في أوّل تصريح علني له منذ مقتل خاشقجي... العاهل السعودي يهاجم إيران!

في أول تصريحات علنية له منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 تشرين الأول، ألقى الملك سلمان الاثنين في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السابعة لمجلس الشورى خطابا تهجم فيه على إيران وأكد دعم الرياض لجهود السلام الدولية الأخيرة في اليمن.
وشدد الملك سلمان في الخطاب الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية على أن تدخل بلاده في اليمن "لم يكن خيارا بل واجبا اقتضته نصرة الشعب اليمني بالتصدي لعدوان ميليشيات انقلابية مدعومة من إيران". 
وأضاف: "نجدد التأكيد على رفضنا لمحاولات الميليشيات الحوثية المستمرة في فرض إرادتها على الشعب اليمني الشقيق وتعطيل جهود الوصول إلى حل سياسي، والمملكة ماضية في تقديم الدعم والمؤازرة للشعب اليمني الشقيق حيث بلغت مساعدات السعودية خلال العامين الماضيين أكثر من أربعة مليارات دولار".
وفي حديثه عن إيران، قال العاهل السعودي إن نظام طهران "دأب منذ ما يقارب أربعة عقود على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعاية ودعم قوى الإرهاب في المنطقة، وهذه الأفعال الإجرامية التي تنتهك أبسط قواعد حسن الجوار والمواثيق والأعراف الدولية تضاف إلى سجل النظام الإيراني المعروف في إثارة الفوضى والخراب في العديد من دول المنطقة، وقد آن الأوان لهذه الفوضى ولهذا الخراب أن يقفا".
في هذا السياق، دعا المجتمع الدولي إلى "العمل على وضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي والبالستي، ووقف نشاطاته المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وتدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، مؤكدا في الوقت ذاته مواصلة برامج القوات العسكرية السعودية "بوتيرة متسارعة"، مشيدا بجنود بلاده الذين "يقدمون أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة في الدفاع عن العقيدة والوطن".
وقال الملك سلمان إن السعودية "تؤكد مجددا دعمها المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن للوصول إلى حل سياسي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل".
وعلى الرغم من أن الرياض أقرت بمقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية البلاد في إسطنبول وبتقطيع جثته، إلا أن العاهل السعودي لم يتحدث في خطابه عن هذه القضية التي أثارت ردود فعل دولية مقتضبة. واكتفى بالقول إن المملكة "تأسست على نهج إسلامي يرتكز على إحقاق الحق وإرساء دعائم وقيم العدالة، ورعاية المواطنين كافة".
وقال أيضا: "نحن نعتز بالجهود المباركة التي يقوم بها رجال القضاء والنيابة العامة في أداء الأمانة الملقاة على عاتقهم"، مؤكدا "أن هذه البلاد لن تحيد يوما عن تطبيق شرع الله دون تمييز أو تعطيل".
وعلى صعيد آخر، أشاد الملك سلمان بخطط وبرامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تبناها نجله ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان. وقال إن بلاده "تمر بنقلة تنموية على كافة الأصعدة نتيجة" لهذه الخطط.
وبشأن القضية الفلسطينية، شدد على أنها ستظل "قضيتنا الأولى حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، مشيرا إلى أن مساعدات المملكة خلال العامين الماضيين للشعب الفلسطيني تجاوزت أكثر من خمسمائة مليون دولار.