السفارة الأميركية احتفلت بذكرى الاستقلال في قلعة فقرا
أقامت سفارة الولايات المتحدة الاميركية، في الذكرى 241 لاستقلالها، احتفالا في قلعة فقرا الرومانية في منطقة كفردبيان، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري وزير الثقافة غطاس خوري، والوزراء: اواديس كيدانيان، ميشال فرعون، نهاد المشنوق، السفير البابوي غبريالي كاتشا، السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد، ممثل قائد الجيش العميد الركن محمد جانبيه على رأس وفد من قيادة الجيش، ووفد من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي برئاسة قائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري، وشخصيات سياسية وديبلوماسية.
وألقت ريتشارد كلمة قالت فيها: "أشكركم على الانضمام إلينا اليوم فيما نحتفل بيوم الاستقلال. وأود أن أعرب عن عميق تقديري لوزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار وبلدية كفردبيان على السماح لنا بإقامة احتفالنا هنا في هذا الموقع التاريخي المذهل. وأود أيضا أن أشكر الرعاة الكرام الذين ساعدوا في جعل هذا الحدث انجازا ممكنا. سوف تستمتعون بالتقدمات العينية العديدة، التي قدمها أصدقاؤنا، وسوف ترون منصاتهم في جميع أنحاء الموقع. إننا أيضا، ممتنون جدا للمساهمات الأخرى من المؤسسات التي تجدون أسماءها على لافتة التكريم. إنني أدعوكم إلى الانضمام إلي في سلسلة كبيرة من التصفيق لدعمهم هذا الحدث.
وأود أن أشكر الموسيقيين من Jazz Education الذين اتوا من الخارج ليقوموا بترفيهنا اليوم، بما في ذلك مرشح غرامي القائد الموسيقي الدكتور جين آيتكين".
أضافت: "نحن هنا لنحتفل بالذكرى الحادية والأربعين بعد المئتين لتأسيس الولايات المتحدة الأميركية، يوم أخذت مجموعة من أصحاب الرؤيا مخاطرة لا تصدق فوقعت إعلان الاستقلال.
ربما لا تعلمون أن توماس جيفرسون وجون آدامز، الموقعين الوحيدين اللذين تبوأا لاحقا مركز رئيس الولايات المتحدة، قد توفيا في اليوم نفسه: 4 تموز 1826، الذي صادف الذكرى الخمسين لإعلان الاستقلال.
هذا يبدو نتيجة درامية لأسطورة ملحمية، أكثر من كونها جزءا حقيقيا من التاريخ الأميركي. ولكن كما نعلم، فإن الديموقراطية ليست فيلما من أفلام هوليوود حيث تختفي جميع المشاكل مع خاتمة القصة. الديموقراطية هي سياق يحتاج إلى أن يكتب كل يوم، ويقوم بتأليفه عدد كبير من المواطنين من كل شرائح المجتمع. إنها عمل صعب وشاق، لا ينتهي ابدا".
وتابعت: "هذا العمل يشكل تحديا للمجتمع الأميركي في الوقت الراهن، مع المناقشة المستمرة والمتقدة حول أولوياتنا، وخصوصا حول كيفية تحقيق التوازن بين الحاجات الأمنية الحالية ومثلنا العريقة كمجتمع منفتح ومتنوع.
إن كل ديموقراطية، بما في ذلك لبنان، تعالج هذه المسائل البالغة الصعوبة. بعض التحديات تأتي من الخارج، مثل الصراع المستمر الذي يواجهه لبنان على حدوده الشرقية وأزمة اللاجئين المأسوية التي وضعت عبئا مستحيلا على أمتكم، وبخاصة البلديات والقرى التي استضافت بسخاء اصحاب الحظ السيئ أولئك. وبعضها قضايا داخلية يجب على الشعب وقادته أن يقوموا بحسمها، كقوة اقتصادكم وإيمانكم بمؤسساتكم ودور المجتمع المدني".
وقالت ريتشارد: "إنه لامتياز لي أن أكون قادرة على الحضور معكم في هذا الموقع الأثري الرائع. وهو واحد من العديد من المواقع التاريخية والكنوز التي عملت السفارة الاميركية مع وزارة الثقافة ومديرية الآثار على اعادة ترميمها.
إنها تتحدث عن جذورنا المشتركة، لغتنا، وشكل الحكم الذي ولد في روما القديمة. لقد استكشف أجدادكم الأراضي الرومانية وقاموا بتطوير العلاقات التجارية والثقافية معها. نود أن نفكر في أن الولايات المتحدة أتمت العولمة. ولكننا نعلم ان أسلافكم هم من بدأوا ذلك.
مع أن بلدينا مختلفان وفريدان من نوعهما، لكننا نتشاطر الكثير من المصالح والقيم. نحن جميعا نريد مستقبلا آمنا ومستداما لأطفالنا، مانحا للحرية والفرص، مع تعزيز الاحترام العميق للتنوع، وإحساس لا يتزعزع بالمجتمع".
وأكدت "أننا نؤمن بهذه العلاقة ونستثمر في مستقبلنا المشترك. منذ الأيام الأولى لتأسيس الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية-الأميركية (LAU) ومدرسة الجالية الاميركية التي أسسها الأميركيون قبل نحو 150 عاما، إضافة إلى التزامات أميركية أكثر حداثة بما يقرب من 4 مليارات دولار استثمرت في لبنان في السنوات العشر الأخيرة، في مجالات التنمية والتعليم والأمن".
وأشارت الى أنه في حفل افتتاح سفارتنا الجديدة في نيسان الماضي، تحدثت عن أهمية هذا الحدث في سياق ما يقرب من 200 عام من العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان. وقالت: "إن مجمع السفارة الجديد الذي تبلغ كلفته مليار دولار هو رمز لالتزامنا الطويل الأجل بهذا البلد، وهو الدليل على الثقة التي لدينا بالشعب اللبناني ومستقبله. إننا نتطلع إلى 200 سنة إضافية من الصداقة والشراكة بين بلدينا".