تمكنت المؤسسة العسكرية لا سيما استخبارات الجيش من تنفيذ عملية نوعية أمس، كانت جريئة ونظيفة ومُحْكَمَة في وضح النهار في عمق مخيم عين الحلوة حيث القت القبض على "العقل المدبر" في تنظيم "داعش" بالمخيم عماد ياسين.
فقد اشارت صحيفة "السفير" الى انه وللمرة الأولى يتردد على مسامع اللبنانيين، مصطلح "وحدة خاصة من وحدات النخبة في مديرية المخابرات"، و للمرة الأولى منذ عقود تطأ فيها قوة كوماندوس لبنانية أرض مخيم عين الحلوة، بقرار يهدف إلى إلقاء القبض على أمير "داعش" في المخيم. الإرهابي المعروف الذي لطالما تكرر ذكر إسمه منذ رُصِد تواصلُهُ المباشر مع مركز إمارة "داعش" في الرقة السورية.
ولفتت الصحيفة الى ان لياسين القاباً عدة منها "أبو هشام" و "أبو بكر" أو "عماد عقل"، موضحة انه في أغلب الأحيان، كان هو المبادر إلى التواصل مع "داعش" لعرض خدماته، وهو كا يتواصل لهذه الغاية مع مسؤول العمليات الخارجية في "داعش" أبو خالد العراقي، الذي قال له حرفيا: "أريد كرّادة جديدة في لبنان"، وذلك اسوة بالمجزرة الإرهابية المروعة التي ارتكبها تنظيم "الدولة" في محلة الكرادة في العراق وذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.
وبحسب رواية "السفير" فان عين المخابرات في الجيش لم تغفل منذ ذلك الاتصال عن ياسين وكل من يدور في فلكه، وقررت متابعته بدقة إلى حد إحصاء أنفاسه، حتى تجمعت أمامها "داتا" كاملة من المعلومات حول علاقاته ومجموعاته وارتكاباته وبينها تنفيذ عدد من عمليات التفجير والقتل.
وفي السياق تقاطعت المعلومات والمتابعات على أن عماد ياسين صار "قاب قوسين أو ادنى من تنفيذ سلسلة أعمال إرهابية كبيرة متزامنة في أماكن مختلفة هدفها إيقاع أكبر عدد من الضحايا وضرب الاقتصاد والسياحة في لبنان، بما يؤدي إلى جعلها عملية تتجاوز بنتائجها وتداعياتها ما جرى في الكرّادة العراقية وفي عواصم أوروبية".
كما تبين أن ياسين بصدد تنفيذ عمليات متزامنة ضد كازينو لبنان، وسط بيروت، مصرف لبنان، محطتَي توليد الكهرباء في الجية والزهراني، فضلا عن التخطيط لتفجير ضخم يستهدف "سوق الإثنين" في مدينة النبطية، واستهداف قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في جنوب الليطاني واستهداف محلات "KFC" في ضبيه ودوريات ومراكز للجيش ومحاولة إشعال جبهة الجنوب عبر عمليات مشبوهة وتحديدا إطلاق صواريخ "كاتيوشا" باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومع تحديد "ساعة الصفر" لإلقاء القبض على "الأمير"، قامت وحدة خاصة من وحدات النخبة في مديرية المخابرات بتنفيذ عملية خاصة ونوعية ودقيقة جدا أفضت إلى إلقاء القبض على ياسين في منتصف النهار وقبل أذان الظهر في عز حالة الازدحام في المخيم، حيث كان يتجول في منطقة "حي الطوارئ" بالقرب من مسجد زين العابدين القريب من حاجز الجيش اللبناني عند المدخل الفوقاني للمخيم. لم تستغرق العملية أكثر من دقائق قليلة، لكن سبقتها وتلتها إجراءات أمنية احترازية مشددة شملت محيط المخيم ومدينة صيدا ومداخلها وبعض "النقاط الحساسة" من وجهة نظر مخابرات الجيش.
وتابعت الصحيفة انه وما ان انتقل موكب مخابرات الجيش من ثكنة صيدا باتجاه اليرزة، حتى تم إبلاغ الفصائل الفلسطينية في المخيم، بوجوب أخذ العلم والخبر بأن الجيش تمكن من إلقاء القبض على عماد ياسين، مع رسالة واضحة خصوصا إلى "جند الشام" ومَن يعنيهم الأمر في المخيم، بأن القيادة العسكرية "اتخذت قرارا بالرد بقوة وحزم على أي اعتداء يستهدف الجيش اللبناني أو محيط المخيم".
وعندما تحركت بعض المجموعات وراحت تلقي بعض القنابل نحو حواجز الجيش وتحاول ترويع الآمنين في المخيم، جرى توجيه رسالة جديدة مفادها أن الإرهابيين المتوارين في بعض أحياء المخيم وأزقته "هم تحت أعين الجيش، لذلك، ننصحكم بإقناعهم بتسليم أنفسهم لأن يد المخابرات ستطالهم عاجلا أم آجلا، وهم: بلال بدر، هيثم الشعبي، أبو محمد الشيشاني ومبارك فيصل العبدالله".
وعلمت الصحيفة أن مجموعات على علاقة وثيقة بالإرهابي عماد ياسين وبلال بدر "ساعدت في إنجاح العملية".