سقط مُضرجاً بتصريحاته!

2019-11-13 | 17:01
سقط مُضرجاً بتصريحاته!
بين مقابلةٍ وضحاها سقط الرئيسُ مُضرَّجاً بتصريحاتِه فأَدخلَ الرئاسةَ إلى سِلكِ المطالب وظَهرَ في الشارعِ للمرةِ الأولى مَن يدعو إلى رحيلِ ميشال عون هو الحوارُ القاتلُ لكرسيِّ جالسِه, العابرُ للجُمهوريات والهادمُ للهياكل فالجُمهوريةُ هنا أعلى سُدةِ المسؤولية  ومتى كان شاغلُها لا يَملِكُ ما يُقدّمُهُ للناس فلماذا خرَجَ إلى الناس؟ لا استشارات أَفرَجَ عنها, لا حكومة  وإنْ على سبيلِ الحوار, لا فاسدين إلى السّجون, ووَسَطَ هذه ِاللاءاتِ كانتِ المُكابرة بدعوةِ الجمهورِ الثائرِ إلى بَلاطِ الملك ساعةٌ ونِصفُ الساعةِ مِن إخراجِ زمنٍ سينمائيٍّ منعدمِ الزوايا والرؤيا ولا يُشرفُ على شوارعَ غاضبة. لم يكن أحدٌ ليجادلَ في تاريخِ ميشال عون ولا في غُربتِه ونفيه لكنّ شَعبَه العظيمَ كان قادرًا على إنتاجِ صرخةِ ألمٍ خرَقتِ القصرَ ولم يُقنعْها خِطابٌ هزيلُ البُنية يَهرُبُ مِنَ المسؤولياتِ ليَرمَيها على حَراكٍ وجُمهورٍ و"بضعِ" حكومة  والأبعدُ مِن تقويمِ لقاءٍ تلفزيونيّ كانَ الأمنَ الذي أُنيط برجالاتٍ غريبةٍ عنِ الشارع  كان حاضرًا على توقيتِ المقابلة فتسلّمَ مَهامَّ لا تُشبهُ الثائرينَ وتسبّبَ بسيلانِ دماء وكان علاء أبو فخر ضحيةً سقَطت على مرأىً مِن روحِه التي تَمشي على الأرض ابنِه الذي احتضنتْه والدتُه لتَجحُبَ عنه مشهداً تطلُعُ فيه الروح فمَن افتعل كلَّ هذا السيناريو؟ مَن أخذَ الثورةَ الى اللونِ الأحمر؟ 
وأيُّ دولةٍ هذه التي يبقى مسؤولوها بلا حَراك  ثم يتّهمون حَراكًا ذَهب يفتّشُ عن دولةٍ نظيفة ؟ 
فإلى تاريخِ ميشال عون وحاضرِ سعد الحريري ومستقبلِ نبيه بري وإلى كلِّ مَن يَعنيهم الأمر في سلطةٍ غائبةٍ عن وعيِها  باتت دولتُكم اليومَ في الهاوية , عصيانُها المدَنيُّ أصبح ظاهرًا , طلابُها يعلِّمونَ دروساً في الطرُقات , مصارفُها معَ وقفِ تمويلِ الناس , أجهزتُها الأمنيةُ بعضُها يُطلقُ النارَ على المواطينين  وأنتُم تأخذونَ البلدَ رهينةَ استشاراتٍ نيابيةٍ يُلزمُكم الدستورُ إجراءَها فمن أيِّ نوعٍ سياسيٍّ انبزغت جيناتُكم ؟  فإذا كانت دعوةٌ إلى استشاراتٍ قد أربكت مَسيرتَكم اليومَ بماذا تَعِدونَ الناسَ غدًا؟ 
علمًا أنَّ أيَّ رئيسٍ مكلّفٍ وحكومةٍ تُؤلَّفُ سوف تَحتاجُ إلى نيلِ ثقة  وما نيلُ الثقةِ بالتمنّى لكنّ مجلسَ النوابِ سيكونُ هو المقرّرَ  وفي حالِ لم تأخذِ الأكثريةَ الموصوفةَ تَسقُطُ الحكومةُ بضربةِ تصويت  فعلى ماذا تخافون ؟  ومعَ تردّدِ السلطةِ ورئيسِ الجُمهوريةِ تحديداً في الدعوةِ إلى الاستشارات فإنه يزيدُ من ضجيجِ الشارع وغضبِ الشَّعبِ وإصرارِه على بقاءِ الثورةِ ناضجةً وأكثرَ وعيًا مِن غباءِ السلطة وهذا الوعيُ تَرجمتْه شموعُ المُدُنِ التي أُضيئتِ اليومَ فخراً بعلاء شهيدًا رُسِمَ على جُدرانِ ثورة .
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق