حسين طليس
منذ أن قرّب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري موعد عودته إلى لبنان، السبت الماضي، والكل يتساءل عما في جعبته؟
خاصة وأن هذه العودة، المفاجئة، تأتي قبل أيام من موعد التئام جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية المقرر عقدها نهار الأربعاء القادم في 28 من الشهر الجاري، وسط شيوع أجواء تتحدث عن اقتراب البت في ملف رئاسة الجمهورية، لمصلحة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، برضى الحريري وأصواته البرلمانية.
المصادر المقربة من الحريري تنقّلت بين أعداد الصحف الصادرة بالأمس لتتحدث عن قرب حسم في خيارات الحريري، سبقها إشارات أرسلتها شخصيات معروفة بقربها منه، أبرزهم الوزير نهاد المشنوق، يليها ما تسرب عن لقاء سرّي بين الحريري وباسيل، ودخول نادر الحريري على خط الإتصالات بين الطرفين سعياً في تبني الحريري لعون مرشحاً للرئاسة.
وما بين النفي والتأكيد حول كل ما سبق من روايات وتكهّنات، يبدو أن الرئيس الحريري قد بدأ بإخراج ما في جعبته على دفعات، أولها مساء اليوم بلقاء مفاجئ هو الآخر، مع النائب سليمان فرنجية في دارته ببنشعي، يرافقه الوزير السابق غطاس خوري ونادر الحريري، حيث عقد اجتماع بحضور الوزير روني عريجي والوزير السابق يوسف سعاده وطوني فرنجيه والمحامي يوسف فنيانوس، لم تعرف تفاصيله وما دار خلاله، الأمر الذي فتح باباً أمام التكهنات والتحليلات التي تصب بمعظمها في خانة تخلي الحريري عن ترشيحه لفرنجية، لصالح تبني عون.
بينما يجري حديث عن انتظار الحريري لإشارة من بلاد الحرمين، حملت أولى بوادرها، مقابلة أجرتها معه وكالة الانباء الرسمية السعودية، الامر الذي فُسّر إعادة فتح أبواب "رسمية" سعودية للحريري. وثاني البوادر قد يحملها الوزير وائل بو فاعور، الذي توجه إلى السعودية موفداً من النائب وليد جنبلاط للقاء مسؤول المخابرات السعودية، خالد الحميدان.
وما بين الإشارات، حطت طائرة الوزير جبران باسيل عائداً من الولايات المتحدة لمتابعة المساعي والاتصالات التي من المحتمل أن توصل الى تسوية لانتخاب عون رئيساً، وفق معلومات "الجديد".
أما باقي دفعات "الجعبة الحريرية"، فبانتظار أن تظهر متلاحقة بدءاً من خفايا إجتماع اليوم، إلى ما سيخرج عن اجتماع كتلة المستقبل غداً الثلاثاء، وعلى أساسها سيتضح مشهد الأربعاء الرئاسي. فهل ستصدق التوقعات والتسريبات، وينتخب الحريري عون رئيساً نهار الأربعاء، أم أن جعبة الحريري تخبئ مزيداً من الدوافع للتصعيد العوني المرتقب في اليوم نفسه لجلسة إنتخاب الرئيس؟