هذه الجَوهرةُ الحكوميةُ هل كانت تَستدعي تسعةَ أشهرٍ مِن التفكيرِ المعمّق؟ خرَجت الحكومةُ مِن بَطنِ الحوت بأسماءٍ تمثّلُ المكوّناتِ السياسيةَ المعمولَ بها منذ عقود وبينَ ليلةٍ وضاحيتِها انتَهت العُقَد التشاوريّ توّزر الثُلثُ المُعطِّل تَعطّل والمراسيمُ اعُلنت من بعبدا حكومةٌ ثلاثينيةٌ بوجوهٍ تَعكِسُ الوجوهَ السياسيةَ المُزمنة وقد وُلِدَت من تنازلٍ أخيرٍ قدّمته القواتُ اللبنانيةُ باستبدالِ حقيبةِ الثقافةِ بالتنميةِ الإدارية ومَن يسمعْ بتذليلِ العَقَبات سيَعتقدُ أنّ المؤلفين كانوا يُبرمون عقدًا نوويًا أطرافُه الخمسة زائد واحد وإذ باللبنانيين يُفاجأُون بأنّ الأشهرَ التسعةَ أُهدرت أيامُها على وزيرٍ بالزايد ووزيرٍ بالناقص على ثقافة أو بيئة حِقْبةِ دولة أو "شنطة" ممتلئةٍ بأموالِ سيدر على أحدَ عَشَرَ وزيرًا أو عشَرةِ وزراءَ ورُبع ولمّا أخفق الوزير جبران باسيل في الحصولِ على الثُلُثِ المعطّل فإنه استبدلَ الخَسارةَ بتعويضٍ في وزارةِ البيئة التي أصبحت سياديةً بأموالِها فهل كانت هذه الإنجازاتُ تَستحقُّ " النّطرة " والتعطيل وتأخيرَ الحكومة وضربَ الاقتصاد وليعلم اللبنانيون أنّ حكومتَهم الورادةَ أعلاه قد تجمّدت عروقُها كلَّ هذه الاشهر لاسبابٍ يجهلُها الناس لكن يعلمُها جيدا ًجبران باسيل قائدُ حركة الانقلابات على التفاهمات تحصيلاً لثلثٍ ضاع وعطّل آمالَه الرئاسية التأليف تمخّضَ فوَلَد فئراناً بعد استخراجِ الأرانب حكومةٌ وزيرُ إعلامِها أفرغ كلّ َمخالفاتِه وصفَقاتِه في وزارةِ الاتصالات وانتقلت جراحُه الى الاعلام جمال الجراح زينّةُ الحياةِ الدنيا وكبيرُ البارعين في الأليافِ البصريةِ يأتي الى عالَمِ الضوءِ الإعلاميّ محمّد شقير كفّى ووفّى في الهيئاتِ الاقتصاديةِ واقتصادِ رؤوسِ الأموال ينتقلُ إلى الاتصالات خيرُ خلَف لخير سلَف فيوليت الصفدي المرأةُ الخارقة لوزيرِ المال السابق وزيرةُ دولةٍ لشؤونِ المرأة وُعدت بمكافأةٍ على تضحياتِ زوجِها الذي بايعَ الحريري في لحظةِ حرَجٍ انتخابيةٍ في طرابلس عينة من تمثيلٍ غبّ الطلب لكنَ الابرزَ فيها أنّ حكومةَ العهد الاولى التي وَعدت بمكافحةِ الفساد فورَ نشأتِها تخلّت عن وزارة مكافحةِ الفساد ليبدأَ الوزراءُ العمل ببالٍ مرتاح.