لبنان يرفض استلام هبة عسكرية روسية

2018-11-26 | 02:38
لبنان يرفض استلام هبة عسكرية روسية
كشفت صحيفة "الاخبار" ان لبنان رفض قبل أيام من عيد الاستقلال، استلام هبة ذخائر مقدّمة من وزارة الدفاع الروسية، تضم ملايين الطلقات متعددة العيارات لبنادق رشاشة ومتوسطة (ثمنها نحو خمسة ملايين دولار، بالإضافة إلى أعتدة وصواعق ومتفجرات)، بذريعة أن الأعيرة المقدّمة لا تتناسب مع الأسلحة التي يستخدمها الجيش اللبناني، والتي تتطابق مع أعيرة حلف الناتو.علماً أن الجيش يملك عشرات آلاف بنادق كلاشينكوف الروسية ورشاشات PKS المتوسطة، وبالتالي يحتاج هذه الذخائر. فضلاً عن أن "إسرائيل"، عدوة لبنان، وفي الوقت الذي تملك فيه أكبر ترسانة أسلحة غربية في المنطقة، تحافظ على قدر معيّن من الأسلحة الشرقية في مستودعاتها يضاهي ما تملكه بعض الدول العربية.
واشارت الصحيفة في هذا السياق الى ان التبرير التقني الذي أرسِل للجانب الروسي عبر رسالة رسمية وصلت إلى الملحقية العسكرية الروسية في بيروت، أتى بعد أكثر من عائق ساهم في تأخير وصول الهبة في موعدها المقرّر بداية حزيران الماضي، قبل أن تنتهي المسألة برفض "مهذّب"، بحسب تعبير الصحيفة.
ورأت "الاخبار" ان الرسالة تخفي قراراً سياسياً لبنانياً، غير معروف المصدر حتى الآن، لكنّه يصبّ في خانة وضع الجيش اللبناني في أحضان التسليح الأميركي حصراً، وعزله عن أي مصدر تسليحي خارج دول حلف الناتو...
وفي هذا السياق فان خطوة لبنان فاجأت موسكو. مصدر عسكري روسي امتنع الأسبوع الماضي عن التعليق في انتظار تبلور الصورة في وزارة الدفاع وفي الدوائر المعنيّة، إلّا أنه أكّد أمس، أن "رفض هديّة يحمل دلالات سياسية. نحن نعتبر لبنان دولة صديقة وتاريخياً لدينا علاقات مع الحكومة اللبنانية. ونعتبر الجيش هو العمود الفقري للدولة اللبنانية".
وتابع المصدر: "من حق الجيش اللبناني أن يعتمد على أي جهة للتسليح، مع تفهمنا لأن تكون للبنان صداقة مع أميركا وفرنسا والصين والدول الأخرى وأن لا يكون التعاون مع روسيا على حساب الدول الأخرى، ولكن ليس ليكون هذا التعاون على حساب الجيش الروسي ودور روسيا في إقليم الشرق الأوسط".
بدورها، قالت مصادر ديبلوماسية معنية بشؤون الشرق، إن "الخطوة اللبنانية غير منطقية، وهي تأتي بسبب الضغوط الأميركية والبريطانية في سياق محاولة الغرب تقييد حركة موسكو في الشرق. لكن روسيا دائماً كانت نصيراً كبيراً للبنان في المحافل الدولية وفي مجلس الأمن والأمم المتحدة، وهي شكلت خطة لإعادة النازحين السوريين إلى سوريا للحفاظ على التوازن والاستقرار في لبنان".
وذكّرت الصحيفة بان روسيا قررت في عام 2008، تقديم هبة عسكرية للجيش اللبناني تتضمن عشر طائرات ميغ 29، و77 دبابة T-72 ومدافع هاون 130 ملم، و50 ألف قذيفة لكل من الدبابات والمدافع. وكان بإمكان هذه الهبة أن ترفع من مستوى تسليح الجيش اللبناني بشكل كبير. لكن لبنان، الذي كان يرأسه ميشال سليمان، رفض الهبة. وكانت الذريعة، بحسب "الاخبار" أن طائرات الميغ تحتاج إلى مطارات مجهزة خصيصاً لهذا النوع من الطائرات، فضلاً عن حاجتها إلى كلفة عالية للصيانة ودعمها بمنظومات رادارات ودفاعات جوية. وبعد رفض الهبة، ردّ الروس بأنه يمكن أن يمنحوا لبنان مروحيات قتالية تستطيع التكيّف مع ظروف البنية التحتية العسكرية في البلاد بكلفة صيانة أقلّ، إلا أن السلطات اللبنانية ماطلت طويلاً حتى أسقطت العرض الثاني أيضاً.
ولفتت "الاخبار" الى ان الضغط الأميركي نجح يومها في رسم خطوط للبنان. وكشفت وثائق ويكيليكس لاحقاً كيف تمّت عرقلة الهبة (8 نيسان 2011)، وإفشال الجهود الروسية وحرمان لبنان هذه المساعدة المهمة، لأجل أسلحة أميركية تحصر مهام الجيش في مكافحة الإرهاب.
كذلك الأمر بالنسبة إلى اتفاقية التعاون العسكري بين لبنان وروسيا التي عمل الأميركيون والبريطانيون على الطلب من الرئيس سعد الحريري عدم توقيعها، وهو ما حصل بالفعل.
 
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق