تشير المعطيات من ريف حماة الشمالي إلى أن الجيش السوري لن يكتفي بإبعاد الخطر عن مواقعه الرئيسية الحصينة شمال مدينة حماة وفي محردة، بل سيحاول توسيع طوق الأمان نحو المنطقة الرئيسية التي شكلّت مرتكزاً لهجمات المسلحين المتكررة على هذا المحور، وفق ما جاء في صحيفة "الاخبار".
وتابعت الصحيفة ان التقدم الأخير عقب استعادة بلدة حلفايا، مكّن الجيش أمس من مواصلة الاندفاع شمالاً، والسيطرة على بلدات المصاصنة وزور الحيصة وزور الطيبة، شمال شرق البلدة.
وإذا تابع الجيش التقدم شمالاً بالوتيرة نفسها، فسيصل قريباً إلى مشارف بلدة اللطامنة التي شكّلت مع مورك وكفرزيتا مثلث قوة المسلحين في الريف الحموي وخط الدفاع الأول عن خان شيخون، بوابة محافطة إدلب الجنوبية.
وتوقعت الصحيفة أن تعمل المجموعات المسلحة على تعزيز دفاعاتها في البلدات الثلاث لصد تحرّك الجيش، لأن خسارتها ستكون مكلفة من الناحية العسكرية، وستنهي وجود الفصائل العسكري في أهم قطاع من ريف حماة. وشهدت البلدات المتاخمة لخط الاشتباكات أمس، استهدافاً مكثّفاً لسلاحي المدفعية والجو، تركز على بلدات اللطامنة ومعركبة ولحايا، إلى جانب بلدة الزلاقيات ومحيطها، الذي لا يزال تقدم الجيش فيه متعثّراً على الرغم من أهميتها نظراً إلى قربها من مدينة محردة.
وذكرت الصحيفة انطلاق هجوم المسلحين في الحادي والعشرين من الشهر الماضي ترافق مع معارك إشغال في ريف حمص الشمالي، فقد حاولت المجموعات المسلحة التقدم على محور بلدة الزارة في أقصى ريف حماة الجنوبي، من اتجاه بلدة حربنفسه. وتمكن الجيش من صد الهجوم على هذا المحور، مستهدفاً بغارات جوية وقذائف مدفعية بلدات تلدو وكفرلاها في ريف حمص الشمالي.
وفي موازاة اندفاع الجيش في الريف الشمالي لحماة، بدا لافتاً إعلان وزارة الدفاع الروسية، أمس، استعداد السلطات السورية للالتزام بوقف مؤقت لإطلاق النار في خان شيخون، في حال التوافق على بعثة مستقلة للتحقيق في الحادث الكيميائي، بما يشمل «تجميد كامل عمليات سلاحي المدفعية والطيران في هذه المنطقة، بهدف ضمان أمن البعثة». وأوضح بيان الوزارة أن دمشق على استعداد لهذا القرار بناء على طلب من الجانب الروسي، موضحاً أنها أبدت ترحيباً بضمان أمن البعثة لزيارة قاعدة الشعيرات الجوية.