قال رئيس مجلس النواب الممدد له نبيه بري ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت مرة أخرى أنه لاعب جودو بارع، مشيراً إلى أنه عندما تدخّل عسكرياً قلب المعادلة الميدانية على الأرض، وعندما قرر الانسحاب أحدث انقلاباً من نوع آخر على مستوى الدفع في اتجاه الحل السياسي.
ورأى بري امام زواره بحسب صحيفة "السفير" أن من شأن قرار بوتين المتزامن مع مفاوضات جنيف أن يشكّل ضغطاً على جميع الأطراف، وأن يحفّزها على إبداء المرونة والواقعية في سلوكها وتخفيض منسوب التشدد والتصلّب في طروحاتها، لافتاً الانتباه الى أن الرئيس الروسي كان قد أعلن منذ اليوم الاول لتدخله العسكري عن أن هدفه الأساسي هو تأمين الظروف المناسبة للحل السياسي، وليس خوض الحرب للحرب.
واضاف رئيس المجلس: "الآن بإمكان بوتين أن يقول إنه فعل ما يتوجب عليه لتسهيل التسوية السياسية، وأن على المعارضة السورية والقوى الدولية والإقليمية الداعمة لها أن تفعل الشيء ذاته بعدما كانت تتذرع في السابق بأن الدور العسكري الروسي يعقّد الموقف، فجاء موقف الرئيس الروسي ليسحب الذريعة ويضع الآخرين امام مسؤولياتهم".
كما شدد بري على أنه من الخطأ مقاربة قرار بوتين بالانسحاب من زاوية التأثيرات العسكرية، معرباً عن اعتقاده بأن مفاعيله الأساسية هي سياسية، وأكد أن روسيا لن تتخلى عن الموقع السوري وعن حضورها في المياه الدافئة.
أما الانعكاسات المحتملة على الأزمة اللبنانية، خصوصاً في جانبها السياسي، فرأى بري أنه من المبكر الخوض فيها، لأن الحل في سوريا لن يكتمل في يوم أو يومين، وبالتالي علينا أن ننتظر بعض الوقت قبل أن نبدأ بـ "تقريش" التطور الروسي لبنانياً.