علاء حلبي
لم ينم السوريون ليلة الجمعة فجر السبت، على وقع عدوان ثلاثي أميركي فرنسي بريطاني انتهى بخروج المئات إلى الشوارع احتفالاً بالنصر.
عشرات الصور التقطها ناشطون أظهرت مواطنين وجنوداً في الجيش السوري يحتفلون في ساحة الأمويين في دمشق، في حين خرج المئات إلى الساحات الرئيسية في حلب والحسكة والسويداء وحمص وحماه ودرعا.
إحتفال السوريين جاء بعد متابعتهم للصواريخ الأميركية وهي تنفجر في محيط دمشق بعد تصدي الدفاعات السورية لها، وهو مشهد وثقه عدد كبير من الناشطين والأهالي في العاصمة السورية.
في أحد الفيديوهات ظهرت الدفاعات السورية تضيء ليل العاصمة، مصحوبة بتهليل من أهالي قاموا بتصوير هذه اللقطة، في مشهد أقرب ما يكون إلى جماهير تشجع فريقها في أرض الملعب بحماس كبير.
لحظة بلحظة، تابع معظم السوريين الأنباء الواردة عن العدوان، ما شاهدوه كان واضحاً قبل وصول الخبر اليقين، معظم الصواريخ تم التصدي لها بنجاح، لتأتي فيما بعد الإحصاءات الرسمية التي تؤكد ذلك، من أصل نحو 110 صواريخ اسقطت الدفاعات السورية 71 صاروخاً.
احتفال السوريين بالنصر على العدوان، والفرحة الغامرة التي ملأت الشوارع جاءت كردة فعل طبيعية على الشحن الإعلامي الذي تعرضوا له خلال الأسبوع الماضي، وسط ارتفاع حدة التوتر السياسي، وتهديد الرئيس الأميركي بشن غارات بصواريخ "ذكية وحديثة".
صورة تداولها السورين بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جندياً سورياً يقف إلى جانب بقايا صاروخ أميركي نجحت الدفاعات الجوية في التصدي له، مصحوبة بتعليقات ساخرة. البعض تساءل عن كمية النحاس الموجودة في الصاروخ التي يمكن بيعها، والبعض الآخر أجرى بحثاً عن تكلفة الصواريخ التي خسرتها دول العدوان بهذه الضربات والتي فاقت الـ 150 مليون دولار وفق ما تناقله باحثون وناشطون. في حين نشر آخرون رسما كاريكاتوريا لشخصية "سمعان" في مسلسل "الخربة" الكوميدي وهو يبحث عن بقايا الصواريخ الأميركية.
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان العدوان الثلاثي الذي تعرضت له مصر عام 1956 عندما تعرضت الإذاعة المصرية للاستهداف فقامت إذاعة دمشق ببث نشرة أخبار تحت عنوان "من دمشق هنا القاهرة"، حيث قامت قناة "إكسترا نيوز" المصرية ببث نشرة أخبار تضمنت مقدمة طويلة تمجد العاصمة السورية ختمتها بجملة "من القاهرة .. هنا دمشق".
يذكر أن العدوان الثلاثي سبق وصول فريق دولي للتحقيق في حادثة "كيماوي دوما" بعدة ساعات، وفي وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة الأميركية "تدمير بنى تحتية لصناعة المواد الكيماوية"، أكدت وزارتي الدفاع السورية والروسية أن معظم الصواريخ تصدت لها الدفاعات السورية، في حين تسببت بعضها بدمار في مبنى تعليمي للبحوث العلمية بمنطقة مساكن برزة في دمشق، إضافة إلى استهداف بعض الصواريخ مواقع مدمرة بالأصل، في حين لم يسجل سوى ثلاثة إصابات بشرية في حمص.