لم يَرفعْ جبران باسيل اليوم من معدلاتِ تخصيبِه السياسي.. وتَركَ الساحةَ لإيران التي زَيّحت تاريخَها السابع منَ الشهرِ السابع بإشارةِ نصر.. وعلامةُ رَفعهِا هنا تقديرُها طِهران التي أصبحت على حافّةِ القنبلةِ النووية وإعلانُ الجمهوريةِ الإسلامية فَكَّ القيودِ النووية يعني عملياً أنْ لا عوائقَ لديها بعد اليوم لصُنعِ القنبلة التي تَخشاها أوروبا وتخافُها إسرائيل لأنّ كُلَ الدولِ الأوروبية ستكونُ إذا وَقعَ أيُ محظور تحتِ الإشعاعِ النوويّ الإيراني والقلقُ دَفعَ بالرئيسِ الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تناوُلِ "حبّةٍ تحت اللسان" قبلَ أن يُجرِيَ اتصالاً بنظيرِه الإيراني حسن روحاني دامَ ساعةً كاملة.. قبلَ ليلةٍ واحدة من انتهاءِ المهلة والساعة بقُرب روحاني أَفضت إلى اتفاقٍ أعلنه ماكرون، قَضى بتوفيرِ الظروفِ الملائمة لعقدِ اتفاقٍ بحلولِ الخامس عَشَر من تموز وقال إنّه سيُواصِلُ المحادثات معَ السُلُطاتِ الإيرانية والأطرافِ الأخرى المَعنيّة بوقْفِ التصعيد ولأنّه ليس هناك من أطرافٍ مَعنيّة بالتصعيد سوى أميركا.. فسيتولّى الريئسُ الفرنسي مُهمّة وسيطِ الجُمهورية لرَدِّ الضَيم عن أوروبا والتفاوضِ معَ الولايات المتحدة بهدفِ تخفيفِ العقوبات عن إيران وأبدى ماكرون لروحاني قلقَه البالغ من عدمِ التزامِ إيران بالاتفاقِ النووي لكنّ الرئيسَ الفرنسي يَقلقُ على ما صنعتْه يداه ومعَه كلُ أوروبا التي انصاعت إلى أمرٍ أميركي.. فانحنت وتراجعت ولم تُقْدِمْ على خُطوةٍ واحدة تَلتزِمُ فيها بالاتفاق اليوم يَطلبُ ماكرون من إيران أنْ تبقى في اتفاقٍ خَرجت منه أوروبا وخَذلت طِهران، وأطاحت كُلَ نداءاتِ الجُمهورية الإيرانية للالتزامِ بما جرى التوقيعُ عليه أطاح الأوروبيون ما وَقّعوا عليه على قاعدة: نحنُ في حِلٍّ من الاتفاق لأنّ أميركا تُحرِّضُنا ضِدَكم.. أما أنتم أيّها الإيرانيون فممنوعٌ عليكم الخروج.. ظَلُّوا وسنفاوِضُكم والتفاوضُ هو عملياً جسرُ عبورٍ أوروبي يَصِلُ إيران بأميركا، والتي اتَّضحَ أنّها تُراسِلُ المسؤولينَ الإيرانيين بالمباشَر وليسَ من خلال عُمان أو اليابان وقد كَشفَ الإيرانيون اليوم عن رسالةٍ أميركية بعدَ إسقاطِ الطائرة المُسيّرة.. مُفادُها أنّ واشنطن ستَرُدُّ بضربةٍ محدودة ليست ذاتَ أهمية لحِفظِ ماءِ الوجه، طالبةً من إيران عدمَ الرَدّ وقد سَرّبتِ الجُمهوريةُ الإسلامية مضمونَ هذه الرسالة على توقيتِها المناسب.. معلنةً أنّ أيَ ضربة، محدودةً كانت أم مدمّرة، فستَرُدُّ عليها.. وليس في قاموسِها العسكريِّ والسياسي أيُ تسوياتٍ من تحتِ الطاولة لكنّ اللغةَ الفارسية قابلةٌ للأخذِ والرَدّ.. إذ بدا أنّ إعلانَ طِهران رفْعَ نسبةِ التخصيب أمرٌ يَخضعُ لإعادةِ الصياغة، سَواءٌ في الارتفاعِ الإضافي أو في الخَفْضِ التدريجي بحسَبِ سُوقِ العرضِ والطلبِ السياسي، ومن دونِ ضغوطٍ أو تهديدٍ بعقوبات. وعلى المُفاعلِ النوويّ الحكومي محلياً.. فإنّ مصيرَ جلسةِ مجلسِ الوزراء يَخضعُ لتخصيبٍ بمياهٍ ثقيلة.. ولم تَصِلْ بعد أنباءُ الطردِ المركزي منَ الخارج، حيثُ يُواصِلُ رئيسُ الحكومة إجازةً طارئة.. فيما رَمتِ القواتُ اللبنانية تُهمةَ تعطيلِ مجلسِ الوزراء على الوزير جبران باسيل وقال رئيسُ حزبِ القوات سمير جعجع إنّ باسيل يُعطِّلُ من أجلِ بعضِ المكاسبِ الحزبية الصغيرة، وإذا كانت هذه هي نوعيةُ القُوى السياسية "ما بعرف وين بدنا نروح" وعَلِمت الجديد أنّ تواصُلاً قد جرى بينَ رئيسِ الجُمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري الذي يتمسّكُ بعَقْدِ جلسةٍ لمجلس الوزراء يومَ الخميس المقبل.