مقدمة النشرة المسائية 08-11-2019
طُوِّق َ لبنانُ بـأجراسِ الإنذارِ وإعطاءِ المُهلِ الأخيرة لكنَّ السُّلطةَ وَضَعت عازلًا للسَّمْع..فلم تصلْ إليها تحذيراتٌ دَوليةٌ ولم تَكترث لأصواتِ الغضبِ الداخلية وآخرُ الرسائل ورَدَت في بريدِ البنكِ الدَّوليِّ الذي حَذّر مسؤولُه الإقليميُّ "ساروج كومار جاه" مِن مخاطرَ كبيرةٍ ستواجهُ استقرارَ البلاد ما لم تتألفْ حكومةٌ جديدةٌ في غضونِ أُسبوع وقال نخشى أن يُؤثّرَ ذلك في الفُقراءِ والطبَقةِ الوسطى والشرِكات وإذا كان صوتُ البنكِ الدَّوليّ قد وصلَ بهديرٍ أزعج َالسلُطات فإنّ صوتَ سليمان هارون حطَّ على اللبنانيينَ جميعًا كورقةِ "نعوة" وهو يُعلنُ أنّ المرضى سيموتونَ غدًا داخلَ المستشفياتِ لا على أبوابها. كلُّ ذلك والحاكمونَ يكابرون..عون ينتظرُ الحريري..والحريري ينتظرُ استسلامَ الأحزاب .. والأحزابُ تسبّحُ باسمِ جبران .. وجبران يطرحُ الهروبَ الجَماعيَّ مِنَ الحكومةِ " وبين تنكوقراط وتكنوسياسية والخبراءِ المموّهينَ فإنّ الرئيسَ غيرَ المكلّف يَستعدُّ بينَ الليلةِ وصبيحتِها لإعلانِ موقفِه في البقاءِ أو الاعتذارِ عن مُهمةٍ لم يُكلَّفْها الى الآن. وقالت مصادرُ بيتِ الوسَط إنّ كلَّ الاحتمالاتِ واردةٌ لكونِ الشروطِ السياسيةِ لم تتغيّرْ إلى تاريخِه , فالأحزابُ تُصِرُّ على تمثيلٍ سياسيٍّ حتى لا يظهرَ أنها أخُرِجت بضربةِ شارع فيما يتشدّدُ الحريري في تقديمِ ما يُرضي هذا الشارع. وفي مرحلةِ عصفِ الأفكارِ ما قبلَ قرارِ الحريري تُطِلُّ باريسُ على بيروتَ بجولةِ استطلاع ورجّحت مصاردُ معنيةٌ وصولَ وفدٍ فرنسيٍّ لاستكشافِ الحلِّ لكونِ الرئيس ايمونيل ماكرون يضغطُ لانتشالِ الحريري مرةً جديدةً وفي تِشرينَ ثانٍ من اعتقالٍ داخليٍّ وتحريرِه تمهيدًا لبقّ البَحصة الحكومية . وربطًا بالمُهمةِ الفرنسية التي لن تجافيَ الأحزابَ والتيارات فقد زار السفيرُ الفرنسيُّ اليومَ الوزير جبران باسيل وكانَ توافقٌ على الإسراعِ في تأليفِ الحكومة . لكنّ الشارعَ لا ينتظرُ الموفدين ..ونبْضَه بات يسيرُ على قرعِ الطناجرِ الظاهرةِ التي تنقّلتِ اليومَ بينَ النبطية وبعقلين ومدنٍ أخرى أما الطناجرُ المصرفيةُ فهي معرّضةٌ لمزيدٍ منَ الضغط ..وبتوصيفِ حاكمِ مَصرفِ لبنان رياض سلامة فإننا في حاجةٍ الى حلولٍ لاستعادةِ الثقة , ما يعني أنّ أولّ حلٍّ لا بدّ أن يبدأَ مِنَ الإفراجِ عن الاستشاراتِ النيابيةِ الملزمةِ لكونِنا قد أصبحنا اليومَ في سباقٍ بينَ الانهيار وتلمّسِ أولِ خُطوةٍ سياسيةٍ وصولاً الى التأليف السريع أما الاحتفاظُ بورقةِ الاستشاراتِ في قصر بعبدا فهو ضربٌ لقواعدِ التكليف وعلى ما يشرحُ الخبيرُ الدّستوريّ سعيد مالك فإنّ ما يَجري اليومَ من خلطٍ للمراحل لا يستقيمُ دُستورًا ويشكّلُ مخالفةً فاضحةً وسابقةً خطِرةً وتعديًا موصوفًا على صلاحياتِ رئيسِ الحكومة فمَن ينتظرُ مَن؟ المتظاهرونَ على شوارعِهم, المصارفُ في "الغلوة " الأخيرة .. البنكُ الدَّوليُّ يَمنحُنا أسبوعًا .. المجلسُ الدُّستوريُّ يُوصي بحكومةٍ بالسرعةِ القُصوى .. نادى القُضاة صارَ جرَساً دائمَ الطّنين .. وما على المتظاهرينَ سِوى التسلّحِ بالبَندورة لاسيما الفاسدةُ منها لملاقاةِ الجلسةِ التشريعيةِ يومَ الثلاثاءِ المقبل .. وانتظارِ مقرّراتِها ومدى تفاعلِها معَ الشارع وقيامِها بثورةٍ على الفسادِ والفاسدين .. وبعضُهم سيكونُ ممثلًا داخلَ الجلسة