على وقع الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية يوم الأحد الماضي، ومع التحليق الكثيف والمتواصل للطيران التجسسي الإسرائيلي في أجواء العديد من المناطق اللبنانية يوم أمس، كشفت مصادر رسمية لصحيفة "الجمهورية" عن ما وصفته بـ"استنفار رئاسي" سبق وتلا العدوان الإسرائيلي على الضاحية بعد ظهر الأحد، تمثّل في سلسلة من الاتصالات المتواصلة التي أجراها رئيس الجمهورية، جوزاف عون، على الصعيدين الداخلي والدولي، وتحديداً مع الجانبَين الأميركي والفرنسي، باعتبارهما راعيَي اتفاق وقف إطلاق النار، في مسعى لوقف العدوانية الإسرائيلية.
وبخصوص مضمون هذه الاتصالات، أكّدت المصادر أنّ رئيس الجمهورية عبّر عن موقف لبنان الرافض للعدوان الإسرائيلي وللانتهاكات المتواصلة للسيادة اللبنانية، داعياً الجهات الراعية للاتفاق إلى تحمّل مسؤولياتها في الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، وإلزامها باحترام وقف إطلاق النار، مشدداً في الوقت نفسه على التزام لبنان بالاتفاق وبمضامين القرار 1701. وأشارت المصادر إلى أن الجهات الدولية أبدت تفهماً جدياً للموقف اللبناني، وأعربت عن حرصها على استقرار لبنان.
وفي السياق ذاته، أفادت "الجمهورية" أنّ زوّار عين التينة نقلوا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري تحذيره من المخاطر التي تُبيّتها إسرائيل للبنان، مشيرين إلى أن إسرائيل، ومن خلال اعتداءاتها المتواصلة، تُمعن في تقويض اتفاق وقف إطلاق النار، دون أن تتعرض لأي ضغوط رادعة، في الوقت الذي يلتزم فيه لبنان، بشهادة الداخل والخارج، تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ويُقابل ذلك بوعود كلامية يتلقّاها -كما حدث في الساعات الأخيرة- بشأن الضغط على إسرائيل، من دون أن تظهر أي ترجمة فعلية لهذه الوعود.