"عاميّة" اللجان المشتركة

2020-12-02 | 17:03
"عاميّة" اللجان المشتركة

في لحظةِ "تخلي" قرّر النائبُ الثالثُ لحاكمِ مَصرِفِ لبنان سليم شاهين الذي لم يَصلُبْ عودُه المصرِفيّ أن يمثّلَ الحاكمَ في جلسةِ اللجانِ النيابيةِ المشتركةِ "فتحوّكم" حولَه ثمانونَ نائبًا وأردَوه صريعًا يلملمُ بيانَه المكتوبَ ولا يَلوي على رد و"عاميّة" اللجانِ النيابيةِ رَفعت رايةَ الهجومِ بمجردِ تبلّغِها أنَّ رياض سلامة لن يَحضُرَ الجلسةَ وأنّه أوفدَ منتدباً عنه لم يَمضِ على تعيينِه في الحاكميةِ أكثرُ مِن خمسةِ أشهرٍ ما عُدَّ إهانةً لمجلسِ النواب خَرج شاهين غيرَ سليمٍ من الجلسة ونَزَلَت تصريحاتُ النوابِ كزَخّاتِ مطرٍ حيث سُمع أزيزُ رصاصِها إلى رَدَهاتِ المجلسِ ومعظمُها جاء رافضاً منحَ الدعمِ النيابيِّ لقرارِ رفعِ الدعمِ عنِ الموادِّ الأسياسيةِ أو استنزافِ الاحتياط ِالإلزاميّ وبدقائقَ عابرةٍ للخلافاتِ تحوّلتِ الكُتلُ النيابيةُ الى أمةٍ لبنانيةٍ واحدةٍ ذاتِ رسالةٍ خالدة واتّفقت فيما بينَها للمرةِ الاولى على هدفٍ واحد هو منعُ إصدارِ أيِّ توصيةٍ من اللجانِ يتلطّى خلفَها مَن سيرفعونَ الدعمَ حكومةً ومصرفاً مركزياً وعندَ هذا المِحور بدأت رَكَلاتُ النواب استهلَّها سيزار معلوف بالسؤالِ عن سببِ غيابِ الحاكم واستكملَها حاجزٌ لابراهيم كنعان مقترحًا ألا تَصدُرَ أيُّ توصيةٍ عن مجلسِ النوابِ في انتظارِ أن تقدِّمَ الحكومةُ تصوّرَها الشامل لكنّ لواءَ الهجوم كان جميل السيد حيثُ الرَّكَلاتُ في كلِّ اتجاهٍ من الحاكيمةِ الى وزيرِ المال بلا هَوادة ولمّا ضُبِطت أوراقٌ طالعة وأوراقٌ نازلة في مغلّفاتٍ الى داخلِ الجلسة تدخّل حِزبُ الله على خطِّ ضبطِ التهريب وقام النائب حسن فضل الله بإحباطِ عملياتِ التسلّل مُخطابًا رئيسَ الجلسةِ إيلي الفرزلي بضرورةِ رفضِ أيِّ توصيةٍ مِن قبيلِ دعمِ التوجّهاتِ الحكوميةِ والمصرفية وتوجّه الى رئيسِ جمعيةِ المصارفِ سليم صفير الحاضرِ بصفةِ شاهدٍ مُنتقدًا الطُّغمةَ الماليةَ السياسيةَ الفاسدةَ التي أوصلتْنا إلى هنا وجاءتِ اليومَ تطلبُ غِطاءً لقراراتٍ ستَضرِبُ الفقراء عندَ هذا الحدِّ انتهى الصراعُ في اللِّجانِ لكنَّه لم يُنهِ أزْمةً ستكونُ عُنوانَ المرحلةِ المقبلةِ وشهرَي الصمودِ ما قبلَ الانهيار ولسدِّ رُقعةِ الجوعِ والعَوَزِ تُطلِقُ فرنسا هذا المساءَ مؤتمرًا دَولياً يرأسُه ايمانويل ماكرون وقدِ استَبقتِ الرئاسةُ الفرنسيةُ بإعلانِها أنَّ السلطةَ لم تُنفَذْ إلى الآنَ أيَّ إجراءاتٍ بموجِبِ خريطةِ الطريقِ الفرنسيةِ المقترحةِ لمساعدةِ لبنانَ على حلِّ أزْمةٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ كبيرة، كما لم يُحرَزْ أيُّ تقدّمٍ فيما يتعلّقُ بمراجعةِ حساباتِ المصرفِ المركزيّ وقال مسؤولٌ في الرئاسةِ إنَّ القُوى العالميةَ ستواصلُ الضغطَ على الطبَقةِ السياسيةِ فيما كشَفت وَكالةُ رويترز عن مسؤولينَ في الإليزيه أنّ صَبرَ فرنسا والولاياتِ المتحدةِ والمانحينَ الآخرين‭‭‭ قد بدأ ‬‬‬ينفَدُ تجاهَ الزعماءِ السياسيين وسواءٌ أنفِذَ الصبرُ أم أَبقى على رمَقٍ أخير فإنّ أيَّ مساعداتٍ محتملةٍ للبنانَ مِن هذا المؤتمر لن تُمنحَ للدولةِ اللبنانية بل سوف تذهبُ مباشرةً الى الشعب عبرَ اللجانِ الأهليةِ والجمعياتِ والمجتمعِ المدَنيّ ما يُعزّزُ بالمؤتمرِ الإنسانيِّ المشهود أنَّ عواملَ الثقةِ انقطَعت كليًا معَ المسؤولين وبناءً عليه تصبحُ مشاركةُ رئيسِ الجُمهوريةِ في المؤتمرِ عَبْرَ تِقْنيةِ الفيديو مجردَ حضورٍ افتراضيٍّ وعلى أبعدِ تقديرٍ مشاركةً فخرية لا أموالٌ مباشرة للسلطةِ مِنَ المانحين.. ولا حكومةٌ يُفرِجُ عنها المانحونَ السياسيونَ في لبنان أما تجييرُ أسبابِ التعطيلِ إلى عواملَ خارجيةٍ محرجٍ بها الرئيسُ المكلّفُ فتلك بدعةُ جبران باسيل لأنّ كلَّ المعطياتِ تتلاقى حتى الساعةِ عند: التعطيل صُنعَ في لبنان.. لا بل صُنعَ عندَ جبران. وتجميدُ التفاوضِ الحكومي يواكبُه تجمّدُ المحادثاتِ على ترسيمِ الحدود البحرية في الناقورة التي كان موعدُها اليومَ واستعاض عنها الراعي الاميركيُّ بمفاوضاتٍ مباشرةٍ معَ السياسيين والأمنيين وهذه المفاوضاتُ بدأها رئيسُ الوفدِ الأميركيّ الوسيط السفير جون ديروشير مِن قصرِ بعبدا بلقاءِ رئيسِ الجُمهورية الذي أكّد أنَّ لبنانَ متمسِّكٌ بسيادتِه على أَرضِه ومياهِه، يريدُ أن تَنجحَ مفاوضاتُ الترسيمِ البحرية لأنَّ ذلك يُعزّزُ الاستقرارَ في الجَنوب وسواءٌ أنجحت هذه المحادثاتُ أم أخفقَت فإنّ اسرائيلَ سَرقت فِلَسطين برًا وبحرًا وتفاوضُنا اليومَ على سرِقةِ مياهِنا بدعمٍ أميركيٍّ لا يرى سِوى مصالحِ حليفِه الإسرائيلي ولأنَّ الموفدَ الأميركيَّ حاضرٌ بينَنا اليومَ وسيكتبُ تقاريرَه لادراتِه فإنّ عليه أن يضّمن  ‬‬‬‬‬‬
  اوراقه انه ممنوع  على اسرائيل تصديرُ نِفطٍ وغازٍ من حقلِ كاريش او من اي نقطةٍ بحرية .
ولبنان الذي لم يتفق على شيءٍ فإنه يتمتعُ اليوم بقوةِ موقفٍ واحد .. ولزيادة الاطمنان فإنّ هذا البلد لن يكونَ عاجزاً في الدفاع عن أرضِه ومياهِه وغازِه ..وكلُّ الوسائل لا تزالُ متاحة.

 
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق