على وقع الرصاص الكثيف فوق بيروت وضواحيها أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ومن نهار القبض على الشارع بالرصاص الحي يوم الخميس الأسود قدم جردة لتاريخ القوات اللبنانية ومشروعها الأم في إشعال حرب أهلية لإقامة كانتون مسيحي يكون تحت هيمنتها. وبعد تعداد المحطات الموغلة في سنوات إلى الوراء قال نصرالله إن القوات ورئيسها دائماً ما كانوا يبحثون عن عدو وهميويسعون لصناعة وصياغة هذا العدو لأهداف لها صلة بالزعامة وخدمة لمشاريع خارجيةوفي الكلمة فصّل نصرالله الأحداث على قياس المواقف التي اتخذها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فتحدث عن غدره لحليفه سعد الحريري يوم احتجز في السعوديةوعن عرضه لخدماته عام ألفين وسبعة عشر لافتعال حرب أهلية وعن دعمه لتنظيم داعش وجبهة النصرة في جرود لبنان وفي الداخل السوري وعن حديثه عن ميني سبعة أيار مسيحي بعد واقعة الطيونة وكل ما صدر عن رئيس القوات ومسؤوليه ونوابه هو تبنّ كامل للمجزرة. والكلام لنصرالله فإن القوات اللبنانية ورئيسها هما أكبر تهديد للوجود المسيحي. وإذ تحدث عن ألغام ودمامل موجودة لدى القوات منذ سنوات قال نصرالله إن ما حصل يوم الخميس الفائت كان مفصلياً ويؤسس لمرحلة جديدة وكان الهدف منه جر البلد إلى حرب أهلية بشهادة جلسة أقر فيها جعجع أن لديه من القوة ما يؤهله لخوض حرب مع حزب الله وهنا وصل الخطاب إلى ذروته فكشف نصرالله ولأول مرة عن عديد الحزب المنظم وقال لجعجع: إكتب عندك لدينا مئة ألف مقاتل سائلاً القوات الذين ما خاضوا حرباً وربحوها بحسب نصرالله أنتم مع من تريدون افتعال حرب أهلية ؟ وإلى أين تأخذون البلد؟ اقعدوا عاقلين وتأدبوا. أما عن التحقيقات التي تجريها المؤسسة العسكرية في مجزرة الطيونة فوضع نصرالله كامل الثقة بها وبالقضاء وإلا فلكل حادث حديث. وإذ فك الارتباط وجزّء الثقة مابين حكم القضاء في أحداث الطيونة وتحقيقاته في ملف تفجير المرفأكرر القول من أن المسار المعتمد في تحقيقات المرفأ سياسي واستنسابي ولن يؤدي إلى الحقيقة وتساءل لماذا لم يعتصم أهالي الضحايا أمام منازل القضاة المتهمين الأوائل في إعطاء الإذن بتفريغ شحنة النيترات في المرفأوهؤلاء القضاة هم أكثر من يتحمل الجريمة. أما عن تخوف حزب الله من تحقيق المحقق العدلي طارق البيطار خصوصاً وأنه لم يزج بالحزب في التحقيق فجاءت الحجة ضعيفة باستناد السيد نصرالله على شهادة الشاهد المسكين .