مع تنامي أزمة خاشقجي .. الملك سلمان يتدخل ويكبح سلطة ولي العهد!

2018-10-19 | 13:41
views
مشاهدات عالية
مع تنامي أزمة خاشقجي .. الملك سلمان يتدخل ويكبح سلطة ولي العهد!
قالت خمسة مصادر على صلة بالعائلة المالكة في السعودية لوكالة "رويترز" إن تداعيات اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي كانت من الضخامة بحيث شعر الملك سلمان بضرورة تدخله في الأمر.
ففي يوم الخميس الموافق 11 تشرين الأول أوفد الملك أقرب مساعديه إليه، الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة، إلى اسطنبول في محاولة لنزع فتيل الأزمة.
وكانت أصوات زعماء العالم قد ارتفعت تطالب بتفسير لاختفاء خاشقجي وقالت المصادر إن القلق كان يتنامى في بعض جوانب الديوان الملكي من أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الذي فوضه الملك في صلاحيات واسعة، يواجه صعوبات في احتواء التداعيات.
وخلال زيارة الأمير خالد اتفقت تركيا والسعودية على تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتحقيق في اختفاء خاشقجي. وفي أعقاب ذلك أمر الملك النائب العام السعودي بفتح تحقيق بناء على النتائج التي تتوصل إليها المجموعة.
وقال مصدر سعودي على صلة بالدوائر الحكومية "اختيار خالد وهو من كبار أفراد العائلة وله مكانة عالية اختيار له أهميته لأنه المستشار الشخصي للملك وذراعه اليمنى وتربطه صلات قوية وصداقة (بالرئيس التركي رجب طيب) أردوغان".
وقال رجل أعمال سعودي يقيم في الخارج لكنه على صلة وثيقة بالدوائر الملكية إن الملك سلمان أكد سلطته في إدارة هذه المسألة منذ الاجتماع الذي عقد بين الأمير خالد وأردوغان.
ولم يرد مسؤولون سعوديون على أسئلة رويترز عن فحوى هذا التقرير. وأحال متحدث باسم الأمير خالد رويترز إلى ممثلين للسلطات في الرياض.
وقال اثنان من المصادر على دراية بما يدور في الديوان الملكي إن الملك، الذي سلم إدارة شؤون المملكة اليومية لابنه، لم يكن في البداية على علم بحجم الأزمة. وقال المصدران إن ذلك يرجع في جانب منه إلى أن مساعدي الأمير محمد كانوا يوجهون الملك للأخبار الإيجابية عن البلاد على القنوات التلفزيونية السعودية.
وقال أحد المصادر الخمسة "حتى إذا كان محمد بن سلمان يريد حجب هذا الأمر عن الملك فلا يستطيع ذلك لأن خبر اختفاء خاشقجي على كل القنوات التلفزيونية العربية والسعودية التي يشاهدها الملك".
وأضاف المصدر "بدأ الملك يسأل مساعديه والأمير محمد عنه. واضطر الأمير محمد لإخباره وطلب منه التدخل عندما أصبحت قضية خاشقجي أزمة عالمية".
ومنذ ارتقاء الملك سلمان عرش المملكة في كانون الثاني 2015 منح ابنه الأثير الأمير الشاب سلطات متزايدة في إدارة شؤون المملكة. غير أن المصادر الخمسة قالت إن تدخل الملك الأخير يعكس انزعاجا متزايدا بين بعض أعضاء الديوان الملكي بشأن مدى أهلية الأمير محمد للحكم.
وقد نفذ الأمير محمد (33 عاما) سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية منذ ارتقاء والده العرش وكان منها رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات وفتح دور السينما في المملكة المحافظة.
لكنه عمد أيضا إلى تهميش أعضاء كبار في العائلة الحاكمة وأحكم قبضته على أجهزة الأمن والمخابرات.
واقترنت إصلاحاته بحملة تضييق على الأصوات المعارضة وعملية تطهير لشخصيات كبرى من الأمراء ورجال الأعمال بتهم الفساد كما اقترنت بحرب اليمن باهظة الكلفة.
ونال اختفاء خاشقجي من صورة الأمير وزاد التساؤلات بين الحلفاء الغربيين وبعض السعوديين.
وقال مصدر سعودي رابع له صلات بالديوان الملكي "حتى إذا كان ابنه الأثير فلابد أن يكون لدى الملك رؤية شاملة لبقائه (في الحكم) وبقاء العائلة المالكة... ففي النهاية سينال ذلك منهم جميعا".
ولم يرد المسؤولون السعوديون على الفور عندما اتصلت بهم رويترز للتعليق على الأمر.
ونفت المملكة مرارا ضلوعها بأيّ شكل من الأشكال في اختفاء خاشقجي. غير أن المصادر المطلعة على شؤون الديوان الملكي قالت إن رد فعل الولايات المتحدة حليفة السعودية منذ عشرات السنين كان له دوره في تدخل الملك.
وقال مصدر آخر على دراية بمجريات الأمور في الديوان الملكي "عندما خرج الأمر عن السيطرة وثارت ضجة في الولايات المتحدة أبلغ الأمير محمد والده أن هناك مشكلة وأن عليهم مواجهتها".
وأضاف ذلك المصدر أن ولي العهد ومساعديه اعتقدوا في البداية أن الأزمة ستمر لكنهم "أخطأوا في حساب تداعياتها".
وكان المسؤولون الأتراك قد أوضحوا أنهم يعتقدون أن خاشقجي قتل داخل القنصلية وقال مصدران تركيان إن الشرطة لديها تسجيلات صوتية تدعم هذا الأمر. وقال المصدران إن هذه المعلومات نقلت إلى السلطات السعودية والأميركية.
وقالت ثلاثة مصادر على صلة بالمطلعين على شؤون الحكم لرويترز في آب إن الملك تدخل خلال العام الجاري لإرجاء تنفيذ خطة الطرح العام الأولي لشركة أرامكو السعودية، شركة النفط الوطنية، وهي الخطة التي رسمها الأمير محمد وتعد حجر الزاوية في إصلاحاته الاقتصادية.
وعندما أعطى الأمير محمد الانطباع في العام الماضي بأن الرياض تقر خطة إدارة ترامب التي لا تزال غير واضحة المعالم لإحلال السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، خرج الملك ليصحح الأمر علنا ويؤكد التزام الرياض بالهوية العربية والإسلامية للمدينة.
وقالت مصادر عدة على صلة وثيقة بالأسرة المالكة إن الملك سلمان لم يعد على نحو متزايد مطلعا على القرارات التي يتخذها الأمير محمد.
وقال أحد المصادر إن الملك سلمان كان "يعيش في فقاعة مصطنعة".
إلا أن المصدر قال إن مستشاري الملك شعروا بالإحباط في الفترة الأخيرة وبدأوا يحذرونه من مخاطر ترك سلطات ولي العهد بلا ضابط.
وأضاف المصدر "الناس حوله بدأوا يطالبونه بالتنبه لما يحدث".
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق