خطة هادئة لـ"تنظيف" عرسال وجرودها

2017-05-10 | 02:44
views
مشاهدات عالية
خطة هادئة لـ"تنظيف" عرسال وجرودها
تبلَّغَت جهات عسكرية وأمنية لبنانية في الأشهر الأخيرة، أنّ تنظيم "داعش" تعويضاً لهزائمه المتتالية في سوريا والعراق، قد تَعمد إلى عملية إرباك من الخلف، أي من الجهة اللبنانية، وحيث لا يكون ذلك متوقّعاً، بحسب ما اشارت صحيفة "الجمهورية".
وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب طوني عيسى الى ان القيادات العسكرية اللبنانية كانت تمتلك معلومات عن نيّة "داعش" اجتياح عرسال والتمدُّد عبر مناطق شمالية في اتجاه الشاطئ، ليكون لها منفذ على البحر. وهذه المعلومات كشفَها قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي في حينه.
وكان مخططاً أن يجري في آنٍ معاً تحريك الجيوب والبؤر الإرهابية في عدد من المناطق اللبنانية، وخصوصاً في عين الحلوة - صيدا وطرابلس، ليكون ذلك ورقة في يد «داعش» تستخدمها لتخفيف الضغط العسكري عنها في سوريا.
وفي أيّ حال،يتابع الكاتب انه وفي معزل عن خطة "داعش" في لبنان، فإنّ هناك قراراً لبنانياً محصَّناً بدعم دولي، سياسي وعملاني مباشر، لإنهاء مواجهة أيّ تحرّك يقوم به التنظيم الإرهابي. والمجتمع الدولي، الحريص على استقرار لبنان، يضع ثقله في هذا المجال.
ويترجَم ذلك الدعم المكثّف والمباشر للجيش بالسلاح والذخائر والمعلومات، وخصوصاً من الجانب الأميركي، والذي عبَّر عنه في وضوح استخدام واشنطن قاعدةَ ريّاق الجوّية. ومن المؤكّد أنّ لبنان كان سيجد صعوبةً أكبر في المواجهة لولا هذا الدعم.
واشارت المعلومات الى خطة هادئة ينفّذها لبنان، يبدو أنّها على مرحلتين:
الأولى، تتمثّل في ما يحقّقه الجيش من إنجازات نوعية في جرود عرسال ورأس بعلبك - القاع منذ أشهر. وقد جاءت جولة قائد الجيش العماد جوزف
عون الاستطلاعية للمنطقة بمثابة تتويج لتلك الإنجازات. وارتدت الجولة أهمّية خاصة بشمولها مواقعَ متقدمة جداً.
والحكمة في هذه الخطة تكمن في عدم نزول الجيش بثِقله في المعركة، وعدم الاستعجال في خوض مواجهة عسكرية ضارية في منطقة شديدة الوعورة بتضاريسها، وتتميّز بوجود عدد كبير من المغاور التي يحتمي فيها المسلحون. فالمغامرة هنا قد تكون مكلفة للجيش، وقد يلجأ الإرهابيون إلى أخذ المدنيين اللبنانيين أو النازحين السوريين رهائن ومتاريس لهم، ما ينذِر بوقوع خسائر كبيرة.
ولذلك، يتمّ توجيه ضربات نوعية متتالية إلى الإرهابيين، ما يؤدّي إلى إضعافهم تدريجاً. وهذه الخطة نجَحت حتى اليوم وقلَّصت خسائر الجيش والمدنيين إلى أدنى مستوى، فيما تراجعت قوّة الإرهابيين بنحو ملموس وانقلبت معادلة القوة في الجرود لمصلحة الجيش.
 
كذلك يعتمد الجيش أسلوبَ الحصار ضد "داعش" ما يؤدي إلى "خنقِها" بالمعنى العسكري. لكنّ المشكلة التي يجدر علاجها تكمن في أنّ المنطقة مفتوحة على القلمون السوري، ما يَكفل للإرهابيين استمرارَ اتّصالهم بالداخل السوري.
وفي هذا الشأن تبدو المشكلة سياسية لا عسكرية، يتابع الكاتب مشيراً الى انه وفي مجلس الوزراء لا في المؤسسة العسكرية. فمحاصرة "داعش" و"النصرة" في جرود عرسال ورأس بعلبك - القاع تتطلّب تنسيقاً بين الجانبين الرسميين اللبناني والسوري، على غرار التنسيق المقترَح في ملفّ النازحين. وهذا الأمر دونه عقبات حتى اليوم، مع أنّ القوى الحليفة لدمشق تبدو متفائلة بأنه سيكون حتمياً في النهاية.
وهناك مشكلة سياسية أخرى. ففي عرسال، ازدادت مطالبة الأهالي بأن يَحسم الجيش الأوضاع تماماً في البلدة وجرودها، بعدما ذاق هؤلاء تداعيات الفلتان والفوضى. ولكن، في البلدة من يخشى أن يستفيد "حزب الله" من الموقف ليدخلَ إليها أمنياً. فهناك مَن ينظر إلى عرسال بصفتها جزيرة سنّية في بحر النفوذ الشيعي.
وأمّا المرحلة الثانية فهي الحاسمة، حيث تكون عناصر الجراحة العسكرية قد اكتملت وتوافرَت لها كلّ ظروف النجاح، وبالحدّ الأدنى من الأكلاف. وما يجري اليوم، على الأرجح، من شأنه إنضاجُ الظروف للمرحلة. فـ"تنظيف" لبنان من الإرهاب هو قرار متّخَذ، والتفاصيل في طريقة التنفيذ و"الأجندة".
وفي موازاة ما يجري في الجرود، تأخذ خطة عين الحلوة طريقها إلى التنفيذ الهادئ، بعدما رَفض لبنان طلبَ الرئيس الفلسطيني محمود عباس من السلطات اللبنانية أن تحسم أمنَ المخيم، وفضّلَ أن تقوم القوى الفلسطينية نفسُها بإنهاء الحال الشاذة، ما يقلّص خسائرَ الجيش والمدنيين على حدّ سواء.
ويبدو أنّ المعركة الكبرى في عين الحلوة انتهت، ولم يبقَ سوى التفاصيل التي يساهم فيها النزاع الفلسطيني الداخلي على الزعامة. ولا بدّ من خروج بلال بدر ورفاقه من "الوَكْر" إلى حيث يعلم العالمون أو لا يعلمون...
وقد يجد الخارجون من المخيم أمكنة "يتسرَّبون" إليها، في لبنان كمحطة انتقالية، لكنّهم سيغادرون إلى "مناطقهم" في سوريا. وهناك، ستتمّ تصفية "داعش" التي أدّت دورَها المرسوم، وآنَ الوقت للذين خَلقوها ودعموها أن يستبدلوها بحجارةٍ أخرى على بقعة الشطرنج الشرق أوسطية.
 
اخترنا لك
معلومات الجديد: ضابطة بيروت الجمركية تصادر في محلة انطلياس كميات كبيرة من أدوية منتهية الصلاحية وبوتوكس وهرمونات (مواد محظورة) إيرانية المنشأ
09:41
حادث "طاحن" ونجا بأعجوبة (فيديو)
09:25
جنوب الليطاني.. الوفد الدبلوماسي إطّلع على الخرق الإسرائيلي!
08:53
النائب حيدر ناصر للجديد: ملفّ التفرّغ في الجامعة اللبنانية جرى تمديد البحث فيه بطلب من الرئيس عون وذلك بسبب وجود العديد من المخالفات الجسيمة
08:38
إخلاء سبيل رئيسة اقليم طرابلس لقاء كفالة مالية
08:17
لتثبيت الأمن في الجنوب.. الرئيس عون: الاتصالات مستمرة!
07:57
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق