"القوات" تُطالب بتغيير الحكومة وتأليف أخرى جديدة... فهل يستقيل وزراؤها؟

2019-09-04 | 02:56
"القوات" تُطالب بتغيير الحكومة وتأليف أخرى جديدة... فهل يستقيل وزراؤها؟
دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، خلال الاجتماع الاقتصادي - الوطني الذي عُقد في القصر الجمهوري في بعبدا أمس الأول، الى تغيير الطاقم السياسي والحكومة، معتبراً أن "لا ثقة بين الدولة والناس".
وغَمز جعجع، بحسب ما اشارت الكاتبة في صحيفة "الجمهورية" راكيل عتيق، من قناة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الذي تحدّث عن ضرورة إحداث صدمة، مُعتبراً أنّ الصدمة الايجابية هي تأليف حكومة اختصاصيين تدير هذه المرحلة وتعالج الوضع الاقتصادي. 
وتابعت الكاتبة انه لا يبدو أنّ طرح استقالة الحكومة وتأليف حكومة اختصاصيين مُرحّب به، فلم يُجارِ أيّ طرف من أركان التسوية الرئاسية جعجع بطرحه، وأتى الردّ على تأليف حكومة حيادية على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اعتبر "أنها لا تقدّم ولا تؤخّر". 
الى ذلك فانه مثلما ترك جعجع مشاركته أو عدمها في اجتماع بعبدا "مفاجأة"، فاجَأ طرحه تغيير الحكومة كثيرين، واعتبر البعض أنّ على وزراء "القوات" الاستقالة من الحكومة قبل أن يتقدّم جعجع بطرح كهذا، فـ"كيف يُعلن أحد أطراف التسوية وأركان الحكومة عدم الثقة بها ويستمرّ في المشاركة فيها؟!". بالنسبة إلى "القوات"، تابعت الكاتبة في مقالها،  أتى طرح جعجع على خلفية أنّ الجميع يتحدثون عن أنّ هناك فرصة أشهر قليلة أمام لبنان للخروج من المأزق المالي - الإقتصادي، ولأنّ هناك حاجة ملحّة إلى خريطة طريق وخطة إنقاذ للخروج من الواقع الراهن، وَجدَ جعجع أنّ حكومة اختصاصيين هي الصيغة الأفضل لوضع لبنان على السكة الصحيحة.
من هذا المنطلق إقترح جعجع الذهاب إلى حكومة اختصاصيين، تحقق 3 أهداف:
الأول، تُشكّل صدمة إيجابية لدى الشعب اللبناني بمجرد أن تتألّف من اختصاصيين وتقنيين ورجال أعمال مَشهود لهم بكفايتهم ومسيرتهم يَتولّون مسؤولية الإنقاذ، لا أن تتألّف من مستشارين لدى رئيس حزب أو مرجع، ما يدلّ إلى أنّ هناك تحرّكاً جدّياً في البلد.
الثاني، إتاحة الفرصة لإيجاد حلول لمشكلات وأزمات لم تُحلّ على مدى 30 عاماً أو على الأقلّ منذ عام 2005 إلى الآن، مثل مشكلة الكهرباء وإقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية والتوظيف والتدخّل في الدولة.
الثالث، أن لا تكون الحكومة حلبة صراعات ولا تُعطّلها الخلافات والمناكفات السياسية، على غرار ما حصل أخيراً على خلفية حادثة البساتين في الجبل، بل تكون حكومة مُنتجة يعمل كلّ وزير من وزرائها حسب اختصاصه وصلاحياته، لإيجاد حلّ للمشكلات خلال 6 أشهر.
وإذ اشارت مصادر "القوات" لـ"الجمهورية" إلى أن "لا ثقة لدى المواطن اللبناني والمستثمر الأجنبي في الحكومة والسلطة الحاكمة"، لفتت إلى أنّ "جميع المسؤولين الذين اجتمعوا في بعبدا، ومن دون استثناء، قالوا إن لا ثقة بالدولة، وكذلك يقولون جميعاً إنّ الأمور إذا بقيت على ما هي عليه فنحن ذاهبون الى انهيار حتمي". وقالت المصادر "لذلك يجب اتخاذ إجراءات فورية، ومن هذا المنطلق طرح جعجع تأليف حكومة اختصاصيين".
كما اوضحت المصادر أنّ "طرح اعتماد حكومة اختصاصيين هو حالة موقتة لمعالجة هذا الوضع ولن يكون حالة دائمة، إذ إنّ الأزمات تَستولِد بعضها بعضاً، ولم نتمكّن من حلّ أي أزمة، وهناك عَطب بنيوي يجب معالجته جذرياً". وضربت مثلاً على ذلك العجز في الكهرباء الذي يُرهق الدولة، والتي استلمها الطرف السياسي نفسه منذ 10 سنوات ولم يتمكّن من إيجاد حلّ لها.
أمّا إذا لم تستقِل الحكومة وتُؤلّف حكومة اختصاصيين، فيبقى الحلّ الوحيد بالنسبة إلى "القوات" لتحقيق نقلة إنقاذية، الذهاب في الاتجاه الإقتصادي الذي حَدّدته "القوات" خلال جلسات درس مشروع الموازنة في الحكومة، ومناقشته في مجلس النواب.
 وقالت المصادر القواتية: "إذا لم يتخذوا خطوة جديدة وهي حكومة من اختصاصيين وتقنيين، يجب على الحكومة الحالية إجراء خطوات عملية فورية، من إقفال الحدود غير الشرعية وضبط الحدود الشرعية وإشراك القطاع الخاص مع القطاع العام، ما يخفّض المديونية ويضبط هذا القطاع الذي تُهدر فيه أموال الدولة".
إذاً، ما هي خطوات "القوات" المقبلة؟ هل يستقيل وزراؤها بعد إعلان عدم الثقة بهذه الحكومة؟ أجابت المصادر: "لن نستقيل من الحكومة، وإمّا حكومة جديدة تضمّ اختصاصيين، وإمّا نحن مُستمرون من مربّع الحكومة بالضغط الذي نقوم به".
وإذ أشارت المصادر إلى أنّ جعجع شارك في اجتماع بعبدا لإيصال رأي "القوات" وموقفها، أكدت "انّنا سنستمر بإيصال هذا الموقف والتشديد عليه، على طاولات الحوار ومن داخل الحكومة والبرلمان، ومن منابرنا الحزبية ومن خلال التواصل مع الناس".
 
"القوات" تُطالب بتغيير الحكومة وتأليف أخرى جديدة... فهل يستقيل وزراؤها؟
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق