شال مارين لوبان رفرف مِن دارِ الفتوى إلى العالم.. فأهدتْها الدّيارُ الدينيةُ اللبنانيةُ خِماراً لحَمَلاتِها الانتخابية.. لن تجدَ أفضلَ منه حيث بَنَتْ مرشحةُ التطرّفِ عُمرانَها السياسيَّ على مفهومِ أبلسةِ الإسلام. رَمت ابنةُ المتطرّفين بكلِّ لقاءاتِها في بيروتَ على مستوى الرؤساءِ والمرجِعياتِ السياسية.. وتَمكّنت من افتعالِ أجودِ الإعلاناتِ الترويجيةِ مِن على بابِ دارِ الفتوى رافضةً ارتداءَ الحِجاب ولو رَمزياً.. ليتحوّلَ غِطاءُ الرأسِ إلى حكايةٍ تُغطّي معظمَ الصُّحفِ والتّلفزيونات الفرنسية كخَبرٍ أول. لبنانُ الذي شغَلتْه لوبان كان يقعُ عندَ خطِّ استواءِ مُهلةٍ دُستورية بدأت تُنذرُ بالأسوأ انتخابياً.. فقبلَ بزوغِ ظهرِ الحادِي والعِشرينَ مِن شباطَ سال حبرُ الرئيس سعد الحريري توقيعاً على مرسومِ الهيئاتِ الناخبةِ ليرميَ بكُرةِ الحبرِ نحوَ قصرِ بعبدا وهو المُدركُ أنّ المرسومَ لن يأخذَ توقيعَ الرئيس ميشال عون وعلى ضغطِ المُهَلِ جاءت بُوصَلةُ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري إيرانيةً فِلَسطينية مُعلناً مِن طهران معادلةَ السّفارةُ بالسِّفارة وترامب أظلم وتوجّه بري بفاتحٍ سياسيٍّ منصّتُه إيران ليُصيبَ قلبَ واشنطن.. داعياً إلى استعدادٍ عربيٍّ إسلاميٍّ لمواجهةِ قرارِ نقلِ السِّفارةِ الأميركيةِ مِن تل أبيب إلى القُدس وذلك عبرَ الردِّ بإغلاقِ السِّفاراتِ في واشنطن.. إذ إنّ سفاراتِنا أساسًا لا تفعلُ شيئاً سِوى تلقّي الإملاءاتِ التي تلائمُ السياساتِ والمصالحَ الأميركية. موقفُ رئيسِ مجلس النواب المُخصّبُ باليورانيوم السياسيّ جَلَدَ الحالَ المقسّمةَ عربياً والضُّعفَ والتفكّكَ الراهنَ الذي يهدّدُ بانتقالِ أقطارِنا "مِن تحتِ الدلفة لتحت المزراب" وبري الذي اصطحبَ أمثالَه إلى إيران رَفَعَ مِن سقفِ التهديد لإسرائيل وأميركا معاً.. في خِطابٍ مُغذَّىّ من مَحطةِ بوشهر ومُرسَلٍ إلى تل ابيب وواشنطن عَبرَ أجهزةِ طردٍ مركزية.. وكما تَراني يا ترامب "آراك".