حكومة متسخة

2019-10-31 | 19:09
حكومة متسخة
وحدَه رئيسُ الحكومة.. مستقيلٌ آخر انسجام.. يَحيا على سعد, وينظرُ من شرُفاتِه السياسيةِ الى شوارعَ قامَت له وحلَفَت على دينِه.. وفي النظَراتِ الأبعدِ مدىً يبدو أكثرَ سَعدًا فهو الرجلُ الذي قال لحِزبِ الله "لا" بعدَما كان الحاج حسين خليل قد أبلغَه معادلة "نحنا حدّك خليك قوي" تبعا لرواية رويترز لكنَّ المعادلةَ سَقَطت باستشعارٍ عن بُعدٍ التَقَطَهُ الحريري عندما بدأت كُرةُ النارِ تقتربُ مِن الشارع وقد جاءَتِ استقالتُه لتُعيدَ الاعتبارَ الى النقاشِ السياسيِّ تخوّفًا مِن اعتمادِ الحلولِ الأمنية وفي خميسِ أسرارٍ سياسيّ كانت المداولاتُ بالحكومةِ الجديدة تخضعُ للتقنين.. بعبدا متريّثةٌ على الرَّغمِ مِن استحضارِها عباراتِ النشاطِ مِن القَدَم الى الساق لكنّ دوائرَها كانت تَستعدُّ لظهورٍ رئاسيٍّ احتفاءً بمرورِ ثلاثِ سنواتٍ على العهد وهي سنواتٌ عِجافٌ استوجبَتِ الوقوفَ دقيقةَ صمتٍ عن روحِ الفقيد والاحتفاءُ بالثلاثيةِ الرئاسيةِ أَخضعَ إجراءاتِ الاستشاراتِ الملزمةِ وإصدارَ المراسيمِ لمزيدٍ مِن التأجيل فيما أَدرجت بعبدا هذا التريّثَ في اطارِ السعيِ لاختصارِ وقتِ التأليفِ ورَجّحت أن يَتبلورَ المشهدُ في ثمانٍ وأربعينَ ساعة ودقائقُ الرئاسةِ المَحسوبة لم تُزعِجْ بيتَ الوسَط الذي كان قِبلةَ أهلِ بيروتَ اليوم وضّجَ الحجيجُ إليه مبايعينَ مؤيّدينَ موقِفَ الرئيس المستقيل وبعد الوفودِ استقبلَ الحريري مساء الرئيس نجيب ميقاتي الذي آتاه متفقدا الروح المعنوية ومستطلعا ً آفاق الصمود. وفي لقاءاتِ الحريري وقصر بعبدا على حدٍّ سواء وقبلَ الاستشاراتِ بدأ الحديثُ عن مواصفاتِ الحكومة.. والطَّرفان يُهدّدانِ بالشعب وعودتِه الى التظاهرِ في الوقتِ الذي لم تترُكِ الناسُ شوارعَها وإن بأعدادٍ أقل فشروطُ الحريري.. وِزارةٌ غيرُ سياسيةٍ ومواصفاتُ رئيسِ الجُمهورية: حكومةٌ نظيفة وهو إقرارٌ بأنّ الحكومةَ المستقيلةَ كانت متَّسخةً وتَضُمُّ فاسدين وحسنًا فعل الشعبُ بإقالتِها وما على الدولةِ اليومَ سِوى استخدامِ معادلةٍ عراقيةٍ تقومُ على "شلّع قلّع" ما دمنا تحنُ والعراقُ اليومَ نَتشاركُ في التظاهراتِ ورقصِ الشرطةِ معَ الشعب واستقالةِ الرئيس عبد المهدي والخوفِ مِن الفراغ والتنقيبُ عن المواصفاتِ قبلَ الاستشاراتِ لا يمكنُ إدراجُه إلا في إطارِ توزيعِ المكاسبِ السياسيةِ بينَ مافيا الحُكم.. ولأنّ توزيعَ التَّرِكةِ يستلزمُ ثعالبَ وزاريةً فقد أُنيطَتِ المُهمةُ بكلٍّ مِن رئيسِ التيارِ القويِّ جبران باسيل ووزيرِ المال علي حسن خليل الذي شوهِدَ بينَ القَصرَين ويبدو أنّ الطائفَ وتحديدًا الفِقرةَ الثانيةَ مِنَ المادةِ الثالثةِ والخمسينَ المتعلقةِ بالاستشارات قد سَقَطَت منها سهوًا عبارةُ تكليفِ جبران باسيل إجراءَ الاستشاراتِ السياسيةِ غيرِ الملزمةِ في قصر بعبدا عِوَضاً من رئيسِ البلاد وقد رُصِدَ باسيل يتولّى استقبالَ الوفودِ التي جاءَت تبحثُ مرحلةَ ما بعدَ الاستقالةِ وما قبلَ التكليفِ في القصرِ الرئاسي وعلى هذا المعدّل فإنّ التظاهراتِ هي الضمانُ الوحيدُ والمراقِبُ والمحاسِبُ لما يَجري.. وبات على أيِّ حكومةٍ أن تنالَ ثقةَ الشعبِ في الشارع قبلَ أن تُمنحَ هذهِ الثقةُ فِي مجلسِ النواب ولا ضيرَ في مزيدٍ منَ الضغطِ لثورةِ المحرومينَ الحقيقيين.. الذين خَرَجَ مِن أجلِهم الامامُ السيد موسى الصدر في مثلِ هذهِ الأيام من عامِ خمسةٍ وسبعين مهاجمًا تجارَ السياسةِ عندَنا وفسادَهم في الارضِ واحتكارَ المصالحِ والمنافعِ للمحظوظين وقال ذو العِمامةِ العابرةِ للطوائفِ بكلِّ جُرأة: أنتم أيها السياسيونَ آفةُ لبنانَ وبلاؤُه وانحرافُه ومرَضُه.. إنّكُمُ الأزْمة لا بل لم يتردّدْ في وصفِهم بالحقيرين والمحرومونَ منذ غيابِ الامام مازالوا محرومين.. وبينَهم مَن خَرَجَ شاهرًا سيفَ صوتِه فاتُّهم بسفارةٍ وتمويل.. صحيحٌ أنه أسقط الحكومة لكنّ رموزَها ظلُّوا محميّين وخارجَ المحاسبة واليومَ كيف نستعيدُ الأموالَ المنهوبة؟ ومَن سيَدُلُّ على الفاسدِ بالاسمِ الثلاثيّ؟ مَن سيفتحُ الصُّندوقَ الأسودَ لوزراءَ ومديرينَ عامّينَ وتوابعِهم مِن أهلِ السلطة؟ الجديد ستفعل.. هذا المساء وبعدَ النشرة.. نشرٌ لهيكل الفساد بطوله وعرضه ثلاثونَ عاماً.. نترجمُها في ساعتيَنِ اسمًا باسم.. وسرِقةً باحتيال.. واعذِرونا لأنّ اللائحةَ ستطول وقد لا تتّسعُ اليومَ للجميع لكنْ إذا كان َهناك من نياتٍ جِديةٍ للقبضِ على الحرامي.. فتابعونا في مخزنِ الحرامية.. ورالي الفاسدين مباشرةً بعدَ النشرة.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق