هل تدفع السعودية "إسرائيل" إلى حرب مع إيران وحزب الله؟

2017-11-06 | 12:30
هل تدفع السعودية "إسرائيل" إلى حرب مع إيران وحزب الله؟

حذّر دانيال شابيرو سفير أميركا السابق لدى الكيان الإسرائيلي، سلطات الاحتلال من الانجراف وراء رغبة ما وصفهم بحلفائها في السعودية في محاربة حزب الله، كاشفاً عن السيناريوهات المرجحة وراء استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.
وتساءل الدبلوماسي الأميركي في مقال نشره بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، ما الرابط بين استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المفاجئة وتهديد حزب الله بالاغتيال، وبين السعودية وإسرائيل؟، مضيفاً: كل ذلك يتعلق بإيران.
وأضاف السفير الأميركي السابق في تل أبيب يجب ألا تدفع "إسرائيل" من قبل الرياض إلى مواجهة سابقة لأوانها، وأشار إلى أن سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان الذي استقال السبت، كان يواجه حالة من الخسارة الجماعية في محاولته للاضطلاع بمهام منصبه، لكن رحيله يبشر بامتداد التوترات المتصاعدة بين السعودية وإيران عبر المنطقة، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على "إسرائيل".
وقال الكاتب: "الحريري رجلٌ طيب، ولكنه ليس قائداً سياسياً بطبيعته. لقد فرضت عليه المسؤولية كزعيم للكتلة السنية اللبنانية بعد اغتيال والده، وخلال فترة ولايته الأولى كرئيس للوزراء اختار سعد العمل في ظل والده المؤثر. عندما زرت مجمّعه في بيروت، لم أنبهر فقط بالثراء الفاحش ولا الترتيبات الأمنية الخانقة، ولكن أيضاً بالاحترام البالغ لذكرى رفيق الحريري. في الصالون حيث استقبل الضيوف، جلس سعد في الكرسي الثاني على الجانب اللبناني. فقد تم حجز الكرسي الأول لصورةٍ لوالده اتشحت بشريطٍ أسود. ولكن كانت هناك قوة أخرى تدفعه إلى القيام بهذا الدور: رعاته السعوديون. فقد دعمت السعودية السنة في النظام السياسي الطائفي في لبنان منذ فترة طويلة، وكذلك أثناء الحرب الأهلية. ولكنهم قدموا أيضاً دعماً مالياً لإمبراطورية الحريري التجارية. لم يستطع الحريري التحرك يميناً أو يساراً دون دعمٍ سعودي، ولم يستطع أن يرفض الأوامر بالعودة إلى لبنان كرئيس للوزراء".
وتابع: "خلال فترة ولاية الحريري الأولى، واجه مشكلات لا حصر لها: وزراء موالون لحزب الله في مجلس الوزراء كانوا يستطيعون إسقاط حكومته في أي وقت؛ وتعطل إجراءات المحكمة الخاصة التي تحقق في مقتل والده؛ وتهديدات حليف حزب الله في سوريا، بشار الأسد. بالإضافة إلى أن معرفته بأن حزب الله، المدعوم من الأسد، ضالع في مقتل والده، لا شك أنها جعلت كل يوم نوعاً خاصاً من التعذيب، وقد عكست هذه العوامل جميعها محاولة إيران المستمرة للاحتفاظ بنفوذها في لبنان واستعادة الأرض التي فقدتها بعد انتفاضة 14 آذار الشعبية التي اندلعت بعد اغتيال رفيق الحريري، والتي أسفرت عن انسحاب القوات السورية بعد 30 عاما"ً.
وقال الكاتب: "بدعم مستمر من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، صمد سعد الحريري أمام هذه الضغوط لبعض الوقت. لكن الدعم السعودي تراجع في عام 2010، عندما سعى الأمير عبد العزيز، ابن الملك عبد الله آنذاك، إلى التقارب مع الأسد. وعندما رفض الحريري مجاراته، سحب حزب الله وزراءه من حكومته، مما أدى إلى سقوطها بطريقة مهينة. حين نظرت إلى وجه الحريري أثناء لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن في كانون الثاني 2011، بدا عليه الارتياح".
وأضاف شابيرو: "مع معرفتي بهذا التاريخ، فوجئت حين عاد الحريري إلى رئاسة الوزراء في أواخر العام الماضي 2016، بعد الجمود الذي طال أمده، حتى وصل الأمر لدرجة أن القمامة لم تكن تُجمع في العاصمة اللبنانية. ولم تحل الأزمة إلا حين صعد ميشال عون، الحليف المسيحي لحزب الله، إلى الرئاسة. لماذا عاد الحريري في ظل ظروف أكثر صعوبة من تلك التي سادت خلال ولايته الأولى؟ مرة أخرى، لأن السعوديين قدموا له عرضاً لا يمكن رفضه. ولكن هذه كانت سلالة جديدة من الحكام السعوديين. لم يكن الملك عبد الله يحب إيران، التي وصفها بأنها رأس الثعبان الذي ينشر السم في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لكنه اختار مواقع محددة لمواجهة خصومه الإيرانيين، وخفض خسائره في لبنان في عام 2011. ويبدو أن خليفته، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وابنه الأمير محمد بن سلمان، مصمِّمان على مقارعة إيران من اليمن إلى سوريا إلى لبنان. ومن هنا كانت إعادة رَجُلِهم، الحريري، إلى بيروت على الأقل تمثل وجود لاعب لهم في الميدان".
وتابع الدبلوماسي الأميركي: "لقد عرف الحريري منذ فترة طويلة أن أيامه كرئيس للوزراء معدودة. فقد يتهور حزب الله في أي لحظة، فيصبح مصيره كمصير والده. ومن الإنصاف القول بأن محاولة الاغتيال التي ألمح إليها في إعلان استقالته تمثل تهديداً بالقتل كان يواجهه دائماً. ولم تكن المسألة سوى مسألة وقت".
والسؤال الأكبر، حسب الكاتب، هو ما إذا كانت استقالته علامة على سحب السعوديين دعمهم له مرة أخرى، وقال: "من المحتمل أن السعوديين يحاولون خلق سياق لطريقة مختلفة لمقارعة إيران في لبنان: الحرب بين إسرائيل وحزب الله. وبما أن الأسد قد نجا من التحدي الذي شكَّلته المعارضة المدعومة من السعودية، فإن القيادة السعودية قد تأمل في نقل مواجهاتها مع إيران من سوريا إلى لبنان. 
ومن خلال سحب الحريري من منصبه، قد يأملون في التأكد من أن حزب الله يتحمل اللوم والمسؤولية عن تحديات لبنان، من رعاية اللاجئين السوريين إلى تطهير البلاد من تنظيمي القاعدة وداعش".
ويلفت الكاتب إلى أَن اعتقالات هذا الأسبوع للأمراء السعوديين في ظل حملة الفساد المزعومة، توضح أنه لم يعد لدى الملك سلمان والأمير محمد سوى القليل من الصبر على ترتيب الأوضاع في الصورة.
 
هل تدفع السعودية "إسرائيل" إلى حرب مع إيران وحزب الله؟
اخترنا لك
ليلًا.. روسيا تشنّ هجومًا بالمسيرات على كييف
05:03
ماكرون في الإمارات للحصول على دعم في مكافحة المخدرات (فيديو)
04:01
ظلام يلف سان فرانسيسكو.. والسبب؟!
03:16
مقترح أميركي لجديد لإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية
02:59
هل وافقت الفصائل العراقية على تسليم سلاحها؟
02:48
نوايا إسرائيلية مقلقة رغم إيجابية لبنان! (الأنباء الإلكترونية)
01:51
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق