مقدمة النشرة المسائية 30-11-2020
عقاربُ ضبطِ النفْس تتحكّمُ بساعةِ المِنطقةِ التي تترصّدُ الردَّ الإيرانيَّ على اغتيالِ مهندسِ عقلِها النوويّ مُحسن فخري زاده وعباراتِ ضبطِ النفْسِ تنقّلت مِن بيانٍ إلى بيانٍ في الإداناتِ العربيةِ والدَّوليةِ كمَن يدعو طِهرانَ إلى تأجيلِ الثأرِ في زمنِ الجَمر والمرحلةِ الانتقاليةِ بينَ ترامب وبايدن.
ولبنانُ كسائرِ دولِ المِنطقة سار على الدعوةِ إلى ممارسةِ أقصى درجاتِ ضبطِ النفْس تجنّباً للانزلاقِ نحوَ السيناريو الأسوأ والدعوةُ هذه تشملُ ضِمنًا حِزبَ الله الذي كان في حالِ تأهّبٍ غيرِ معلنةٍ علماً أنّ مواقفَه الأوليةَ أكّدت أنّ إيرانَ هي مَن سيتولّى الردّ وإذا كان الحزبُ ضابطاً لنفِسه وسلاحِه عندَ الحدودِ الجَنوبية فإنّ مؤازرتَه جاءت سياسيةً هذهِ المرة وفي صُلبِ التأليفِ مِن جهة، وتفعيلِ حكومةِ حسان دياب من الجهةِ الأخرى. ووَفقًا لمعلوماتِ الجديد فإنَّ حِزبَ اللهِ سيكونُ فاعلاً على خطَّي التكليفِ والتصريف، وسيحدّدُ الحِزبُ كيفيةَ وأسلوبَ فاعليتِه من خلالِ تواصلٍ سيجري رصدُه على أبوابِ بيتِ الوسَط والسرايا الحكومية وهو يدفعُ باتجاهِ "صلب عود" الرئيسِ حسان دياب ليديرَ حكومةً بتصريفِ أعمالٍ كاملٍ وَفقًا للمعاييرِ الدُّستوريةِ وألا يبقى يُصرّفُ أقوالاً لا سيما على عَتَبةِ دخولِ لبنانَ في المِنطقةِ الاقتصاديةِ الأخطرِ في تاريخِه معَ بَدءِ رَفعِ الدعم أما في التواصلِ معَ الرئيس سعد الحريري فإنّ المُهمةَ تتوسّعُ لتشملَ تفكيكَ الألغامِ بينَ عون وسعد وثالثُهما جبران باسيل، وهذا ما تعملُ باريس أيضاً على تذليلِه قبيلَ المؤتمرِ الفرنسيِّ " الإنسانيّ" في الثاني منَ الشهرِ المقبل وفي لُعبةِ عضِّ الأصابع فإنّ كلاً مِن باسيل والحريري يترقبُ ما ستكونُ عليه رياحُ العقوباتِ الجديدةِ مِن صوبِ الخِزانةِ الاميركية ومن ستَستهدفُ تحديداً ليُبنى على التأليفِ مُقتضاه لكنّ الصورةَ الحكوميةَ ستبقى ضبابيةً ومحكومةً بالإغلاقِ العامّ حيث لم تُرصدْ أيُّ زيارةٍ للحريري على خطوطِ التأليف وعلى الرَّغمِ مِن رفعِ إجراءاتِ كورونا فإنّ طريقَ بيتِ الوسَط-بعبدا لا تزالُ خاضعةً لنظامِ منعِ التَّجوال وبينما كشف القياديُّ في المستقبل مصطفى علوش عن زيارةٍ سيقومُ بها الرئيسُ المكلّفُ لرئيسِ الجُمهورية ميشال عون يوم الاربِعاء لم تؤكّدْ أيٌّ مِنَ المصادرِ حتميةَ هذا اللقاءِ ولا تقديمَ تشكيلةٍ شبهِ منججزةٍ من ثمانيةَ عشَرَ وزيراً. وكما في مفاوضاتِ التأليفِ الأربِعاء كذلك في تفاوضِ الترسيمِ حيث رُحّلت محادثاتُ الناقورة بداعي التدخّلِ الأميركيِّ والاستعاضةِ عن اللقاءاتِ اللبنانيةِ الإسرائيليةِ غيرِ المباشرة .. بلقاءاتٍ أميركيةٍ لبنانيةٍ مباشرةٍ في عينِ التينة ومقارَّ أمنيةٍ وسياسيةٍ أخرى لاحقاً ومن بينِ كلِّ المواعيدِ المؤجلة فإن الطلابَ وحدَهم يصنعون الغدَ المنزوعَ من احزاب ٍسُلطوية . فبعد انتخاباتِ الجامعة الاميركيةِ والاميركية اللبنانية تتقدّمُ اليسوعيةُ الى مشهدِ التغييرِ وتخوضُ انتخاباتٍ تمتدُّ الى أربعةِ ايامٍ في كلياتٍ على مستوى لبنان وبالتصويتِ المباشرِ لتنافسَ أحزاباً عَمّرت على مقاعدَ أكاديمية .
وعلى غرار نقابة المحامين التي اوصلت نقيبا من ثورة .. فإن الجامعات تؤسس لطرد الاحزاب من الهيكل لتكون اولى الاشارات التمهيدية نحو انتخابات نيابية تحمل هذه المرة رياح التغيير .