مرارة قوم عند فريد فوائد

"بحصة" نبيه بري سنَدت خابية فريد مكاري.. ومرارةُ قوم ٍعندَ فريدٍ فوائدُ، إذ رَأَسَ نائبُ الرئيس جلسةَ المساءلةِ للمرةِ الأولى.. فأمطرَ مجلسُ النوابِ الحكومةَ أسئلةً شمِلتِ الإنترنت غيرَ الشرعيّ والكهرَباءَ وسياسةَ "الجارورين" نوابٌ يسألونَ ووزراءُ يُجيبون في جلسةِ حافَةِ الزمنِ الضائع.. لكنْ إذا كان يَحُقُّ للبرلمانِ أن يسأل.. فمَن سيحاسبُ المجلسَ الذي يزهو بعبارةِ سيد نفسِه..؟ مَن يحاسبُه على التّقصيرِ والتّعطيلِ ورمي قانونِ الانتخاب إلى رُبعِ الساعةِ الأخير؟ وبمعزِلٍ عن هذهِ الأسئلةِ فإنّ استجوابَ الحكومةِ خُطوةٌ "فريدة" بعدَ تعطيلِ سنوات.. وهي تَسبِقُ إحالةَ هذا المجلسِ على التقاعد.. وتمثلُ الجلسةُ ترجمةً طبيعيةً لرَغبةِ رئيسِ الجُمهورية ميشال عون في المحاسبةِ على الفساد ولم يكن مفاجئاً أن تُطرحَ في الجلسةِ إحدى أكبرِ سوابقِ الفسادِ في الإنترنت غيرِ الشرعيِّ والتخابرِ الدَّوليّ.. حيث ضَرب النائب علي عمار مرةً جديدةً على الوتَرِ المر.. لكنّه اتّبعَ أسلوبَ الترميز ولغةَ الأحرف الأولى فسأل: هل يُعقلُ أن مِئتي مِليونِ دولارٍ ضاعت على خزينةِ الدولةِ مِن جراءِ الإنترنت غيرِ الشرعيّ.. وستينَ مِليوناً من جراءِ ارتكاباتِ ستديو فيجن؟ لماذا (ميم.غين.ميم)، (عين.لام)، (ميم.تاء.فاء) خارجَ السِّجن ولأنّ مدرسةَ السيد حسَن نصرالله اعتادت تسميةَ الأحرفِ الأولى بأسمائِها.. فإنّ عمار قَصدَ بـ(ميم.غين.ميم) ميشال غبريال المر.. و(عين.لام) عماد لحود.. وطبعاً لم يقصِدْ بـ(ميم.تاء.فاء) منظمةَ التحريرِ الفِلَسطينية إنما محطة الـmtv.  .
وضعَ علي عمار حطَبَ الجلسة.. وصبَّ حسن فضل الله زيتَه عليها.. لاسيما أنّه الخبيرُ على مدى سنةٍ بالبحث عن سارقِي الإنترنت غيرِ الشرعيّ والتخابرِ الدَّوليّ.. ولمّا وَجدَهم لم يَعثرْ على قضاءٍ يَتقفّى آثارَهم غيرَ البعيدة وفي لحظةِ تَجَلٍ وُجِدَت وَحَداتُ حزبِ اللهِ النيابيةُ في خندقٍ واحدٍ معَ الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان قلبُه على ولدِه عبد المنعم.. وسار الطرفانِ نحوَ إدانةِ سرِقةِ الإنترنت.. ما دَفَعَ رئيسَ الحكومة سعد الحريري إلى تبنِّي المحاسبة.