهداً على ايامٍ ذَهبت ولن تعودَ اقلُّهُ في المدى المنظور "وستُتركُ العودةُ للظروفِ" التي لم تَحِنْ بعد/ وفي اليومِ الأولِ لم يَنطِقْ زعيمُ تيار المستقبل بأيٍّ من الإشاراتِ السياسية، غيرَ أنّه مَشى رئيساً على السجادِ الاحمر في السرايا الحكومية، واستعادَ لحظةَ التشريفاتِ ورفعِ البنادقِ في مراسمِ استقبالٍ أَمَّنَها رئيسُ حكومةِ تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي استَبقى الحريري على الغَدَاء بصلاحياتٍ رفيعة// وحاصلُ اليومِ الأول: القليلُ من الزيارات، الكثيرُ من السيلفي، وصفر سياسة/ بانتظارِ يومِ التجمّعِ عند الضريحِ حيثُ من المتوقع أن يكونَ المشهدُ مختلِفاً هذا العام ولاسيما أنّ الحشودَ ستنطلقُ هذه السنةَ من طرابلس لتطالبَهُ بالعودةِ الى الحياةِ السياسية// والاقامةُ المؤقتة للرئيس الحريري تمشي أيامُها على جمرِ الأحداثِ المرسومةِ بالنار من جنوب لبنان الى غزة، حيث تَشهدُ رفَح على استكمال مراحلِ الإبادة الاسرائيلية معَ إعلانها أَنَّ تحركاً عسكرياً واسعَ النطاق سيَحدثُ بالفعل في المدينةِ الواقعةِ جنوبَ القطاع، وقد افتَتحتْ اسرائيل مجازرَها في رفح بأكثرَ من مئةِ قتيلٍ غالبيتُهم من الأطفالِ والنساء، معَ ترجيحِ ارتفاعِ عددِ ضحايا المجزرة لوجودِ مفقودينَ تحتَ أنقاضِ المباني/ واستَهدفت طائراتُ الاحتلال المناطقَ بسلسلةِ غاراتٍ عنيفة قُدِرَت بنحوِ أربعينَ غارةً على منازلَ ومساجدَ تُؤوي نازحين/ تزامناً مع قصفٍ مدفعي مُكثَّف ومن قِبل بوارجَ حربية// ومرةً جديدةً بدا العالَمُ عاجزا عن وضع حدٍّ لنهر الدم في رفح كما كان في شمال غزة وخانينوس، فالمصريُّ استَخدمَ كلَّ أوراقِه التي لم تَخرجْ عن التهديدِ بتعليقِ اتفاقيةِ كامب ديفيد وليس بالغائها، فيما اسرائيل تُطيحُ بهذهِ الاتفاقية وبكلِّ بنودِها، وتُبقي على المستوطنينَ في قلبِ سيناء/ أمّا الصوتُ الأبرزُ الذي من الممكن أنْ يضعَ حدَّاً لجنونِ بنيامين نتناهو فهو الصوتُ الأميركي، غيرَ أنَّ الرئيس جو بايدن أعطى لنتنياهو الإذنَ باجتياحِ رفح لكنْ "سلولي" وبنعومة وتحييد المدنيين// وليس للمدنيين ما يُحيِّدُهُم وهم في حِصارٍ مِصري من جهة وإطباقٍ اسرائيلي من الجهة المقابلة. واذ تَخشى القاهرة من تدفُّقٍ على حدودها، فإنه لا عُذرَ لبقية العالم العربي وجامعةِ الدول التي تكتفي بحصرِ الاضرار ، ولم تَرْقَ ايُّ دولةٍ الى مَصافِّ هولندا على سبيل " الحصر " والتي أمرت محاكمُها بإيقافِ جميعِ عملياتِ تصديرِ قِطعِ غِيار الطائرات إلى إسرائيل في غضونِ أُسبوعٍ من الآن، بعدما نَظَرت في طلبٍ تقدمتْ به منظماتٌ حقوقية.