أربعة أسباب وراء تراجع أعداد متظاهري "السترات الصفراء"!

2018-12-16 | 08:03
أربعة أسباب وراء تراجع أعداد متظاهري "السترات الصفراء"!
تراجعت أعداد متظاهري "السترات الصفراء" في فرنسا أمس السبت إلى 66 ألف شخص في مقابل 136 ألف خلال السبت الرابع للاحتجاجات التي بدأت في 17 تشرين الثاني.
ويرى محللون أن أسبابا عدة تقف وراء هذا التراجع الكبير في الحشد الشعبي الذي بدأ احتجاجا على زيادة الضرائب على المحروقات قبل أن يتسع ليشمل مطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية أيضا.

قرارات ماكرون الاقتصادية
أحد أهم الأسباب التي قد تكون ساهمت في تراجع حدة التظاهرات خلال الأسبوع الخامس هي الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الماضي والتي شملت قرارات اقتصادية عاجلة لرفع القدرة الشرائية للفرنسيين.
ماكرون كان قد التزم  خلال الأيام الأولى من المتظاهرات الصمت، قبل أن يتحدث للمرة الأولى في 27 تشرين الثاني بلهجة "صارمة" رافضا أعمال العنف التي تخللت التظاهرات. وهو الخطاب الذي لم يقنع الكثيرين.
وفي الخامس من كانون الأول الجاري، ألغت الرئاسة الفرنسية زيادة الضرائب على المحروقات للعام 2019 والتي كانت السبب الرئيسي للتظاهرات، إلا أن ذلك أيضا لم يكن كافيا للحد من الحشد الشعبي.
ولكن خطاب ماكرون الاثنين الماضي والذي ركز في بدايته على تفهم الغضب الشعبي، ثم أعلن عن إجراءات عاجلة لرفع القدرة الشرائية للفرنسيين وهو أحدث نوعا من الانقسام في صفوف المحتجين، حيث أرضت تلك القرارات البعض منهم الذين رأوا ضرورة إفساح المجال أمام الحوار قبل مواصلة الحركة الاحتجاجية.

الخوف من التشدد والانتهازية السياسية
وبحسب "فرانس 24" فإنّ السبب الثاني لتراجع أعداد المتظاهرين هو الخوف من التشدد والانتهازية السياسية. ففي الوقت الذي بدأت فيه تظاهرات "السترات الصفراء" كحركة شعبية سلمية وغير مسيسة، أدت أعمال العنف التي شهدها الأسبوع الثالث والرابع من الاحتجاجات إلى الخوف من خلق حالة من الفوضى وانتشار النهب بصورة لا يمكن احتوائها.
كما أدى دخول اليمين المتطرف واليسار المتطرف على الخط إلى خشية انتهاز التظاهرات لتحقيق بعض الأحزاب لمكاسب سياسية.

استراتيجية قوات الأمن
السبب الثالث وراء تراجع الأعداد هو الاستراتيجية الحاسمة التي اتبعتها قوات الأمن والتي تضمنت الانتشار الكثيف، وإقامة الحواجز وتفتيش المواطنين والسيارات، للحد من أعمال العنف.
كما أدت حملة الاعتقالات غير المسبوقة خلال الأسبوع الرابع من التظاهرات والتي وصلت إلى توقيف ألفي شخص إلى تثبيط بعض المتظاهرين الذين رأوا عدم جدوى الذهاب إلى باريس في ظل تلك الأجواء الأمنية.

البرد القارس
أما السبب الرابع لتراجع عدد متظاهري "السترات الصفراء" خلال الأسبوع الخامس، هو البرد القارس الذي يضرب أنحاء واسعة في فرنسا في الوقت الحالي، حيث بلغت درجات الحرارة في باريس ناقص واحد خلال نهار أمس السبت .
وأدت درجات الحرارة المنخفضة إلى إغلاق طرق عدة في البلاد.
وكانت استطلاعات للرأي قد أظهرت بعد خطاب ماكرون الاثنين الماضي تراجع الدعم الشعبي لحركة "السترات الصفراء" بالرغم من استمرارها في حشد غالبية أصوات من تم استطلاع رأيهم، حيث بلغت نسبة المؤيدين لاستمرار المظاهرات 52 بالمئة في استطلاع  تم يوم 11 كانون الأول ، في حين كانت نسبة المؤيدين 66 بالمئة خلال استطلاع نظم في 22 تشرين الثاني.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق