عون: لن يستطيع أيّ طرف إلى أيّ جهة انتمى أن يستهدف استقرار لبنان!

2018-12-04 | 16:14
عون: لن يستطيع أيّ طرف إلى أيّ جهة انتمى أن يستهدف استقرار لبنان!
أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أنّه "إذا كنّا نعمل كي يكون لبنان ملتقى لحوار الحضارات والثقافات والأديان، فحري بِنَا ان يكون الحوار الهادئ والمسؤول قاعدة لأدائنا والطريقة الفضلى للتخاطب في ما بيننا".
وقال في كلمة ألقاها خلال افتتاح المبنى الجديد للمكتبة الوطنية في الصنائع "ما سمعناه في الأيام القليلة الماضية من كلام وما استتبعه من ردود فعل لم يسئ الى شخص أو فريق أو جماعة بل أساء الى الوطن والى جميع أبنائه من دون تمييز وكاد أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء وهذا ما لن نسمح به أبداً".
ورأى أنّ "الإستقرار الذي ينعم به لبنان لن يستطيع أي طرف، الى أي جهة سياسية أو حزبية انتمى أن يستهدفه، لاسيما أن المؤسسات القضائية والأمنية قادرة على وضع حد للتجاوزات في القول أو في ردود الفعل وعازمة على تصحيح الأخطاء في الأداء عندما تقع".
وقال: "الدولة القادرة والعادلة التي نعمل جميعاً على تثبيت أركانها، لا يمكن أن تكون تحت رحمة كلمة من هنا وردة فعل من هناك خصوصا اذا كان ما يقال يهدد السلم الأهلي ويسيء الى الكرامات".
وأضاف: "يجدر بكل القيادات أن تعي دقّة الظرف الذي يمر به الوطن، وسط ممارسات معادية، وتهديدات متزايدة، مضافة الى ما يلحق بنا من أضرار مالية واقتصادية بحيث صار من الواجب علينا جميعاً توحيد الجهود للخروج من هذا الوضع".
ورأى أنّه "لطالما شكّل الكتاب بما يمثله من تاريخ وحضارة وثقافة تحدياً لكل غازٍ ومحتل، ولكل فكر ظلامي همجي على مر العصور وفي كل بقعة في العالم. فكم من مكتبة أُحرقت ودُمّرت وضاعت معها معالم مرحلة واختفت نفائس فكرية وتاريخية ومخطوطات لا تعوّض وكانت ضربة قاسية للنهضة وللحضارة والتاريخ".
وأشار إلى أنّه "مع كل مكتبة تؤسّس، مع كل جهد يبذل لإنقاذ كتاب وإحياء وثيقة ومسح الغبار عن مخطوطة، يكبر الأمل بانتصار التنوّر على الظلامية والحضارة على التخلّف والثقافة على الجهل ونحن اليوم شهود على خطوة جبارة واثقة على طريق هذا الانتصار.. عشتم، عاش لبنان الثقافة والحضارة".
ورأى أنّ "من يراجع تاريخ هذه المكتبة وكيف بدأت، ثم كيف تابعت واستمرت لتصل الى ما وصلت اليه اليوم، يعرف معنى أن يؤمن الإنسان بحلم، ومعنى الإصرار والمثابرة لتحقيقه".
وقال: "عام ١٩١٩ ولم تكن قد انقضت سنة بعد على انتهاء الحرب العالمية الأولى مع كل المآسي والآلام التي خلفتها في العالم ولبنان، كان هناك من لا تزال لديه أحلامه ووعي لأهمية حفظ التراث؛ بدأ فيليب دو طرّازي وهو المؤرخ والكاتب رحلة الألف ميل مباشراً تجميع الكتب والمحفوظات والأرشيف في منزله".
وأضاف: "بدأت المكتبة تكبر وتتوسّع، وتعاقب على إدارتها العديد من الشخصيات، ترك كل منهم بصمته في هيكلتها، وبذل جهوداً في المحافظة عليها وتحسينها.. عاصرت كل المشاكل والأحداث والاضطرابات في لبنان، تأثرت بها وخسرت بعضاً من نفائسها ولكنها تخطت كل ذلك وها هي اليوم مفخرة للبنان وللثقافة وللتاريخ".
وتوجّه عون بالشكر "إلى من رعى ودعم مسيرة نهوض هذه المكتبة التاريخية المرتبطة بذاكرة تأسيس لبنان، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أوجّه له تحية في هذه المناسبة وإلى الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وإلى الحكومة القطرية التي حرصت على تمويل إعادة تأهيل مكتبتنا الوطنية".
وقال: "إذا كان البدء هو للكلمة، فإنّ الحرف هو الذي سمح لهذه الكلمة ان تُحفظ ولا تندثر في الهواء.. الحرف، هذا الاختراع الفينيقي العجيب الذي أعطى للصورة صوتاً وللصوت صورة وجمع العين مع الأذن مع اللسان في تناسق فريد أتاح للغة أن تُكتَب وتُقرأ".
ورأى أنّ "عالم المحفوظات والأرشيف والتوثيق عالم غني متنوع، يختزن عبق الماضي وتجاربه وخبراته، كما يحمل أيضاً آنية الحاضر وأحداثه ويؤسس للمستقبل؛ فهو وإن كان شاهداً على التاريخ وحارس الذاكرة فإنه إطار المستقبل، ومعلوم أن الشعوب التي لا ذاكرة لها تكرر أخطاءها".
وأكد أنّ "لبنان الذي يستعين بالبحر المتوسط لكتابة اسمه على خريطة العالم لأن مساحته لا تتسع لذلك، لبنان الذي يفتقر للموارد وللثروات الطبيعية، لبنان الذي يبلغ عدد أبنائه المنتشرين أضعاف المقيمين، لبنان الذي يدفع على الدوام ضريبة أزمات المحيط وتضارب المصالح الدولية من أمنه واستقراره واقتصاده".
وقال: "هذا اللبنان له وجه آخر، لا يمكن أن نسمح لضجيج الحاضر أن يحجبه، نجد شواهده بين جنبات هذه الدار، وجه الإبداع الذي تكلم وكتب بكل لغات الحضارات، فكتب الفكر والفلسفة والعلوم باليونانية والشرائع والقوانين باللاتينية وأغنى العربية أدباً وفكراً وفلسفة بعد أن حافظ عليها وعلى أصالتها".
وأضاف: "أنتم أيها اللبنانيون ورثة حضارة وثقافة، وهذا الإرث أمانة وليس خياراً وعلينا دوماً واجب المحافظة عليه وسط كل متاعب حاضرنا لينتقل من جيل الى جيل فنحمل في وجداننا جبران خليل جبران، إيليا أبو ماضي، أمين الريحاني، الأخطل الصغير، سعيد عقل، سعيد تقي الدين، أمين تقي الدين.. ويطول التعداد".
وأشار إلى أنّ "هذه الصورة لوطننا العابقة بالعراقة الثقافية هي الدافع الاساسي وراء تقدمي من الأمم المتحدة بمشروع إقامة "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" على أرضنا التي من شأنها أن تكون منصة لتعزيز الحوار بين الأديان والطوائف والثقافات والأعراق والبحث في سبل نشر ثقافة الحوار بين الأجيال الطالعة".



 
عون: لن يستطيع أيّ طرف إلى أيّ جهة انتمى أن يستهدف استقرار لبنان!
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق