مأساةٌ جديدة/ مِن على ارتفاعِ ثلاثِمئةِ مترٍ فوق سطح البحر/ سقوطاً نحوَ الأزرقِ الكبير كانت نهايةُ طيارٍ شراعي// عمر سنجر المحترِفِ المتمرِّسِ بهِوايتِه إتْقاناً وتَدريباً/ مِن أوائلِ مَن مارسَ هذه الرياضةَ في لبنان/ ما أكسَبَه خِبرةً طويلة نال عليها رُخصةً رسمية/ لكنَّ مِظلَّتَه خانَته وكَتَبت نهايتَه أثناء ممارستِه ألعاباً بهلوانية قُبالةَ خليج جونية/ وبعد عمليةِ تمشيطٍ ومسحٍ دقيقة قامت بها وِحدةُ الإنقاذِ البحري في الدفاع المدني/ عُثر على الضحيةِ وقد فارقتِ الحياة// لا ردَّ لقضاءِ القَدَر/ ولكنْ ماذا عن الضحايا على طرقات الموتِ السريع/ حيث المسؤولُ مسؤول/ والمواطنُ ضحيةٌ ليست مُعفَاةً من المسؤولية/ وبرقمٍ مُخيف أَحصتِ اليازا سقوطَ أربعين قتيلاً وعشراتِ الجرحى خلال شهرِ آب// لا سلامةٌ مروريةٌ/ ولا ممرٌّ آمِنٌ تسلِكُه البلادُ في مرحلتِها الدقيقة/ وقد دَخلتِ الزمنَ المؤجَّلَ على ثُلاثيةٍ مترابطة عُضوياً ويجمَعُها حَبلُ خلاصٍ واحد/ من انتظارِ الردِّ
الإسرائيلي على الخُطوةِ بخُطوة/ إلى التجديدِ لليونفيل "الملغوم" برفضٍ أميركيٍّ إسرائيلي/ وصولاً نحو جلسةِ الثاني من أيلولَ الحكوميةِ على خُطة الجيشِ التنفيذية في سحبِ السلاح// لا جديدَ تحت شمسِ لبنانَ الحارقةِ حتى الأسبوعِ المقبل/ المحمول على متنِ "كاسحةِ" الألغامِ الأميركيةِ للأرضِ اللبنانية/ بوفدٍ رفيعِ المستوى يضمُّ عدداً من أعضاءِ الكونغرس المؤثِّرين/ وشخصياتٍ عسكريةً متقدمةً في الرُّتب/ برِفقةِ الثنائيِّ المُمْسِكِ بطرَفَي المِلفِّ اللبناني توم براك ومورغان أورتاغوس/ وأولُ طلائعِ الواصلينَ السيناتورُ الأميركي مارك واين مولين/ وخلال جولتِه على المسؤولين أثارَ معه رئيسُ
مجلس النواب نبيه بري مسألةَ التمديدِ لقوات اليونيفيل/ وسأله: كيف لساعي تثبيتِ وقفِ النار وإنهاءِ الحرب أنْ يَستهدِفَ جهودَه ؟وفي الوقتِ المستَقطَع نَزحتِ الأحداثُ نحو باريس حيث تحوَّلتِ العاصمةُ إلى خلايا عملٍ أمنيةٍ تَداخَلَ فيها السوريُّ بالأميركيِّ والإسرائيلي/ وخُرقت بإطلالةٍ على المشهد/ بلقاءٍ جَمَع براك وزعيمَ الطائفة الروحية للدروز في اسرائيل موفَّق طريف/ على جنوبٍ سوريٍّ لا يَقِلُّ توتراً عن جنوبٍ لبناني/ والخاصرتانِ مهددتانِ بالضمِّ لإسرائيلَ الكبرى/ حيث لم تقفْ أحلامُ بنيامين
نتنياهو التوسعيةُ عند حدود/ وبعد سنتينِ من حربِ إبادةِ غزة وسقوطِ أكثرَ من ستينَ ألفَ شهيدٍ قصفاً واغتيالاً وتجويعاً ونزوحاً/ فَعَّل ووزيرُ حربه يسرائيل كاتس ومعهما رئيسُ الأركان إيال زامير خُطةَ عرباتِ جَدْعون اثنين/ وحَشَدوا خَمسَ فِرقٍ بآلافِ الضباطِ والجنود لاحتلال رُبع القطاع غيرِ المحتل/ وذلك غَداةَ موافقةِ فصائلِ المقاومةِ
الفلسطينية على صفْقةٍ تُنهي الحربَ وتُحَرِّر الأسرى// التحشيدُ الإسرائيلي لاحتلالِ كاملِ القطاع يَتَنافى ودعوةَ ستيف ويتكوف مكلَّفاً من الرئيس دونالد ترامب بإنهاءِ الحرب وعودةِ الرهائنِ الإسرائيليين وإطلاقِ سَراحِ سجناءَ فلسطينيين وإعادةِ إعمارِ غزة/ وقد تكونُ نتيجةُ هذا الانفصام/ دخولَ ترامب في سباقٍ مع نتنياهو لنيلِ لقَبِ بطلِ الحرب على إيران "وعَشَمِهِ" بالجنة من بوابة كييف-موسكو/ والأهمُّ أن "أميركا رجعت" على مِنصة التيك توك
الصينية.