استبقت جبهة "
النصرة" النزال المرتقب والمعركة المرتقبة في الربيع في الجرود بإعلان انطلاق "معركة تحرير قرى القلمون".
وبحسب صحيفة "الاخبار" فقد جاء ذلك بعد سلسلة هجمات نفّذتها على جب اليابس في جرد فليطا وعلى نقطة عسكرية في عسال الورد، وكانت ذروتها في اليومين الماضيين مع عملية ثالثة في جرد فليطا.
وأعلنت "النصرة" على أثرها السيطرة على نقطتين استراتيجيتين هناك.
واكدت مصادر "النصرة" بأن الاشتباكات في معركة فليطا دارت على نقاط المسروب وجب اليابس والحمرا وشيار بعيداً عن
لبنان وحدوده، كاشفة أن "معركة الربيع ستكون في اتجاه القلمون السوري، وليس في اتجاه لبنان".
وتوعّدت المصادر بـمفاجآت غير متوقعة في هذه المعركة، مشيرة الى "معنويات مرتفعة سببها النتائج الميدانية: قنص سبعة مقاتلين من
حزب الله واستهداف غرفة عسكرية يرتاح فيها قرابة عشرة عناصر".
اما في معسكر حزب الله، علمت "
الأخبار" أن "توقيت معركة القلمون لم يُحدد بعد". وأشارت المعلومات إلى أن قيادة الحزب تعلم أن المعركة المرتقبة ستكون مُكلفة وأنّ أمدها سيكون طويلاً، لكن قرار خوضها اتُّخذ لحماية لبنان.
وإذ أكّدت المصادر "عدم استهانة الحزب بالمعركة"، كشفت أن المرحلة السابقة كانت تُركّز على الرصد والاستطلاع، سواء بالمناظير الليلية أو الطائرات من دون طيار، مشيرة إلى أن المنطقة باتت "ممسوحة بالكامل"، إلا أن الطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة واتساع مساحتها "يزيد المعركة صعوبة، مقارنة بالمعارك السابقة سواء في
القصير أو قرى القلمون".
وبالتالي، ينبغي مضاعفة العديد الذي سيُشارك في المعركة، مع الأخذ في الاعتبار أن تغطية المنطقة عسكرياً تتطلّب آلاف الجنود للسيطرة عليها، علماً بأن
الجيش السوري الذي يسيطر على القرى الرئيسية في القلمون فعلياً، سيُحاول تغطية البقعة الجردية في السلسلة الشرقية التي تفصل بين لبنان وسوريا أثناء المواجهات، بل حتى قبل اندلاعها، بالقصف الجوي والإسناد المدفعي.
وفي المقابل، يُنقل عن مصادر
سورية أنّ "المعركة مؤجلة حتى حين، باعتبار أن المرحلة الراهنة تُعطي الأولوية لمعركة حلب، حتى يتم عزلها نهائياً والسيطرة عليها من الخارج".
ورأت المصادر أن "المرحلة الثانية ستكون انطلاق المعارك في درعا والقلمون، بحيث يُفترض أن تبدأ أواخر نيسان أو في الشهر الذي يليه"، علماً بأن الانتشار سيُطاول الزبداني على طول الحدود
اللبنانية للحؤول دون دخول المسلحين إلى مناطق
البقاع. ويعزز هذه الفرضية، بحسب المصادر نفسها، ما يتردد عن أن "المصلحة تقتضي الانتهاء من معركة قبل فتح أُخرى". غير أن هذه المعطيات تعارضها مجريات الميدان، باعتبار أن الجيش السوري وحزب الله خاضا ثلاث معارك كبيرة دفعة واحدة غير مرة.