فلتكن… قمة الإمام

2019-01-18 | 17:10
فلتكن… قمة الإمام
بمَن حَضَرَ اليومَ وبمَن سيَغيبُ الأحد بدأتْ فعالياتُ القِمةِ الاقتصاديةِ العربيةِ في بيروت وعلى كتِفِ لبنانَ البلدِ المضيف "شُقّعت" حمولاتٌ زائدةٌ من وزرِ التغيّبِ والمسؤوليةِ عنه وإعطاءِ العربِ ذريعةً للهروب قِمةُ الدَّولتينِ تقفُ عندَ آخرِ الانسحابات إذ إنّ الرئيسَ الموريتانيَّ محمد ولد عبد العزيز نُكِبَ بوفاةِ "حماتِه" وانتقلَ الى السُّعوديةِ ومنها الى الامارات لتقبّلِ التعازي هناك لكنّه لم يُرسلْ الى الآنَ اعتذارًا عن عدمِ المشاركة.. أما إذا امتدّت فترةُ حِزنِه فإننا سنكونُ أمامَ قِمةِ الصومالِ في بيروت حيث إنّ رئيسَها سيكونُ الشخصيةَ الأولى الحاضرةَ بينَ الوفودِ إلى جانبِ رئيسِ لبنان العماد ميشال عون وربما تكونُ هذه الفرصةَ الوحيدةَ ليسمعَ العربُ صوتَ الجوع.. صوتًا صوماليًا منسيًا.. صوتَ الدولةِ العربيةِ الوحيدةِ التي تعاقَدت معَ المجاعةِ المزمنةِ والجفافِ والتي مزّقتها الحروب ولم يكُن ينقُصُها سوى إرهابِ "الشباب" بعدما كانت في الماضي نموذجاً لمجتمعٍ مُتجانسٍ عقيدةً وثقافةً وهُوية وبجفافِ صوتِه أطلق وزيرُ مالِ الصومال عبد الرحمن بيلي من بيروت نداءَ استغاثةٍ للعرب ودعاهم الى دعمٍ أخَويٍّ لتحقيقِ أولوياتِ خُطةٍ تنمويةٍ تواجهُ التحدياتِ الأمنيةَ والاقتصاديةَ والاجتماعيةَ في بلادِه التي وقَعت تحت عَجزٍ بَلَغَ مئةً وخمسةً وأربعينَ مِليونَ دولار لكنّ مؤتمرَ وزراءِ خارجيةِ الدولِ العربية لم يكُن بصدَدِ سَماعِ أصواتِ الجوع.. ولا هو مستعدٌّ تالياً لتلبيةِ نداءاتٍ عربيةٍ بعودةِ سوريا الى حِضنِ جامعةِ الدول غابت دمشقُ عن الحضور.. لكنّها استُحضرت بموقفٍ عروبيّ رُفع كأذانِ مَسجد.. وأجراسِ كنيسةٍ في كلمةِ وزيرِ الخارجيةِ جبران باسيل فعلى مسامعِ العرب كان باسيل رئيسَ الكلمةِ والموقفِ الحرّ.. حتى كادت تسمعُه الشامُ على مرمى عاصمةٍ لاسيما عندما قال إنّ سوريا هي الفَجوةُ الكبرى اليومَ في مؤتمرِنا، ونشعرُ بثِقلِ فراغِها بدلاً من أن نشعرَ بخِفّةِ وجودِها.. سوريا يجبُ أن تعودَ إلينا لنوقِفَ الخَسارةَ عن أنفسِنا، قبلَ أن نوقِفَها عنها.. يجبُ أن تكونَ في حِضنِنا بدلاً من أن نرميَها في أحضانِ الإرهاب، من دونِ أن ننتظرَ إذناً أو سماحاً بعودتِها، كي لا نسجّلَ على أنفسِنا عاراً تاريخياً بتعليقِ عضويتِها بأمرٍ خارجيّ وباعادتِها بإذنٍ خارجيّ، وكي لا نُضطرَّ لاحقاً الى طلبِ الإذنِ لمحاربةِ إرهابٍ أو لمواجهةِ عدوٍّ أو للحِفاظِ على استقلالٍ وكي لا نُسألَ ماذا يبقى من عروبتِنا إن هكذا كُنّا عوّض باسيل إخفاقَ لبنانَ معَ سوريا.. وحاول ترميمَ الإساءةِ التي تسبّب بها رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري إلى ليبيا وطلَبَ وزيرُ الخارجيةِ الى العرب أن يبقى لبنانُ مُهماً أخفقَ أم أخطأ سائلاً الدولَ بالقول: احتضنوه ولا تتركوه، فهو لم يَطعَنْ يوماً أحداً منكم ولم يعتدِ يوماً على أيِّ مواطنٍ عربيّ، بل كان ملجأً وحامياً وحافظاً لشعوبِكم ومُعمِّراً لبلدانِكم، لبنان.. لا تخسروه لكي لا تخسَروا عروبتَكم وجامعتَكم ولمّا أقدم وزيرُ الخارجية على الاعترافِ بالشرِّ الذي بيتناهُ لأنفسِنا قبلَ غيرِنا.. فإنّ المُهمةَ الأصعبَ والأجرأ ستكونُ يومَ الأحد معَ الافتتاحِ الرسميِّ للقِمة فلماذا لا يلتقطُ الفرصةَ لبنانُ الرسميُّ عَبرَ الرئيس ميشال عون والوزير باسيل لطرحِ قضيةِ الإمامِ المغيّبِ موسى الصدر على مستوى القِمة فالامامُ الصدر هو رمزٌ وطنيٌ عربيّ.. هو إمامُ جميعِ الأديان.. عرَفَهُ اللبنانيون والعربُ في الحربِ الأهلية سيداً عابرًا للطوائف.. ومرجِعيةً وحدويةً طافت الى عددٍ مِن الدولِ للجمعِ وإعلاءِ صوتِ الحقّ.. مِن عينيه الخَضراوينِ أشرقت شمسُ التعايش.. الى أن أصبحَ كتابًا يُقرأُ بجميعِ اللغات.. وهذه الصفاتُ تَستحقُّ أن تتأهّلَ للمطالبةِ بفضائلِها على مستوى الدولة.. وبفضاءٍ عربيٍّ واسعٍ وعلى طاولةِ الجامعةِ العربية وقد تشكّلُ قِمةُ بيروتَ إحدى اَهمِّ الطاولاتِ المؤهَّلةِ للنقاش ِوطرحِ مِلفِّ الإمام موسى الصدر بسمؤوليةٍ عربيةٍ مشتركةٍ وجامعة.. وليبحثِ العربُ أيضاً معنا عن مصيرِ سيدِ الغياب.. حتّى لا تبقى القضيةُ حَكرًا على مرجِعيةٍ واحدةٍ أو طائفةٍ بعينِها فثرواتٍ لن نحصُدَ مِن القِمةِ الاقتصادية.. والمشاريعُ أفشلناها بالتهديد.. والحضورُ الرئاسيُّ خفضنّاه الى وزراءِ خارجية ومندوبينَ ونتمثلُ غداً بجوعِ الصومال والأمعاءِ الخاوية.. لماذا لا نستعيضُ عن هذا الفشل بطرحِ مِلفٍّ بلغَ مِن العمرِ عِتيّاً.. وعندئذٍ نحصُدُ ثروةً مِن نوعِ مصيرِ السادة.
العودة الى الأعلى
Aljadeed
مقدمة النشرة 01-06-2023
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق