توقعت الاستخبارات البريطانية أن تحول
القوات الروسية تركيزها للسيطرة على مقاطعة
دونيتسك شرقي
أوكرانيا بعدما استولت بالكامل على مقاطعة لوغانسك. وبينما يستمر التقدم الروسي تجتمع القوى
الغربية في لوغانو بسويسرا لصياغة خطة لإعادة الإعمار.
ونقلت "الجزيرة" عن
وزارة الدفاع البريطانية قولها في تحديث للاستخبارات المتعلقة بالحرب الروسية على أوكرانيا، إن من شبه المؤكد الآن قيام روسيا بتحويل تركيزها للسيطرة على مقاطعة دونيتسك، وهي تشكل مع مقاطعة لوغانسك إقليم
دونباس شرقي أوكرانيا، الذي تسعى القوات الروسية لبسط سيطرتها عليه.
وأشارت الوزارة إلى أن جزءا كبيرا من مقاطعة دونيتسك ما زال تحت سيطرة القوات الأوكرانية، موضحةً أن المعارك في إقليم دونباس لا تزال طاحنة تستنزف المتحاربين، ومن المستبعد جدا أن يتغير هذا الواقع في الأسابيع المقبلة، وفق تقييم الاستخبارات العسكرية البريطانية.
وقد أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية مساء أمس الأحد انسحاب قواتها من ليسيتشانسك، آخر المدن التي بقيت تحت سيطرتها في مقاطعة لوغانسك، وأقرت بتفوق القوات الروسية على الأرض بعد معارك ضارية على مدى الأسابيع
الأخيرة.
وأعلنت
وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين بإتمام السيطرة على مقاطعة لوغانسك بعد الاستيلاء على مدينة ليسيتشانسك.
ويبدو أن الجيش الروسي يركز جهوده الآن على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين، اللتين تتعرضان للقصف دونما هوادة منذ أمس الأحد، وكلتاهما تقع ضمن مقاطعة دونيتسك، فيما ودعت السلطات الأوكرانية السكان إلى المغادرة، إذ بات خط المواجهة على بعد كيلومترات قليلة من سلوفيانسك، وفق ما نقلت "الجزيرة".
وفي كلمته اليومية مساء الأحد، حاول الرئيس الأوكراني
فولوديمير زيلينسكي التخفيف من وطأة الوضع مركزا على خطوط الجبهة الأخرى حيث تؤكد كييف أنها "تحرز تقدما" في منطقتي خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب). وقال "سيأتي يوم نقول الشيء نفسه عن دونباس".
سياسيا، ينعقد مؤتمر لوغانو -الذي كان في الأصل مقررا قبل الحرب الروسية- يومي الاثنين والثلاثاء في محاولة لرسم معالم إعادة الإعمار في أوكرانيا مستقبلا.
ووصل رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال ورئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك إلى مدينة لوغانو السويسرية، وسيلتقيان خصوصا برئيسة
المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لإرساء أسس "
خطة مارشال" لأوكرانيا، مع أن نهاية الحرب لا تلوح في الأفق والتقديرات تتراوح بين عشرات ومئات مليارات الدولارات.
ورأى المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني في مقابلة مع محطة "آر تي إس" (RTS) التلفزيونية السويسرية، أن عملية إعادة الإعمار بحد ذاتها لا بد أن تنتظر نهاية القتال، لكن من الحيوي توفير "أفق إيجابي للمدنيين"، وفق تعبيره.
وستعرض وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس اليوم في لوغانو خطة بريطانية واسعة لإعادة الإعمار في أوكرانيا.
وقالت الوزيرة قبل المؤتمر "إنعاش أوكرانيا بعد حرب العدوان الروسية سيشكل رمزا لتفوق الديمقراطية على الاستبداد. وسيظهر ذلك لبوتين أن محاولته لتدمير أوكرانيا جعلت منها أمة أرقى وأكثر ازدهارا ووحدة".