توفي رجل عاش 70 عاماً باستخدام "رئة حديدية" عن عمر يناهز الـ78 عاماً إذ ظل يستخدم هذه الرئة الحديدية منذ أن كان في الثامنة من عمره، بعد عامين من إصابته بشلل الأطفال.
وكان العجوز الأميركي بول ألكسندر الذي يعرف باسم "الرجل ذو الرئة الحديدية"، أصيب بشلل الأطفال المعروف علمياً باسم "التهاب سنجابية النخاع" في 1952، أي قبل 3 أعوام من ابتكار لقاح شلل الأطفال، وحينها كان بول طفلاً عمره 6 أعوام.
وقد فتك الفيروس بجسد بول وهو طفل صغير في غضون أيام، إذ بات عاجزاً عن الحركة من الرقبة إلى أسفل جسده، ليقوم الأطباء بعملية جراحية لإزالة المخاط الذي ملأ رئتيه، ووضع آلة تشبه المدرعة الحديدية، ظلت في جسده من حينها.
وقضى بول معظم حياته حاملاً آلة حديدية في صدره، بعد عامين قضاهما في المستشفى.
الى ذلك فان بول حينما خرج من المستشفى أكمل تعليمه حتى تخرج في كلية الحقوق، وعمل في المحاماة، وألّف كتاباً عن سيرته الذاتية، وعاش سنوات طويلة بينما تثبت قطع حديدية داخل صدره.
حتى إنه كان يمثل العملاء في جلسات المحكمة وهو يرتدي بدلة من ثلاث قطع، ويجلس على كرسي متحرك بعد تثبيت جسدِه في وضع مستقيم.
وبينما كان فريق من مقدمي الرعاية يتناوب على تنظيف بول والعناية به، كان هو يستخدم فمه لتحريك القلم عند الكتابة واستخدام الهاتف.
ورغم ابتكار أجهزة تنفس أكثر حداثة منذ الستينيات، فإن بول قرر الاستمرار في استخدام الرئة الحديدية لأنها صارت مألوفة له.
كما أن استخدام هذه الأجهزة يتطلب إحداث ثقب في القصبة الهوائية (ثقب في الحلق) وهو ما رفض بول فعله مرة ثانية، إذ اضطر إلى الخضوع لهذه العملية في بداية إصابته بالمرض.
قد يدور هنا تساؤل عن كيفية تمكنه من التنفس مع هذا الثقب وهذه الآلة الحديدية، والإجابة هي أنه استخدم تقنية تعرف باسم "تنفس الضفدعة".
إذ تعتمد على التنفس باستنشاق الهواء إلى أسفل الحلق بدلاً من استخدام الرئتين، وقد أتاح له ذلك ترك الجهاز فترات وجيزة، حسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
وقد توفي بول في 11 آذار 2023، بحسب ما نشر على صفحة GoFundMe، التي كانت تجمع له التبرعات بسبب حالته الصحية.
واستمر جمع التبرعات حتى بعد وفاته، إذ تجاوزت الـ143 ألف دولار، ويبدو أن المتبرعين الذين تبرعوا بسخاء حتى رغم إعلان وفاته كانوا يهدفون لدفع تكاليف جنازته.
وتجدر الاشارة الى أن شلل الأطفال فيروس قاتل يهاجم الحبل الشوكي ويفتك بمعظم من يصاب به، ويصيب بعضهم بالشلل.
وقد اجتاح الفيروس الولايات المتحدة وأوروبا في موجات وباء سنوية خلال أوائل القرن العشرين وحتى الخمسينيات، وأفضى ذلك إلى إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بالعجز عن استخدام أطرافهم، حسب صحيفة The Sun البريطانية.